يحل علينا يوم الثاني من ديسمبر، وهذا اليوم المؤلم يُذكرنا بذكرى استشهاد الزعيم الكبير والقائد الخالد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، وصديقه المخلص الشهيد عارف الزوكا وجميع رفاقهما الأبرار الذين ضحوا من أجل المبادئ ، والقيم ، والجمهورية ، والعزة ، والكرامة ، فقد روو تربة الوطن الغالي بدمائهم الزكية وتضحياتهم الباسلة.
رغم أن بلادنا تعاني من الأزمات والمآسي والصعوبات ، إلا أن هذه الذكرى تعتبر محطة للاستفادة من الدروس والعبر الوطنية والأخلاقية ، ودروساً للنصر والبطولة ، والفداء ، وفرصة للعطاء والانتصار للقيم التي ركز عليها الزعيم الشهيد ورفاقه وضحوا من أجلها بدمائهم الطاهرة.
ان الزعيم الشهيد كان شخصية استثنائية بكل ما تعني هذه الكلمة ، فقد وقف أمام الموت بكرامة وعزة وشموخ لا يمتلكها إلا العظماء الحقيقيين والمؤمنين بعدالة القضية التي يحملونها.
ارتقى "الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح" عن عالمنا تاركاً وراءه إرثاً من الشجاعة والإيمان بالوطن. كان "صالح" رمزاً للصمود والقوة في مواجهة الظلم والاستبداد، ولم يتوانَ عن تحمل مسؤولياته تجاه شعبه ووطنه.
وبفضل جهوده الحثيثة، تمكَّن الرئيس الشهيد من استعادة ثقة الملايين من اليمنيين بأنفسهم وبقدرتهم على الصمود والتصدي للمليشيا الحوثية الإيرانية. وبفضل توجيهاته وقيادته الحكيمة، تمكَّن الشعب اليمني من كسر حاجز الخوف والاستكانة التي فرضتها عليهم هذه المليشيا الإرهابية.
إن انتفاضة الثاني من ديسمبر تعتبر خارطة طريق للصف الجمهوري ، و خطوة مهمة نحو استعادة الوحدة الوطنية والقوى الجمهورية في اليمن. هذه الانتفاضة تعكس تطلعات الشعب اليمني نحو الحرية والكرامة ، وتمثل بداية لإنهاء الصراعات السياسية التي عصفت بالبلاد.
لقد استشهد الزعيم علي عبدالله صالح وهو يحمل بندقيته الشخصية بين يديه ، يدعو أبناء شعبه لمواجهة الإرهاب الحوثي.
فقد قاتل برجولة وبطولة وفداء من أجل حرية الشعب اليمني ، واستعادة الدولة والديمقراطية ، وكانت وصاياه الأخيرة تحث على التسامح وعدم الرضوخ للظلم والطغيان. ورغم محاولاتهم لإذلاله، إلا أنهم فشلوا وانتصر على الظلم والإرهاب.
رفض الزعيم جميع العروض للبقاء في منزله مقابل ترك اليمن في يد الفاسدين، وقاتل من أجل عودة اليمن حراً ومستقلاً ، ومن أجل أن يعيش شعبه بكرامة وعزة. استمر في الصمود حتى آخر لحظة في حياته ، وسيظل منتصراً إلى الأبد.
إن استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح في ميدان معركة الثاني من ديسمبر كان خسارة كبيرة للوطن ولليمنيين، ولكنه لم يكن مفاجئًا بالنسبة له ، حيث كان دائمًا يُعبِّر عن رغبته في التضحية والشهادة من أجل الوطن. منذ توليه الحكم. كان الزعيم الشهيد يعمل بجد وحكمة لبناء دولة ديمقراطية ومتعددة الأطياف ، حيث جمع اليمنيين من مختلف الجهات حول قيم الجمهورية والوطنية.
في معركة الثاني من ديسمبر ، قاد الزعيم الشهيد ثورة ضد العصابة السلالية الكهنوتية ، ورفض الانصياع للخطر والمخاطر ، واختار الصمود ، والبقاء في وجه التحديات. استشهد الزعيم في مقدمة المقاتلين ، مظهرًا الشجاعة التي كان يتمتع بها ، ورفض الابتعاد عن المعركة ليقود الثوار ، ويدافع عن مبادئه حتى آخر لحظة من حياته.
استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح يوم الرابع من ديسمبر كان تفسيرًا حقيقيًا لتفانيه وتضحيته من أجل الوطن ، حيث رفض الانصياع للعمر والتقدم في السن ، واستمر في القتال حتى ارتقى شهيدًا. حياته كانت مليئة بالنضال والتحولات ، وكان دائمًا يُمثِّل البطولة والتضحية لصالح وطنه الحبيب.
نتفق او نختلف حول الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح وحول إرثه ، إلا أنه شخصية استثنائية قدم حياته كتحدٍ لكل الظروف والمفاهيم. إنه شهيد وبطل ، قاد حركة تحررية ضد الطغيان والظلم ، لم يمت بل أصبح رمزًا للحرية والكرامة والعدالة.
كان علي عبدالله صالح يتمتع بالشجاعة ، والصلابة ، والنزاهة ، و كان يعيش ويموت من أجل شعبه ووطنه ، وحين استشهد كان مرفوع الرأس ، ولم يخشَ الموت بل تحداه بكل شجاعة.
إن إرث الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ما زال حيًا في قلوب اليمنيين، إنه رمز للصمود ، والثورة ، والاستقامة. صحيح أنه قد تم قتله، ولكن الذين قتلوه ماتوا بعجزهم عن هزيمته ، و لم يستطيعوا إزاحته عن موقفه الثابت وحبه الصادق لوطنه.
إن استشهاد الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح يعتبر خسارة كبيرة لليمن وللمنطقة بأسرها. فقد كان رمزاً للصمود والوطنية، وقائداً استطاع تحقيق العديد من الانتصارات في وجه العدوان والظلم. ولكن يجب أن لا ننسى أن تركيزه الأساسي كان دائماً على استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب ، وهذا هو الطريق الذي ينبغي على اليمن أن يسلكه لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
لذا ، يجب أن نستمر في تخليد ذكراه والاستفادة من تجربته كي نواصل النضال من أجل الحرية والكرامة والعدالة التي كان يؤمن بها. إنه شهيد لا يموت، بل سيظل حيًا في قلوبنا وفي ذاكرتنا.
الرحمة والخلود للزعيم الشهيد علي عبدالله صالح والأمين الوفي وكل شهداء الجمهورية الأحرار.. ولا نامت أعين الجبناء.
بقلم: نزار الخالد