في ظل تصاعد التحديات الاقتصادية والأمنية التي تُخيِّم على اليمن، عقد مجلس القيادة الرئاسي، الخميس، اجتماعاً طارئاً برئاسة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، تناول بالتحليل الميداني والسياسي تداعيات الهجمات الحوثية المُستمِرَّة على المنشآت الحيوية وخطوط الملاحة الدولية، والتي تُفاقم من انهيار الوضع المعيشي للمواطنين، وسط تحذيرات من تدخلات إيرانية ممنهجة لزعزعة استقرار المنطقة.
حمّل المجلس، في بيانٍ صادرٍ عن الاجتماع، مليشيات الحوثي الإرهابية المسؤولية الكاملة عن الأزمات المُعقَّدة التي يعيشها اليمن، مؤكداً أن استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية من قبل المليشيات المدعومة إيرانياً أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، وخلق اختناقات في الخدمات الأساسية، وانهيار سعر صرف العملة الوطنية، مُحذراً من استمرار "المشروع التوسعي الإيراني" الذي يهدد أمن المنطقة الدولية.
وفي لفتة إنسانية، وجَّه المجلس تحية مُفعمة بالاعتزاز لعمال اليمن بمناسبة يومهم العالمي، أشاد فيها بصمودهم كـ"قلب نابض" في مواجهة الحرب الحوثية التي تستهدف مقومات الحياة الكريمة. كما استعرض تقارير حكومية حول آليات دفع رواتب الموظفين، واستيراد السلع الأساسية، وتشغيل محطات الكهرباء، في خطوة لاحتواء الغلاء وتداعيات التضخم.
كشف الرئيس رشاد العليمي عن نتائج لقاءاته الإقليمية والدولية الأخيرة، التي هدفت إلى تعزيز التنسيق الاستراتيجي لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، مُشدِّداً على ضرورة وحدة الجبهات الداخلية ورفع الجاهزية القتالية لاستعادة السيطرة الكاملة على التراب الوطني. وأعلن المجلس عن خطة عاجلة لدعم إجراءات البنك المركزي لضبط السوق، ومكافحة غسل الأموال، والالتزام بمعايير الشفافية الدولية.
وجَّه المجلس تحذيراً شديد اللهجة للمليشيات الحوثية، دعاها فيه إلى "التخلي الفوري عن المشروع الإيراني"، والانسحاب الكامل من المناطق المحتلة، والالتزام بالمسار السلمي وفقاً لبنود القرار الدولي 2216، مُحمِّلاً إياها عواقب أي تصعيد جديد قد يُعمِّق العزلة الدولية عن أنصارها.
في ختام الاجتماع، أعرب المجلس عن امتنانه العميق لدول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مشيداً بدورها الإنساني والتنموي الذي ساهم في تخفيف معاناة اليمنيين، وداعماً جهود إعادة بناء مؤسسات الدولة الشرعية.
يأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية تصعيداً عسكرياً ميدانياً، وتحركات دبلوماسية مكثفة لاحتواء الأزمة، بينما تُواصِل المليشيات الحوثية خرق اتفاقات الهدنة، ما يُنذِر بموجة جديدة من التدهور الإنساني قد تطال ملايين المدنيين.