أعلنت القوات الإسرائيلية اليوم الخميس عن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه مطار "بن غوريون" قرب تل أبيب، في خطوة تصعيدية تأتي وسط تحذيرات أمريكية بإيقاع عقوبات قاسية على إيران لدعمها المزعوم للميليشيات الحوثية.
أوضحت المصادر العسكرية الإسرائيلية أن صاروخاً باليستياً اُطلق فجر الخميس، ما أدى إلى تنشيط صفارات الإنذار في مناطق عدة بإسرائيل، منها تل أبيب والقدس. وصرح بيان عسكري بأن الصاروخ تم تدميره قبل اختراق المجال الجوي، دون تسجيل إصابات خطيرة بحسب تقارير خدمات الطوارئ.
من جانبها، أعلنت ميليشيا الحوثي المدعوما ايرانيا عبر متحدثها العسكري مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ، مؤكدة في بيان تلفزيوني أن "ضربات أمريكا المتواصلة منذ السبت لن تثنينا عن دعم فلسطين"، في إشارة إلى الحملة الجوية الأمريكية التي أسفرت، وفق وزارة الصحة التابعة لها، عن مقتل 53 شخصاً بينهم 5 نساء وطفلين.
يأتي هذا التصعيد في ظل استئناف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة بعد فترة هدوء نسبية استمرت لأسابيع، مع تصريحات الحوثيين بتوسيع نطاق عملياتهم داخل إسرائيل.
وزعم المتحدث الحوثي أن الأيام القادمة ستشهد ضربات أكثر قوة.
وفي واشنطن، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الاثنين بـ"محاسبة إيران بعواقب وخيمة" في حال وقوع هجمات حوثية مستقبلية.
ورد فيلق الحرس الثوري الإيراني بأن "الحوثيون كيان مستقل، وعلاقتنا بهم سياسية فقط"، في محاولة لتخفيف حدة التوتر عن انتهاك حظر الأسلحة الأممي.
تشير التقارير إلى أن الحوثيين، ضمن "محور المقاومة" المدعوم من إيران والذي يشمل حماس وحزب الله، نفذوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة أواخر 2023 أكثر من 100 هجوم على سفن تجارية في البحر الأحمر، فيما أعلنوا تضامنهم مع الفلسطينيين.
وأسفرت هذه الهجمات عن تعطيل حركة التجارة العالمية، مما دفع واشنطن لإطلاق حملة عسكرية مكلفة لاعتراض الصواريخ.
تداعيات على الأرض
تشهد الأزمة تصاعداً في الخسائر البشرية مع استمرار الضربات الأمريكية في اليمن، مما يزيد من معاناة المدنيين في بلد يعيش 80% من سكانه تحت خط الفقر.
كما أثقلت تكلفة عمليات الاعتراض العسكرية كاهل الخزانة الأمريكية، بينما تسعى إيران لاستغلال الأزمة لتعزيز نفوذها الإقليمي.
ويُعد استخدام الحوثيين للهجمات الصاروخية أداة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية، وسط مخاوف من تحول اليمن إلى ساحة حرب مفتوحة.
ختاما يُشير المشهد الحالي إلى احتمال موجة تصعيد طويلة الأمد في المنطقة، حيث يتصاعد التوتر بين القوى المدعومة من إيران وتحالف تقوده الولايات المتحدة. وتبقى الشعوب العربية هي من ستدفع الثمن الأكبر، بدماء في اليمن وجوع في غزة وأزمات اقتصادية تؤثر على الجميع.