لم يشهد العالم نهضةً مذهلة كما تشهدها المملكة العربية السعودية في العقد الأخير، وهذه ليست مجاملة أو مبالغة، بل حقيقة يراها كل من ينصت جيداً ويستخدم بصره وبصيرته. لقد أتيحت لي فرصة العيش في المملكة من عام 2000 حتى 2018، وعدت إليها في عام 2022 للمشاركة في مشاورات الرياض، وزرتها مجدداً قبل عشرة أيام بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بالتزامن مع فعاليات انسجام عالمي. غادرت الرياض وقلبـي يفيض شوقاً وحنيناً للعودة، منتظراً بفارغ الصبر اللحظة التي أعود فيها لأعيش مجدداً ألق هذا الحراك الاستثنائي.
ما شهدناه في المملكة العربية السعودية هو تحول جذري وشامل نحو الأمام، تحوّل لا يقتصر على جانب واحد، بل يمتد عبر كل الأصعدة والاتجاهات، أفقية وعمودية، محققاً نهضة نوعية للأرض والإنسان. هذا التحول لم يكن مجرد تطور اعتيادي، بل هو قفزة طموحة نحو المستقبل، تجسد سعي المملكة لمواكبة العصر ومسابقة الرواد في مختلف المجالات. يشعر الزائر في كل خطوة يخطوها على أرض المملكة بروح التغيير الجريء وعزيمة لا تلين، حيث تتجسد رؤى متكاملة تهدف إلى بناء حاضرٍ مزدهر ومستقبل أكثر إشراقاً، لتصبح المملكة وجهة للإنجازات والإبداع والتفوق.
يتحدث الكثيرون عن النهضة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، مشيرين إلى مئات الأبراج الحديثة، وتعبيد الشوارع، وتشييد المدن العملاقة، وإطلاق الشركات الكبرى المنتجة والمصنعة، ويركزون في ذلك على الجانب العمراني والمادي. ومع ذلك، هناك جانب أعمق وأثمن قد لا يلقى الاهتمام الكافي من الإعلام إلا نادراً، وهو الاستثمار في نهضة الإنسان السعودي. لقد تبنى قادة المملكة مشروعاً طموحاً لإطلاق العقول ودعم الإنسان علمياً وعملياً، فكرياً وإبداعياً، مع تحفيزه على الخروج من الصندوق التقليدي نحو آفاق التنافس الإيجابي. هذا التوجه يولد عصفاً ذهنياً فردياً وجماعياً يعزز روح الابتكار والتفوق، ويدفع الجميع نحو التميز وخدمة الإنسانية.
لا يسع الحديث استيعاب حجم النهضة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، سواء في تطور الإنسان أو في ازدهار الأرض. فمن يتجول في شوارع الرياض أو أي مدينة سعودية ليوم واحد فقط، ومن يتابع براءات الاختراع والأرقام القياسية التي تحققها المملكة وتوثقها المؤسسات التقييمية العالمية، سيدرك أن المملكة تستحق بحق جائزة غينيس في سرعة الانتعاش التنموي. إنها تتقدم في عام ما ينجزه الآخرون في عقدٍ من الزمان، وتنهض بقوة وعظمة في وقت يشهد فيه العالم ركوداً وتعثر الكبار.
في زمن تتلاشى فيه آمال بعض الدول ويزداد الاستسلام بين خصومها، تزرع المملكة بذور السلام، وتصوغ ثقافة العطاء والتعايش لتثبيت دعائم التنمية المستدامة. وفي وقتٍ يختار فيه الأعداء نشر منهجيات الموت والدمار، تواصل السعودية التمسك بمبادئ البناء والنماء، متطلعة إلى مستقبل يزهو بروح الإبداع والابتكار ويشع بنور الاستقرار والأمل.
في زيارتي الأخيرة تعمدت النقاش بشكل مستفيض مع عدد من فئات الشعب السعودية وكان التركيز أكثر على الشباب بهدف الخروج باستبيان مكتمل وبالذات من الزوايا التي لم نراها أو نسمعهى فوجدت نتائج مذهلة وكان أغربها حديث صريح من بعض الشباب الجامعي حيث قال أحدهم ( كنت متوجس من رؤية 2030 وانزعجت في البداية وتضررت بعض مصالحي -المتحايلة- الآنية ثم بدأ الأمل وتولد الحماس ونهضت ونافست وتقدمت وكأنني ولدت مرة أخرى أو دخلت عالم آخر وأصبحت مستعد أقاتل من أجل إستكمال هذه الرؤية والحفاظ على قائدها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله) .
مقال نشرته في صحيفة وئام السعودية
*"انطباع زائر للسعودية الجديدة"*
كتب / وضاح بن عطية
https://images.app.goo.gl/EAk9HhbC6WJQzvFdA