تتجه انظار عشاق كرة القدم مساء اليوم صوب ملعب ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن، والذي يحتضن  نهائي ابطال اوروبا،  ويجمع  العملاق الإسباني ريال مدريد  الباحث عن مزيد من المجد بوصوله الى النهائي الثامن عشر في تاريخه، وذلك حين يتواجه مع بوروسيا دورتموند الألماني الحالم باستعادة مشاعر تلك الأمسية في ميونيخ عام 1997 حين توّج بطلاً للمرّة الأولى والأخيرة.
 ويدخل بوروسيا دو رتموند مواجهته الشاقة مع الريال متسلحا بذكريات ريدله ولارس ريكن ورفاقهما في كتيبة المدرب هيتسفيلد، الذين تغلبوا على يوفنتوس الإيطالي ونجومه دل بييرو وزيدان وديشامب (3-1) في نهائي (1997) على الملعب الأولمبي في ميونيخ،   مع إدراكه أن المهمة لن تكون سهلة بتاتاً ضد فريق فرض نفسه ملكاً لدوري الأبطال من دون منازع، بعدما توج بطلاً (14 مرة) في تاريخه المجيد.
ولم يكن أشد المتفائلين في دورتموند يحلم بالتواجد الليلة على ملعب ويمبلي لخوض النهائي الثالث في تاريخ النادي الأصفر والأسود، بل الهم الأساسي كان كيف سيتمكن رجال المدرب ترزيتش من التأهل الى ثمن النهائي عن مجموعة تضم باريس سان جرمان الفرنسي والعريق ميلان الإيطالي والمتجدّد نيوكاسل الإنكليزي.
لكن الفريق الألماني خالف التوقعات وتصدّر المجموعة السادسة، قبل أن تضعه القرعة في مواجهة أيندهوفن الهولندي في ثمن النهائي حيث خرج منتصراً بمجموع المباراتين، ثم عوّض خسارته ذهاباً في إسبانيا أمام أتلتيكو مدريد (1-2) وفاز إياباً (4-2) ليحجز مقعده في نصف النهائي.
ووقع فريق ترزيتش مجدداً في مواجهة سان جرمان الذي كان المرشح الأوفر حظاً لبلوغ النهائي، لكن بهدفين من فولكروغ و هوملز حسم دورتموند المواجهة، وحجز مقعده في النهائي.
لكن الآن، الوضع مختلف جداً لأنه لايواجه فريقاً عادياً على الإطلاق بل سيكون في ضد سيّد المسابقة بامتياز، وليس هذا وحسب بل إن ريال يخوض موسماً رائعاً قاده إلى استعادة لقب الدوري المحلي من برشلونة، ووصل إلى النهائي الثامن عشر في تاريخه، بعدما تخطى حامل اللقب مانشستر سيتي الإنكليزي في ربع النهائي ثم بايرن ميونيخ في نصف النهائي.

كما يقود النادي الملكي المدرب الفذ الإيطالي كارلو أنشيلوتي الباحث عن تعزيز رقمه القياسي بلقب خامس في المسابقة، التي توج بها مرتين مع ميلان عامي (2003 و2007) قبل أن يضيف الآخرين مع ريال عامي (2014) في مروه الأول و(2022) في مروره الثاني.

ولم يذق ريال طعم الهزيمة سوى مرتين في (54) مباراة خاضها هذا الموسم في جميع المسابقات، ويسعى ريال إلى إحراز ثنائية الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة في تاريخه، ويعوّل في مسعاه على بيلينغهام الذي سيلعب ضد فريقه السابق.

ويحمل ملعب ويمبلي ذكريات سيئة لدورتموند، إذ خاض عليه مباراته النهائية الثانية، حيث خسر عام (2013) أمام غريمه المحلي بايرن ميونيخ (1-2) بقيادة يورغن كلوب.

ريال هو الزعيم المطلق للمسابقة من دون أي شك، وسيحاول اليوم أن يودّع نجمه كروس الذي قرر الاعتزال بعد كأس أوروبا الصيف المقبل، بأفضل طريقة من خلال منحه لقبه السادس في المسابقة، والأمر ذاته ينطبق على مودريتش وداني كارفاخال وناتشو، ما سيجعل هذا الرباعي الأكثر تتويجاً في تاريخ المسابقة مشاركة مع أسطورة النادي باكو خينتو الذي أحرزها ست مرات.

يذكر أن الفريقين تقابلا (14 مرة) في دوري الأبطال كان الفوز حليفاً ست مرات للريال، مقابل ثلاثة انتصارات لدورتموند، وحصل التعادل في خمس مناسبات.