تعرضت العاصمة المغتصبة صنعاء في الساعات الاولى من صباح اليوم لغارة وصفت بالأعنف شنتها مقاتلات تابعة للقوات الامريكية والبريطانية.
وقالت مصادر محلية للميثاق نيوز ان الغارة الجوية استهدفت مواقع الرادار والدفاع الجوي التابعة للحوثيين  بالقرب من قاعدة الديلمي الجوية في محيط مطار صنعاء الدولي شمال العاصمة، وسمع صداها لمختلف ارجاء المدينة.
وتأتي هذه الضربة ضمن سلسلة من الغارات الجوية التي شنتها مقاتلات التحالف الدولي على مواقع ميليشيا الحوثي وبداتها صباح الخميس حيث تعرض  16 موقع تابع للميليشيا ل 60 غارة بحسب بيان للقوات الامريكية والبريطانية.

وفي سياق متصل  أعرب المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون عن تفاؤلهم بعد يوم من إطلاق البلدين ما يوصف الآن بأنه موجتين من الضربات ضد مواقع الحوثيين في اليمن ، ردا على أسابيع من هجمات الحوثيين التي عطلت الشحن وألحقت أضرارا بالسفن التي تعبر البحر الأحمر وخليج عدن.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي ل VOA يوم الجمعة إن التقييم الأولي يشير إلى أن الموجة الأولى من الضربات الدقيقة ضد 60 هدفا في 16 موقعا منفصلا نجحت في إضعاف قدرة الحوثيين على شن المزيد من الهجمات.

وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته من أجل مناقشة التفاصيل التشغيلية، إن تقييما أكثر شمولا للضربات لا يزال جاريا. لكن هذا الشعور ردد تقييمات مبكرة أخرى من قبل كبار المسؤولين الأمريكيين، الذين وصفوا الضرر الذي لحق بقدرات الحوثيين بأنه "كبير".

"نشعر بثقة كبيرة بشأن المكان الذي ضربت فيه ذخائرنا" ، قال اللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز ، مدير هيئة الأركان المشتركة ، للصحفيين يوم الجمعة. لكننا لا نعرف في هذه المرحلة التقييم الكامل لأضرار المعركة".

واظهرت  صورة القمر الصناعي التي قدمتها شركة Maxar Technologies في 12 يناير 2024 الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية على موقع رادار في مطار صنعاء في اليمن.

قالت القيادة المركزية الأمريكية في وقت متأخر من يوم الخميس إن الطائرات المقاتلة الأمريكية والسفن البحرية والغواصات ضربت أكثر من 60 هدفا في 16 موقعا عبر الأجزاء التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن ، بما في ذلك نقاط القيادة والسيطرة ومستودعات الذخائر وأنظمة الإطلاق ومرافق الإنتاج.

لكن سيمز قال يوم الجمعة إن الولايات المتحدة وبريطانيا شنتا موجة ثانية من الضربات ضد 12 موقعا آخر بعد 30 دقيقة إلى ساعة من تنفيذ الضربات الأولية.

وأضاف أن المواقع الإضافية، التي لكل منها أهداف متعددة، "تم تحديدها على أنها تمتلك مواد يمكن استخدامها ضد القوات، البحرية والجوية"، مشيرا إلى أن الضربات نفذت دفاعا عن النفس.

وقال مسؤولون أمريكيون إن أكثر من 150 ذخيرة موجهة بدقة كانت تستهدف أهدافا للحوثيين، بما في ذلك صواريخ توماهوك للهجوم البري.

شارك ما لا يقل عن ثلاث طرادات ومدمرات صواريخ موجهة أمريكية (USS Gravely و USS Philippine Sea و USS Mason) في الضربات إلى جانب غواصة من فئة أوهايو وطائرات مقاتلة من حاملة الطائرات USS Dwight D. Eisenhower وطائرات سلاح الجو الأمريكي.

وقال بيان منفصل يوم الجمعة من وزارة الدفاع البريطانية إن أربعا من طائراتها المقاتلة من طراز تايفون ، مصحوبة بناقلة للتزود بالوقود الجوي ، استخدمت قنابل موجهة بالليزر لضرب موقعين: موقع إطلاق طائرات بدون طيار في باني ، في شمال غرب اليمن ، ومطار في عبس ، يستخدم لإطلاق صواريخ كروز وطائرات بدون طيار على سفينة في البحر الأحمر.

وقالت الوزارة إن "المؤشرات الأولية تشير إلى أن قدرة الحوثيين على تهديد الشحن التجاري قد تلقت ضربة".

وعلى الرغم من التقييمات المتفائلة للضربات، قال مسؤولون أمريكيون إنهم يعتقدون أن الحوثيين من المرجح أن ينتقموا.

وأكد مسؤولون عسكريون أمريكيون أن المسلحين الحوثيين أطلقوا صاروخا باليستيا مضادا للسفن في وقت مبكر من يوم الجمعة ، على الرغم من أنه لم يصب أي سفن.

 وقال سيمز: "أعتقد أن الحوثيين يحاولون اكتشاف الأمور على الأرض ويحاولون تحديد القدرات التي لا تزال موجودة لهم". لقد كان خطابهم قويا جدا ومرتفعا جدا، وأتوقع أنهم سيحاولون نوعا من الانتقام".

وأضاف: "آمل ألا يفعلوا ذلك"، واصفا جهود الحوثيين بأنها "غير مثمرة بشكل عام".

لكن البيت الأبيض كرر تحذيره يوم الجمعة من أن الحوثيين سيواجهون عواقب إضافية إذا استمرت هجماتهم.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن الرئيس الأمريكي جو بايدن "يحتفظ بالحق ، ولن يتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية قواتنا ومنشآتنا والتجارة الدولية".

ومع ذلك ، أكد كيربي أن الولايات المتحدة تأمل في ألا تكون الضربات الإضافية ضرورية.

"نحن لسنا مهتمين بحرب مع اليمن. لسنا مهتمين بصراع من أي نوع هنا"، قال للصحفيين. "كل ما يفعله الرئيس كان يحاول منع أي تصعيد للصراع بما في ذلك الضربات ليلة [الخميس] الماضية".

يوم الجمعة أيضا ، كشفت الولايات المتحدة النقاب عن عقوبات جديدة تستهدف شحنات السلع التي تمول الحوثيين وداعميهم الإيرانيين.

فرض مسؤولو وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركة مقرها هونغ كونغ وشركة أخرى في الإمارات العربية المتحدة ، وكلاهما يعمل مع سعيد الجمل ، وهو ممول يدعم كل من الحوثيين وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني.

"سنتخذ جميع التدابير المتاحة لوقف الأنشطة المزعزعة للاستقرار للحوثيين وتهديداتهم للتجارة العالمية" ، قال وكيل وزارة الخزانة بريان نيلسون في بيان.

ومنذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، شن الحوثيون ما لا يقل عن 28 هجوما، طالت مواطنين وشحنات وسفن من أكثر من 50 دولة، وفقا للولايات المتحدة.

وقال مسؤول أمريكي إن بايدن اتخذ قرار شن ضربات يوم الخميس في أعقاب هجوم الحوثيين على ممرات الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن يوم الثلاثاء الماضي والذي شمل 18 طائرة هجومية بدون طيار أحادية الاتجاه وصاروخين كروز وصاروخ باليستي واحد.

وردت الطائرات المقاتلة الأمريكية، إلى جانب السفن العسكرية الأمريكية والبريطانية، بإسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ، مما أدى إلى تجنب أي ضرر للسفن أو إصابات لأطقمها في المنطقة.