في نهار جمعة حزين، اهتزت الساحة الوطنية لليمن بخبر رحيل الدكتور فضل أبو غانم، عضو مجلس الشورى ووزير التربية والتعليم السابق، الذي بوفاته خسرت اليمن اليوم عماداً من عُمدها، رجلاً رفعَ راية التعليم سيفاً في وجه الجهل، وحوَّلَ قاعات الدرس منابرَ لصناعة المستقبل. 

 ولم يتردد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، في إطلاق صافرة الحزن الوطني، مُرسلاً برقية عزاءٍ مؤثرة إلى أسرة الفقيد، وفي كلماتٍ اختلطت فيها مرارة الفقد بفخر الإرث، واصفاً الراحل بـ"الرمز الذي حوَّلَ العلم سلاحاً للبناء، والوطنية إرثاً للأجيال".

   كما نعاه باسم أعضاء مجلس القيادة والحكومة، مُشيداً بـ"مسيرة نضالية نادرة" امتدت من أروقة الجامعات إلى دهاليز السياسة، حيث شغل الراحل مناصب قيادية بارزة، أبرزها وزارة التربية والتعليم، وإثراء المكتبة اليمنية بمؤلفاتٍ علمية واجتماعية أصبحت مراجعَ للأكاديميين.

ولم تكن برقية العزاء مجرد كلمات روتينية، بل حملت سرداً لسيرة الراحل كـ"باحثٍ لا يكل، ومحاضرٍ أضاء عقول الآلاف، ومناضلٍ حوَّلَ القلم مشروعاً وطنياً

 وأضاف العليمي: "فقدان الدكتور أبو غانم جرحٌ عميق، لكن إرثه سيبقى شمعةً تُنير طريق الدولة نحو الاستقرار"، داعياً الله أن "يُسكن الفقيد فسيح جناته، ويلهم أهله ومحبيه الصبر".