أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القوات الجوية الأمريكية ستواصل شن ضربات على ميليشيا الحوثيين في اليمن حتى يتوقفوا عن تهديد الملاحة البحرية. وكتب ترامب شبكته الاجتماعية Truth Social: "نضربهم كل يوم وليلة وبشكل متصاعد. تُدمَّر قدراتهم التي تهدد الشحن والمنطقة بسرعة. وستستمر ضرباتنا حتى لا يعودوا يشكلون تهديداً لحرية الملاحة."
وأشار إلى أن الخيار أمام الحوثيين واضح: "توقفوا عن إطلاق النار على السفن الأمريكية، وسنتوقف عن إطلاق النار عليكم." كما حذر إيران، التي تدعم ميليشيا الحوثي، بأن "الألم الحقيقي لم يأت بعد."
وفي تطور دراماتيكي يُلقي بظلاله على العملية العسكرية الامريكية في اليمن، أعلن البيت الأبيض مقتل "أبرز خبراء الصواريخ الباليستية" الحوثيين خلال ضربات مارس، بينما تلتزم القيادة العسكرية الأمريكية الصمت، لتتحول الحادثة إلى لغزٍ سياسي-عسكري يُثير تساؤلات حول مصداقية الإعلان ودوافعه.
الإعلان المثير . الصمت العسكري:
ترامب يُطلق الرصاصة الأولى: عبر مقطع صوتي مُسرّب وتصريحات مثيرة، كشف مستشار الأمن القومي مايك والتز أن الضربات الأمريكية في 15 مارس استهدفت "مُهندس الصواريخ الحوثي الأبرز"، مُشيرًا إلى أن العملية دمرت مبنىً كان يختبئ فيه "خلال دقيقتين من دخوله".
البنتاغون يُربك الحسابات: في خطوة نادرة، رفض مسؤولون عسكريون التعليق على مصير القيادي، بينما أحال البيت الأبيض الصحفيين إلى الجيش، الذي لم يُقدم دليلًا خلال أسبوعين، ليُذكّر المراقبون بأن الإعلانات عن عمليات "ناجحة" غالبًا ما تُرفق بإثباتات فورية.
من هو الرجل الغامض ؟
تشير تحليلات "دفاع الديمقراطيات" إلى عبد الخالق بدر الدين الحوثي شقيق قائد الميليشيا ، الذي يُعتقد أنه مهندس الهجمات الصاروخية على السعودية والإمارات، لكن الحوثيين لم يُعلنوا عن مقتله، في سياسة مُعتادة لـ"إرباك الأعداء".
ويطرح الخبير مايكل نايتس احتمال أن يكون الضحية خبيرًا إيرانيًا مُرسلًا لتعزيز الترسانة الحوثية، مُحذرًا من أن "الجماعة تتحمل الألم كجزء من عقيدتها".
الى ذلك وثقت تقارير "باشا ريبورت" مقتل 40 حوثيًا في الضربات، لكن دون ذكر قياديين، بينما يُحذر مراقبون من أن إعلان مقتل شخصية رفيعة دون تأكيد قد يكون "حربًا نفسية" لزعزعة الحوثيين.
ترامب يرفع السقف: "الألم الحقيقي قادم!"
ضربات غير مسبوقة: ومنذ بداية مارس المنصرم، شنت واشنطن أكبر حملة عسكرية في عهد ترامب، مستهدفة منشآت مُسيّرات ومخازن أسلحة تابعة لميليشيا الحوثي في محافظات صنعاء وصعدة الحديدة ومارب وحجة، في محاولة لوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر، والتي تجاوزت 100 هجوم منذ حرب غزة.
تهديدات نارية: عبر منصته "Truth Social"، توعد ترامب الحوثيين وإيران بـ"ألم حقيقي لم يسبق له مثيل"، مُعلنًا أن "الكثير من قادتكم تحت التراب"، في خطاب يُعيد للأذهان تصريحات ما قبل حرب العراق.
فضيحة التسريبات: تُلقي تسريبات "SignalGate" حول تفاصيل الضربات بظلالها على الحملة، لكن ترامب يرفض الاعتذار، مُعتبرًا التحقيق "مُطاردة ساحرة".
بين ضرباتٍ تُعلن نجاحها دون إثبات، وتهديداتٍ تُطلق دون ضمانات، تُصبح اليمن ساحةً لاختبار قوة ترامب وإيران. فهل ستكون الضربات الأمريكية بداية النهاية للحوثيين، أم فصلًا جديدًا في حربٍ لا يُعرف لها آخر؟ الإجابة قد تُحدد مصير الشرق الأوسط لسنوات قادمة.
ختاما الضربات الأمريكية في اليمن ليست مجرد أحداث عسكرية، بل جزء من صراع نفوذ أوسع مع إيران، وتُظهر كيف تُستخدم "الأخبار الاستخباراتية" كأدوات حرب نفسية في الصراعات الحديثة.