قال وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، "شائع محسن الزنداني" أن خارطة الطريق الأممية للسلام في اليمن “وصلت إلى حل بعض القضايا الإنسانية المتصلة بحياة اليمنيين، إلا أن تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر أوقف أي تناول فيها”.
وأكد أن أي رغبة في تحقيق السلام تتطلب أن يكون هناك سلوك على كل المسارات ولا يمكن أن يكون هناك حديث عن السلام ويكون هناك تصعيد من جانب آخر.
وأضاف "نحن لدينا قرارات مجلس الأمن الدولي ولدينا المرجعيات الوطنية التي تحدد المسارات والخطوات المطلوبة في عملية السلام، ولدى الحكومة تضامن قوي ودعم قوي من مختلف دول العالم، ولم يتغير هذا الموقف".
وأضاف " إن جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، “تمارس العنف ولا تستطيع العيش خارج إطار الحرب”.
وأكد “الزنداني” في مقابلة متلفزة مع قناة “العربية”، أن تحقيق السلام في اليمن “مطلب إقليمي ودولي وأن جماعة الحوثي تستمد قوتها ودعمها من إيران"، مشيرا إلى أن “جهود السلام تبذل منذ سنوات وأن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً منذ البداية حريصة كل الحرص، بإنهاء الحرب".
وأضاف: "هذه الحرب فرضت من جهة واحدة ونحن ليس لنا مصلحة فيها ولا شعبنا اليمني وبالتالي رغم المواجهات طيلة السنوات الماضية، إلا أن التوجه كان نحو الحل السياسي، الذي نعتقد بأنه المخرج الأمثل".
وحول قبول الحوثيين بالسلام، قال وزير الخارجية اليمني إن “الحوثيين لا توجد في برنامجهم قضية السلام”، لافتاً إلى تجربة الاتفاقات مع الحوثيين في مشاورات جنيف والكويت وغيرها.
وقال "الحكومة قدمت تنازلات كثيرة أيضا المجتمع الدولي كان حريصاً، على أن نمضي قدماً في اتجاه الحل السياسي، وأعتقد أن خير دليل على ذلك قبولنا باتفاق استكهولم الذي وصل إلى قضية الحل في الحديدة حينها. وبالتالي هذا الاتفاق لم ينفذ منه أي شيء من جانب الحوثيين".
وأكد أنه “قبل التصعيد في البحر الأحمر كانت هناك من الدول التي لديها تحليل أو تقييم خاص للأزمة اليمنية، كما أن هناك دولا أوربية كان لديها اعتقاد مختلف عن الحوثيين"، مشيراً إلى أن تلك الدولة كانت تنظر للمشكلة بتبسيط كبير.
وأستدرك بالقول: "لكن هذه الأحداث وما يجري من تصعيد أكد للكثير ما كانت تطرحه الشرعية، بأن هذه الجماعة هي جماعة عنف وأنها لا تميل إلى السلام، كما أنها لا تقدر تعيش خارج إطار الحرب".
ووصف الحوثيين، بأنهم “مجرد وكلاء لإيران يعملون لتنفيذ أجندة إيرانية، كما أنهم يمثلون جزءاً من المشروع التوسعي لها”، داعيا إيران لـ“ترك قضية اليمن للشعب اليمني والقوى السياسية الوطنية، وعدم التدخل في شؤونه".
وعن اتهام الدبلوماسية اليمنية بالتقصير قال “الزنداني”: “مختلف دول العالم تبني سياستها بناء على مصالحها وليس للرغبات، ونحن ندرك هذه الحقيقة، ولكننا بشكل عام نشاط وعمل وزارة الخارجية مرتبط بعمل أجهزة الدولة كنظام مؤسسي بشكل عام، وبالتأكيد أننا نعيش ظروف حرب، ولا نتوقع أن وزارة الخارجية تستطيع بمهاهما ووظائفها بطريقة طبيعية وكأنها لا توجد حالة حرب".
وأكد أنه خلال السنوات الماضية ونتيجة لهذه الظروف وجدت بعض الاختلالات في عمل وزارة الخارجية وبعثاتها في الخارج، مضيفاً "لهذا نحن سنسعى قدر الاستطاعة إلى تغطية مواطن القصور، وأن يكون لدينا توجهات وأولويات في السياسية الخارجية بما يحقق مصالحنا الوطنية.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي بدد التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، آمال السلام في اليمن إثر تحركات للمبعوث الأممي "غروندبرغ" أفضت إلى اتفاق يقضي "بوقف دائم لإطلاق النار والدخول في عملية سياسية يمنية- يمنية لإنهاء الحرب في البلاد، التي اندلعت أواخر العام 2014.
هذا وتقلد "شائع الزنداني" حقيبة الخارجية في الحكومة اليمنية في الـ 26 من مارس/ أذار الماضي، بقرار أصدره رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الذي قضى بتعيين الزنداني وزيرًا للخارجية وشؤون المغتربين خلفا لأحمد عوض بن مبارك، رئيس الحكومة الحالي.