قال النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام ، رئيس مجلس الشورى، الدكتور /أحمد عبيد بن دغر ان المؤتمر الشعبي العام وباعتباره حزب الأغلبية والاعتدال والوسطية وضعته الأقدار" أمام اختبار صعب، فهو إلى جانب القوى الوطنية الأخرى وفي تحالف وثيق معها، معني بالحفاظ على منجزات الثورة اليمنية، ومعني بالدفاع عن تراثه الوحدوي الديمقراطي، وهو بكل الأحوال معني بالدفاع منجزات شعبنا قبل الوحدة وبعدها وحتى اليوم، وهذا أمر لا يتحقق إلا بمواجهة الانقلاب الحوثي وهزيمته. وقطع يد التدخل الإيراني في بلدنا، وكفهم عن العبث بأمننا واستقرارنا وأمن المنطقة واستقرارها، لقد بات الإيرانيون خطرًا حقيقيًا داهمًا يثير الفوضى في بلداننا العربية."
جاء ذلك في كلمة له بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام القاها في الحفل الفني والخطابي الذي اقامه فرع المؤتمر في محافظة مارب اليوم السبت.
نص الخطاب
الأخ العزيز عبد الواحد القبلي نمران
الإخوة الأعزاء وكلاء المحافظة
الإخوة الأعزاء قادة فروع المؤتمر،
الإخوة والأخوات جميعًا
يسرني أن أنقل لكم تحيات زملاءكم في قيادة المؤتمر الشعبي العام ولجنته العامة بمناسبة الذكرى الثانية والأربعون لتأسيس المؤتمر، مترحمين في البداية على روح شهيديه مؤسسه وقائده الزعيم علي عبد الله صالح، وأمينه العام عارف الزوكا رحمهما الله وكل شهداء الحزب والوطن رحمة الأبرار. أحييكم هنا وأنقل إليكم تحيات الأخ الرئيس د. رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة، وزملاءكم المؤتمريين في الداخل والخارج.
أن احتفالنا مركزيًا بالذكرى المؤتمرية في مأرب رمز الصمود والتضحية، وعنوان البناء في زمن الحرب، يعبر عن تقديرنا العالي لهذه المحافظة الجبهة التي تدافع عن نصف اليمن، وتضحيات أهلها البواسل، ومن آزرهم من المحافظات الأخرى، ودعمنا اللامحدود لجيشنا الوطني ورجاله وقادته البواسل الذين يتصدرون المشهد المكافح في أحد جبهات المقاومة الكبرى للانقلاب، الجيش الذي يرهبه العدو وقد عرفه زاحفًا ومطلًا على صنعاء من جبال نهم.
وتقديرنا الخاص لقيادة مأرب المحلية ورمزها الوطني الشيخ سلطان العرادة نائب رئيس مجلس القيادة، ومحافظ المحافظة. الذي قاد باقتدار وحكمة نهضتها التنموية التي تثير الدهشة والاعجاب، كحالة مميزة ومتفردة.
أيها الإخوة …. أيتها الأخوات
تعود ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام اليوم في ظروف بالغة الخطورة والتعقيد، لقد مضى عقد كامل من السنين على الانقلاب الحوثي على الشرعية، تعرضت خلاله الجمهورية اليمنية لمخاطر عديدة لازالت قائمة، حيث تمكنت الإمامة في صيغتها الحوثية الممقوتة من السيطرة على أجزاء من وطننا الحبيب، وعاد التخلف بمضامينه الثقافية العنصرية يطل بوجهه الخبيث على حياتنا.
عشر سنوات من الصراع في مواجهة الانقلاب، خَلقت واقعًا مؤلمًا وأعادت اليمن إلى عهود ما قبل سبتمبر، وحتى ما قبل الاستقلال الأول، دمَّر الحوثيون بنهجهم العدواني الإرهابي العنصري السلالي أمكانيات بلدنا وقدراته الاقتصادية، ومَزَّق الحوثيون لحمته الاجتماعية وتعرضت ثقافتنا الوطنية وهويتنا الجامعة للعبث والتزييف، وعادة الخرافة تكرس المأساة التي صاحبت اليمن مع وجود أول إمام على الأرض اليمنية، واستشهد وجرح مئات الآلاف من أبنائنا في ملحمة الدفاع عن الجمهورية والوحدة.
لقد وضع الحوثيون بلدنا على حافة الانهيار، وأن أخطر المخاطر التي تواجهنا شعبًا وحكومة وشرعية ومقاومة وجيشًا وطنيًا أنهم زرعوا الأحقاد في مجتمعنا بعدما شُفي منها بقيام الجمهورية، وبعدما استعاد اليمنيون وحدتهم بانتصار ثورتي 26 سبتمبر في الشمال و14 أكتوبر في الجنوب. إنهم ودون اعتبار لمصالح شعبنا يعرضون وحدة بلدنا لخطر التقسيم بمحاولتهم استعادة الإمامة البغيضة.
أيها الإخوة والأخوات
وباعتباره حزب الأغلبية والاعتدال والوسطية وضعت الأقدار المؤتمر الشعبي أمام اختبار صعب، فهو إلى جانب القوى الوطنية الأخرى وفي تحالف وثيق معها، معني بالحفاظ على منجزات الثورة اليمنية، ومعني بالدفاع عن تراثه الوحدوي الديمقراطي، وهو بكل الأحوال معني بالدفاع منجزات شعبنا قبل الوحدة وبعدها وحتى اليوم، وهذا أمر لا يتحقق إلا بمواجهة الانقلاب الحوثي وهزيمته. وقطع يد التدخل الإيراني في بلدنا، وكفهم عن العبث بأمننا واستقرارنا وأمن المنطقة واستقرارها، لقد بات الإيرانيون خطرًا حقيقيًا داهمًا يثير الفوضى في بلداننا العربية.
أيها الإخوة.. أيتها الأخوات
فيما انتهت أحزاب عربية شكلت السلطة أو شكلتها السلطة نجح المؤتمر الشعبي العام حتى الآن في الحفاظ على وجوده رغم الانقسامات الخطيرة التي خلقتها ظروف الانقلاب والحرب، ولكن الحفاظ على الوجود لم يقترن بموقف سياسي واحد، فقد تعددت مراكز القيادة وتنوعت مصادر القرار، وعلينا الآن تجاوز هذه الثغرة المهددة للحفاظ على هذا الكيان التاريخ، أنها مسؤولية أخرى أمام القيادات الحزبية التي ينبغي عليها استشعار المسؤولية الوطنية. لابد اليوم وليس غدًا من تجاوز حالة الشتات، واستعادة وحدة القيادة والقرار. إنه لأمر مؤسف أن نجد في المحافظة الواحدة أكثر من فرع للمؤتمر. بصرف النظر من المصيب أو المخطئ فهذه الظاهرة تدل على خلل ما ينبغي إصلاحه.
وفي هذا الصدد نرحب مرة أخرى برفع العقوبات عن الأخ أحمد علي عبدالله صالح، ونأمل في عودة الجميع لساحة المعركة، لعلها فرصة سانحة للم الشمل، يحدونا الأمل في وحدة حزبية مبنية على احترام الميثاق الوطني، ورفض الانقلاب الحوثي، والاعتراف بالشرعية لمن استطاع إلى ذلك سبيلا. فحول هذه المبادئ تتحدد المواقف، وتتحدد السياسات المؤتمرية.
ولعله من نافل القول، أن نقول: أننا نواجه الانقلاب الحوثي، ونقاوم النزوع الإيراني للسيطرة على اليمن في ظل تحالف عربي واسع بقيادة المملكة العربية السعودية، لقد وقف الأشقاء إلى جانبنا، ساندونا في معركتنا المصيرية لاستعادة الدولة، الدولة التي رسمنا ملامحها الاتحادية طوعيًا في مؤتمر الحوار الوطني، وغدت هدفًا للمخلصين من أبناء اليمن الذين ينشدون الحرية والعدالة والمساواة. ويحرصون على يمنهم موحدًا وآمنًا ومستقرًا.
إنني أٌذكِّر هنا في هذه المناسبة أن المضمون الجوهري لمخرجات الحوار الوطني هو الذهاب نحو بناء دولة اتحادية ضامنه للحقوق والحريات، وعادلة في توزيع السلطة والثروة، وأن على قواعد وقيادات المؤتمر الانتصار لمشروع لدولة الاتحادية الذي يمثل مخرجًا وطنيًا جامعًا من أزمة الدولة والمجتمع المستحكمة. كما أذكِّر كل القيادات المؤتمرية ومثقفي المؤتمر ورموزه أن قرار الدولة الاتحادية كان قرارًا مؤتمريًا في أساسه، بل هو أكثر القرارات أهمية التي اتخذها المؤتمر وقد سلم السلطة وقبل بالشراكة فيها. وأن الخلاف حول عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية أو تسمياتها او حدودها ليس حجة كافية في رفضها، أو الرجوع عنها بعد التوافق الوطني حولها.
لقد مثلت مخرجات الوطني، مستوى رفيع من نضج التفكير السياسي في اليمن. وكانت التعبير الأصدق عن الموقف الوطني الموحد إزاء أزمة النظام السياسي، التي كان أبرز مظاهرها قضية صعدة وقضية الجنوب وأزمة المجتمع، وحلًا عادلًا لأمرين هامين هما التوزيع العادل للسلطة والثروة. إن التمسك بمخرجات الحوار الوطني وفي جوهرها دولة اتحادية من أقاليم في مواجهة المشاريع الأخرى يمثل شكلًا نضاليًا وكفاحيا آخر للمخلصين من أبناء اليمن. إنها المشروع الوحيد القادر على مواجهة المد الإمامي العنصري السلالي في بلدنا، وهي المشروع الوحيد القادر على احتواء التناقضات الاجتماعية التي أنتجت قدرًا من الصراعات الحادة.
نؤكد مرة اخرى دعمنا لخارطة الطريق، وتقديرنا العالي لجهود أشقائنا قادة المملكة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وسعيهم الدؤوب لتحقيق السلام في اليمن، والشكر موصول لقادة التحالف العربي في مجلس التعاون والأقطار العربية الأخرى. فقد بلغت الأحوال في اليمن حدًا يدرك الجميع فيه إن السلام العادل المتوافق عليه يمنيًا بات ضرورة، وأن طرفًا بذاته لا يمكنه أن يحكم اليمن، أو يفرض قناعاته السياسية أو الأيدلوجية وخاصة إن كان في مثل هذه القناعات دعوة ظاهرة أو مستترة بالعودة للعبودية، أياً كان مصدرها، مهما أوتي من قوة، نحن ننشد يمنًا مستقرًا، متصالحًا مع نفسه، ومتصالحًا مع جيرانه، وذلك نهجنا في الشرعية وتوجهنا في المؤتمر الشعبي العام.
كما ندعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن السيد هانس غروندبرغ، ونأمل في موقف دولي جاد ينهي الصراع معبرًا عن إرادة اليمنيين وحقهم في رفض الانقلاب الحوثي وما ترتب على الانقلاب
أيها الإخوة.. أيتها الأخوات
تمر أمتنا العربية شعوبًا وأوطانًا، بمرحلة عاصفة من الأحداث المتلاحقة، تكالبت عليها قوى الشر من كل حد وصوب، وظلت إسرائيل تشكل العدو الأول مهددًا أمن الأمة في وجودها، حاضرها ومستقبلها، وقد يستمر هذا التهديد وربما يذهب نحو أبعاد أخرى، مالم تأخذ هذه الأمة زمام المبادرة، وتعيد النظر في أولوياتها. إن غزة اليوم هي المثال الأبرز لما تتعرض له هذه الأمة من مخاطر حقيقية.
يرتكب العدو هناك جرائم حرب وإبادة واحتلال بحق أهلنا في فلسطين، جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، وتمثل وصمة عار للمجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنًا لوقفها. إن واجبنا الوطني والقومي والإنساني يحتم علينا التصدي لهذا الأعمال الإجرامية، ورفض سياسات إسرائيل الاستيطانية وتأييدنا لحق العودة، ولقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
إن موقفنا المبدئي الثابت إزاء القضية الفلسطينية، باعتبارها قضيتنا المركزية لا يعني بأي حال من الأحوال تأييدنا للأعمال الصبيانية التي يقوم بها الحوثيون في البحر الأحمر وخليج عدن، فالذي لا يرى مآسي شعبه وويلاته لا يمكنه الهروب من قضيته الوطنية، وقد كان سببها، إلى القضية القومية. وإن الانصياع والاتباع التام للسياسات الإيرانية وتبني سياساتها التوسعية إزاء المنطقة العربية ليس له علاقة بمصالح شعبنا العليا، أو بمصالح أمتنا وأمنها القومي، لقد ظلت إيران في كل مراحل التاريخ، خطرًا يداهم الأمة.
تحية إجلال وتقدير لقواتنا المسلحة، وللمقاومة الوطنية الشعبية، رحم الله شهداءنا، وشفى الله جرحانا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.