تصاعدت مؤشرات عودة الحرب بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي بالانقلابية المدعومة إيرانيا؛ بشكل أكبر من ذي قبل، بعد الخطوات التصعيدية التي اتخذتها الميليشيا، والمتمثلة بإغلاق الأجواء أمام هبوط الطائرات المدنية في مطارات مناطق سيطرة الشرعية.
فبعد ان منعت ميليشيا الحوثي طائرة سودانية الهبوط في مطار المخا الدولي مطلع الأسبوع الجاري، جددت الميليشيا الموقف ذاته، بمنعها طائرة مدنية تابعة للأمم المتحدة، من الهبوط في مطار مارب، شرق البلاد وهذه الحادثة وصفها وزير الاعلام في الحكومة الشرعية معمر الإرياني أنها " تمثل جريمة قرصنة جوية مكتملة الاركان، تؤكد مساعي مليشيا الحوثي الإرهابية تعطيل عمل المنظمات الدولية في اليمن، واستخفافها بأرواح المدنيين الأبرياء، وانتهاجها سياسة افقار وتجويع ممنهج لليمنيين، دون اكتراث بالازمة الانسانية الاكثر تعقيدا في العالم جراء الحرب التي اشعلتها، واستمرارها في التحرك كاداة قذرة لايران لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، وتهديد المصالح الدولية".
هذا التصعيد الحوثي تجاه مطارات الشرعية، يأتي بعد الاعتداءات الإرهابية التي استخدمتها العام المنصرم تجاه الموانئ، حينما أقدمت الميليشيا على قصف ميناء المخا في تعز، وسيئون في حضرموت، وميناء قنا في شبوة، ومنع سفن نقل المشتقات النفطية من نقل النفط الخام، الأمر الذي تسبب في حرمان الحكومة الشرعية من أهم مورد اقتصادي تستخدمه في دفع مرتبات الموظفين.
التمادي الحوثي لم يتوقف عند هذا فحسب، بل وصل الى استهداف السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، نتج عنه تكون تحالف دولي قيادة الولايات المتحدة وبريطانيا والذي قام بقصف العديد من المحافظات بحجة ردع الميليشيا. كما ان تواصل الاعتداءات الارهابية تجاه السفن، انعكس سلبا على معيشة المواطن اليمني، حيث ارتفعت رسوم التامين على السفن المتجهة للمونئ اليمنية الى الضعف، وارتفع اجور نقل الحاوية من 5000 دولار الى 10000 دولار وهو مايزيد من معاناة الشعب اليمني في كل المحافظات والذي لن يكون بمقدوره مواجهة الارتفاع في أسعار المواد الغذائية الرئيسية.
التصعيد الحوثي ان لم يجد رادعا قويا فإنه قد يتوسع في ظل الدعم اللامحدود من قبل إيران، خصوصا في مجال تهريب الأسلحة والمخدرات، بالإضافة الى التعامل غير الجاد من قبل الدول الراعية لاتفاق ستوكهولم تجاه ميليشيا الحوثي وهو الاتفاق الذي استفادت منه وأبقى لها ميناء الحديدة، ولولا ذلك الاتفاق المشئوم لكانت العديد من المحافظات الشمالية تحررت منذ وقت مبكر.
ويرى مراقبون ان المستجدات الأخيرة تؤكد بما لا شك فيه ان طبول الحرب توشك ان تدق من جديد وبلا هوادة هذه المرة.