يُعرب التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية عن رفضه القاطع واستنكاره الشديد للتصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والصهيوني بنيامين نتنياهو، والتي دعت إلى تهجير الفلسطينيين من وطنهم، سواء بترحيلهم إلى دول عربية كالأردن ومصر، أو عبر المخططات الفجة الأخيرة التي تسعى لاقتلاعهم من أرضهم وإقامة دولتهم خارج فلسطين على أراضي المملكة العربية السعودية. إن هذه التصريحات تمثل فصلًا آخر من فصول حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتكشف بوضوح النهج العنصري للاحتلال القائم على التطهير العرقي والفصل العنصري، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
ويؤكد التكتل الوطني أن ما ورد في هذه التصريحات من مقترحات لإقامة دولة للفلسطينيين على أراضي المملكة العربية السعودية لا يُعد فقط عدوانًا على الحقوق الفلسطينية، بل يمثل أيضًا اعتداءً سافرًا على سيادة المملكة، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. إن محاولة فرض حلول غير مشروعة على حساب سيادة دولة مستقلة وذات سيادة يُعد سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، ويعكس استهتار الاحتلال الصهيوني والداعمين له بمبادئ الشرعية الدولية وحق الدول في تقرير مصيرها بعيدًا عن الإملاءات الخارجية. كما أن هذا التوجه لا يخدم سوى الأجندات التوسعية الصهيونية التي تسعى لشرعنة احتلالها عبر تصدير الأزمات وفرض الأمر الواقع بالقوة، وهو ما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها.
إن التكتل الوطني لا يعبر فقط عن موقف القوى السياسية المنضوية تحت رايته، بل يجسد أيضًا صوت أبناء الشعب اليمني بأسره، الذين يرفضون رفضًا قاطعًا أي محاولة لفرض حلول غير شرعية على حساب الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني. فالفلسطينيون ليسوا ضيوفًا في أرضهم ليتم اقتراح ترحيلهم، بل هم أصحاب حق تاريخي وأصيل في وطنهم، ولن تغير سياسات الاحتلال هذه الحقيقة الراسخة.
وإذ يثمن التكتل الوطني المواقف العربية الصلبة الرافضة لمؤامرة التهجير، وعلى رأسها موقف المملكة العربية السعودية، ومصر، والأردن، فإنه يؤكد دعمه الكامل للحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفقًا للمبادرات العربية. كما يدعو كافة الشعوب الحرة إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، والتنديد بهذه التصريحات المتعجرفة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، وتجر المنطقة إلى صراع كارثي يخدم أجندة الاحتلال الاستعمارية.
إن الشعب اليمني، الذي عانى من العنصرية والتهجير القسري على يد ميليشيا الحوثي الإرهابية، لا يملك إلا أن يتضامن بكل قوة مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العنصرية الصهيونية ومخططات التهجير الممنهجة. فمعاناة الشعوب التي تواجه الاحتلال والتمييز والاقتلاع القسري واحدة، ولن يقبل اليمنيون إلا أن يكونوا في صف الحق الفلسطيني في وجه هذه الجرائم التي لا يمكن السكوت عنها.
كما يدعو التكتل الوطني كل أحرار العالم والدول العربية والإسلامية إلى استخدام كافة أدوات الضغط السياسية والاقتصادية والدبلوماسية لمواجهة هذا المخطط الإجرامي، ووقف الانتهاكات الصهيونية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني. فتمادي الاحتلال في جرائمه لا يأتي إلا نتيجة للصمت الدولي والتراخي في اتخاذ مواقف حازمة ضد سياساته العنصرية والاستعمارية.
صادر عن التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية
10 فبراير 2025م
https://x.com/ahmedbindaghar/status/1888957822953464012?s=46&t=r1cxbDcHNAm1mdYyRyXeXQ