مهما تغيرت الأحوال في اليمن يبقى المؤتمر الشعبي العام حزبًا عريقًا وجبلًا لا تهزه ريح. فبالرغم من كل المؤامرات التي تحاك ضده بهدف تشظيه وإضعافه سياسيًا، إلا أن أساسه مازال متينًا وقادرًا على النهوض من جديد على يدي الشرفاء من قياداته.
ويبقى السؤال: لماذا يُستهدف المؤتمر؟
وكيف لهذا التنظيم الرائد أن يحافظ على وحدته التنظيمية من أي استهداف؟
هذا السؤال تم طرحه على عدد من الكتاب والسياسيين كأنموذج مصغر لحالة الإجماع الوطني والشعبي على كون حزب المؤتمر هو المعوّل عليه في الخروج بالبلد إلى بر الأمان ..
لم ولن يموت رغم المؤامرات
والبداية كانت مع الأستاذ راسل عمر رئيس تحرير صحيفة "تعز" حيث قال: في اعتقادي، استهداف المؤتمر يندرج ضمن أجندة غربية واضحة التوجهات والأهداف، تشترك فيها العديد من القوى الخارجية، وبتنفيذٍ من أدواتها المحلية. هذه القوى تدرك أن المؤتمر يعي طبيعة تلك التوجهات والأهداف، ويقف ضدها بالمطلق؛ كونها تمس سيادة ووحدة الوطن واستقلاله والتدخل في شؤونه الداخلية. ولهذا يعملون جاهدين على تهميش المؤتمر وتعطيل أي دور له في الحل السياسي والمستقبل الوطني.
ويرى الأستاذ راسل أن العديد من قيادات المكونات السياسية في الداخل والخارج تعي جيداً طبيعة المخطط ضد المؤتمر، ونرى مواقفها الرافضة في هذا الشأن واضحة وبشكل معلن، كونها تدرك من ناحية -وإن اختلفت معه في الكثير من سياساته- أن المؤتمر الشعبي العام يشكل عامل توازن سياسي حقيقي، وأي غياب له لن يكون في صالحها وفي صالح العملية الديمقراطية في البلاد، بعد أن يتم التوصل إلى حل سياسي، ومن ناحية ثانية أن تشتيت المؤتمر وتمزيقه لن يصب في صالحها، بقدر ما سيصب في صالح مكونات سياسية أخرى نعلم جميعا من هي. كما نعلم توجهاتها ومشاريعها الخاصة التي تسعى لتنفيذها، خاصة وأنها عملت على استقطاب الكثير من أعضاء وقيادات المؤتمر طيلة الفترة الماضية من العام 2011م وزادت وقعاً بعد أحداث ديسمبر 2017م.
ويضيف راسل أن مواقف ومبادئ المؤتمر وقياداته في الداخل الوطني واضحة ومعلنة من كل ما يمر به الوطن منذ أكثر من عشر سنوات، وهي نفس المواقف التي تؤكد عليه مضامينه ولوائحه ونظريته الفكرية والسياسية "الميثاق الوطني"، وفي الوقت نفسه هي المواقف التي بقي الشهيد الزعيم الصالح وفياً لها ومؤمناً بها حتى استشهاده رغم محاولات البعض تشويهها في إطار المخطط المعتمل والمنفذ.
وفي هذا الاتجاه علينا أن نستعرض بعض المواقف التي تكشف حجم المؤامرة التي يتعرض لها المؤتمر، ومنها ما تقوم به بعض الفضائيات التي تعرض برامج عدة للإساءة للمؤتمر وقيادته والهدف النيل منه وتحجيم دوره الوطني.
وينبغي أيضاً في هذا الاتجاه الرجوع إلى تقرير الخبراء، قبل أكثر من عامين، وما أشار إليه من حالة التقسيم التي يشهدها المؤتمر منذ استشهاد الزعيم الصالح، وحدد المؤتمر بأربعة أقسام، وهي: مؤتمر صنعاء ومؤتمر الرياض ومؤتمر القاهرة ومؤتمر المحافظات الجنوبية، والهدف من ذلك إظهار المؤتمر وكأنه في حالة صراع. والغاية مفضوحة وندركها جميعاً.
يواصل راسل عمر: ومن هنا أقول إن المؤتمر الشعبي العام بقيمه ومبادئه ووحدته التنظيمية تشكل مجتمعة خطراً على القوى الخارجية في إطار أجندتها المعتملة، وأيضاً على المكونات الداخلية التي ترى في نفسها الأحق والأجدر في حكم اليمن بعيداً عن الديمقراطية وصناديق الاقتراع. ورغم كل ما يعتمل ويخطط له بهدف تمزيق المؤتمر إلا أن كل ذلك سيفشل وسيذهب أدراج الرياح. أتدرون لماذا ستفشل كل تلك المحاولات العبثية؟ ستفشل لأنه المؤتمر الشعبي العام الذي لم يعمل منذ نشأته إلى اليوم من أجل مصالحه ولم يفرط بقضيته الوطنية كغيره من المكونات السياسية التي تتلون كالحرباء، وإنما كان وبقي طيلة مسيرته واضحًا؛ مبدأه الوطن ومهمته تعزيز الشراكة والمشاركة الشعبية الواسعة في مختلف ميادين الحياة، وغايته البناء والانجاز ووجهته المستقبل.
المؤتمر وُلد كبيراً ومضى كبيراً، وسيستمر موحداً وكبيراً ولن تؤثر فيه كل صور وأشكال التآمر أياً كان نوعها.
المؤتمر وطني المنشأ، وهذا ما يميزه عن سائر المكونات السياسية الأخرى وخاصة صاحبة الفكر الأيديولوجي والعقائدي منها، وهي المكونات التي تشن حملة شعواء على المؤتمر وقياداته وتستهدف تفتيته وتجزئته والوصول إلى اجتثاثه، كونه التنظيم الجماهيري الوحيد الذي -حسب اعتقادها- يشكل لها خطراً وبوجوده لم ولن تتمكن من المضي صوب تحقيق أهدافها ومشاريعها الصغيرة.
هذا هو المؤتمر واضح في مختلف توجهاته، ونؤكد لكل القوى التي ما زالت تمضي في توجهاتها المعادية للمؤتمر أن هذا التنظيم الجماهيري الرائد لم ولن يموت، وستفشل كل محاولات التمزيق المعتملة وسيبقى موحداً وإن ظهرت بين قياداته أي شكل من أشكال التباينات، فسيبقى حلها داخلياً وفقاً للنظام الداخلي ولوائحه المنظمة كافة.
هذه هي الحقيقة التي تخشى تلك المكونات ومن يدعمها خارجياً الاعتراف بها أمام الشعب ونراها تلجأ إلى أساليب المكر والخداع التي تتميز بها للنيل من المؤتمر واستهداف قياداته وقاعدته الجماهيرية العريضة، وبالتالي الوصول لأهدافها، التي لم ولن تصل إليها مادام المؤتمر موجوداً ونحن موجودين.
وعلى هؤلاء جميعا، أكانوا في الداخل أو الخارج، أن يعوا أن المؤتمر ليس الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح، وألا يظنوا أن باستشهاده تخلصت من المؤتمر وكتبت نهايته. وإن اعتقدت ذلك فهي ليست مخطئة، فحسب وإنما غبية أيضاً.
خيار الشعب الأول
بدوره، يقول منير حميد سيف عضو اللجنة الدائمة: المؤتمر الشعبي العام يتم استهدافه كونه خيار الشعب الأول والأكثر قدرة على تحقيق الأمن والاستقرار والديمقراطية.
وأضاف سيف أنه رغم العواصف التي تعصف بالوطن، نلاحظ وبكل وضوح احتياج المواطن لسفينة المؤتمر الشعبي العام كي يبحر بها في هذا الوقت الصعب الذي تمر به المنطقة.
المؤتمر حزب وسطي جامع لذلك يتم استهدافه, المؤتمر حزب لا يؤمن بالتعصب والتطرف لذلك يستهدف. يحتاج المؤتمر في هذا الوقت إلى تصدر المشهد بقيادة قادرة على جمع الكلمة, فالوطن بحاجة عاجلة لعودة خطاب وجهد وبرنامج المؤتمر.
أبو الأحزاب
أما محمد سعيد تاجر فيرى أن المؤتمر يعتبر "أبو الأحزاب"، فقد كان يضم خليطا من المكونات السياسية التي وجدت في المؤتمر المساحة التي يستطيع أن تنطلق بها صوب البناء والنهوض بالوطن، مضيفاً: أعتقد أن ما يميز الحزب عن غيره من الأحزاب هو أنه قادر على استيعاب الجميع. إنه حزب معتدل في أفكاره القابلة للتعايش السياسي في اي مرحلة يمر بها البلد. ولهذا يعوّل عليه في أن يلعب دوراً فاعلاً في إخراج اليمن مما آلت إليه الأوضاع نتيجة الحرب وكثرة الاختلافات بين السياسيين.
حزب الشعب
عبد السلام عارف بدوره يقول: هناك أحزاب تكاد تكون قد اندثرت نتيجة الحروب أو الانقلابات وذلك لان الحزب يمثل شخص رئيسه أو قيادته. وعلى العكس من ذلك حزب المؤتمر الشعبي الذي مازال حيا في نفوس أبنائه رغم استشهاد الزعيم علي عبد الله صالح، وذلك لأنه حزب الشعب. وإذا كان في هذه المرحلة شابه بعض الانقسامات إلا انه قادر على الوقوف على قدميه مرة أخرى ويقوم بدوره الوطني.
قوي بقاعدته الشعبية
سمير سعيد بوص يقول: المؤتمر قوي بقاعدته الشعبية التي ما زالت تؤمن بالميثاق الوطني كسبيل وحيد لحل كافة المعوقات التي تشهدها الساحة الوطنية. ولهذا نحن كأبناء المؤتمر نؤمن أنه مهما حصل من تشظٍّ في بعض قيادات المؤتمر، إلا أنهم في آخر المطاف موحدون، فجميعهم ينتمون إلى مدرسة النضال والرجولة، مدرسة الزعيم علي عبد الله صالح الذي ظل طوال حكمه الرشيد يرى أن الوحدة هي العزة والكرامة وما دونها ذل ومهانة.
موقع المنتصف