قلل تقرير حديث من قدرة ميليشيا الحوثي من تشكيل أي تهديد للكيان الإسرائيلي، التقرير الصادر اليوم السبت عن مركز الاهرام للدراسات؛ تحت عنوان (وحدة الساحات: هل يشكل الحوثيون رقما مهما في معادلة طوفان الأقصى) أشار الى أربع اليات لدى إسرائيل يمكن أن توظفها من أجل ردع التهديدات التي يشكلها الحوثيون على أمنها، على النحو الذي يمكن أن يقلل من فعالية الجبهة اليمنية كإحدى ساحات المواجهة في طوفان الأقصى، خاصة مع حالة الاستنفار الأمني (المدعوم أمريكيًا) وجهوزيتها لاستعادة قدرتها على الردع.
وبحسب التقرير فان الآلية الأولى، تتمثل بامتلاك إسرائيل أنظمة إنذار مبكر وقدرات دفاعية متطورة، ضد صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمنصات البحرية أو منظومات الدفاع الجوي "مقلاع داود"، و"القبة الحديدية". فضلًا عن منظومة "آرو 3" الإسرائيلية للمدى الطويل، والتي استخدمها الجيش الإسرائيلي لأول مرة في هجوم الحوثيين يوم 31 أكتوبر.
وأشار التقرير إلى ان الآلية الثانية، الوجود الإسرائيلي في جنوب البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب من خلال تحالفاتها مع كل من إثيوبيا وإريتريا وتطبيع علاقاتها مع دول القرن الأفريقي على النحو الذي أتاح لها فرصة استخدام موانئها والجزر التابعة لها لأغراض عسكرية، وتأمين خطوط تجارتها من وإلى ميناء إيلات. إذ أقامت أكبر قاعدة بحرية لها خارج حدودها، بأرخبيل دهلك، وذلك بموجب اتفاقية بينها وبين إريتريا، فضلاً عن قواعد المراقبة التي أقامتها على عدد من جبال تلك الجزيرة بهدف تعزيز جمع المعلومات المخابراتية. كما أقامت قاعدة عسكرية في ميناء "مصوع" عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وقواعد جوية في جزيرتي "حاليب وفاطمة"، وقاعدة عسكرية في كل من جزيرتي "سنتيان وديميرا" المشرفتين على مضيق باب المندب.
وأضاف التقرير ان ثالث آليات الردع تتمثل في إمكانية الكيان من، الاستفادة من "اتفاقيات أبراهام" وتوظيفها لصالح درء المخاطر القادمة من البحر الأحمر، ومن أبرز تجليات ذلك نقل إسرائيل في 15 يناير 2021، إلى القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، بعد أن ظلت على مدار عقود جزءًا من منطقة القيادة الأمريكية الأوروبية (EUCOM) (إيكوم) بسبب الطبيعة العدائية لعلاقاتها بالعديد من الدول العربية. ومن الجدير بالذكر إن ذلك يساهم في تسهيل عمليات انتشار البحرية الإسرائيلية في الخليج العربي، دون قيود في البحر والجو، وكذلك يصير بإمكانها إرسال سفنها إلى البحر الأحمر وبحر العرب، والاقتراب من خليج عمان. ومن ثم سيكون من السهل على الجيش الإسرائيلي الحصول على دعم عسكري من الولايات المتحدة في الاتصالات مع الجيوش المجاورة، بما يُحسن الاستجابة الإقليمية للتهديدات التي تراها مشتركة.
أما رابع آليات الردع الإسرائيلية تتمثل في تكثيف الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، وتعزيز جهود الردع بما يساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها. فقد سبق الحرب على غزة وصول أكثر من ثلاثة آلاف بحار أمريكي إلى الشرق الأوسط في إطار احتواء التهديدات الإيرانية للملاحة البحرية الدولية. ثم واصلت الولايات المتحدة استعراض بنية الدفاع الجوي والصاروخي في الشرق الأوسط، مع قرار شن إسرائيل حربها على غزة، من خلال إرسال حاملتي طائرات، ثم نشر بطاريات الدفاع الجوي ثاد وباتريوت
وخلص التقرير إلى ان حدود فعالية الدور الحوثي لن تكون بنفس درجة التأثير التي تحظى بها الجبهة الشمالية بشكل خاص (حزب الله) في معادلة وحدة الساحات في طوفان الأقصى، ليس فقط بسبب تنوع آليات الردع الإسرائيلي والأمريكي المشار إليها سابقًا، ولكن هناك رغبة أمريكية في التركيز على مواجهة حماس وعدم فتح جبهات أخرى من شأنها أن تتسبب في خرى أخرى تشتيت مساعي حسم الحرب في القطاع لصالح إسرائيل، خاصة وأنه مع اقتراب الحرب من شهرها الأول، مازالت نتائجها لم تحسم، ولم يتحقق أي إنجاز على الأرض فيما يخص تقويض قدرات حماس أو سحقها كما كانت تأمل إسرائيل من قرار الحرب والاجتياح البري للقطاع.
وقال التقرير انه من المستبعد في حال تمدد ساحة المواجهة وخروج التصعيد في غزة عن نطاقه وتحوله إلى اشتباك شامل في المنطقة، أن يتم تفعيل جبهة اليمن (الحوثيين) على نحو مكثف ومتزامن على ثلاثة مسارات: (ليس فقط استهداف الأجزاء الجنوبية من إسرائيل، بل استهداف تل أبيب باستخدام طائرة "وعيد" المسيّرة، والتي يبلغ مداها 2500 كيلومتر)، والعمل على تعطيل التجارة الإسرائيلية، في البحر الأحمر، وشن هجمات في الخارج على المصالح الإسرائيلية، وسفاراتها، وغيرها من الأهداف. وفي تلك الحالة، ستمتد شرارة الحرب على النحو الذي سيدفع نحو انخراط الأطراف الإقليمية في الصراع على النحو الذي سيفرض، في الغالب، اصطفافًا إقليميًا مع أو ضد واشنطن في الحرب ضد غزة، وربما يتطور نحو اصطفاف دولي في حال حدوث تغيير ملموس في الموقفين الصيني والروسي إزاء ما يحدث في غزة.