شنَّت طائرات حربية تابعة للكيان الصهيوني، غارات جوية على مدينة الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، غرب اليمن، الاثنين، وذلك بعد يوم من إطلاق ميليشيا الحوثي المدعومة ايرانيا، صاروخًا باليستيًا سقط بالقرب من مطار بن غوريون الدولي الرئيسي في إسرائيل، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص.
تمثل هذه الهجمات تصعيدًا خطيرًا في الأعمال العدائية العابرة للحدود الإقليمية، وتُسلط الضوء على تزايد التوتر بين الكيان وميليشيات الحوثي المدعومة من إيران لتدمير البنى التحتية في اليمن.
وظهرت لقطات مصورة من الحديدة انفجارات ضخمة وأعمدة دخان متصاعدة من منطقة الميناء المستهدَفة الخاضعة لسيطرة الحوثيين بالاضافة الى مصنع في منطقة باجل.
ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، فإن العملية الانتقامية تشمل أكثر من 30 طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تستهدف البنية التحتية ومواقع الإطلاق للحوثيين. وأعلن الحوثيون، وهي جماعة بالوكالة لإيران مقرها اليمن، مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي الذي أدى إلى تعطيل مؤقت للرحلات الجوية وأثار ناقوس الخطر في جميع أنحاء وسط إسرائيل.
وذكرت قناة العربية أن الضربات تتركز حول مدينة الحديدة، حيث يزعم الحوثيون الآن أن القوات الإسرائيلية والأمريكية متورطة في القصف.
ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للميليشيا عن مصادر محلية أن ست غارات على الأقل استهدفت المدينة، واتهمت المصادر كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة بالضربات الجوية، دون تأكيد رسمي من واشنطن أو تل أبيب حتى كتابة هذه الترجمة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها القناة 12، عن مصادر حكومية رفيعة المستوى تأكيد أن جيش الدفاع الإسرائيلي نفذ الغارات.
ووفقًا للصحفي الإسرائيلي باراك رافيد من موقع "أكسيوس"، فقد تم التنسيق مع الجانب الأمريكي مسبقًا، كما نقل عن مسؤول أمريكي رفيع.
جاءت هذه الخطوة العسكرية ردا على إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا الأحد استهدف منطقة قريبة من مطار بن غوريون بتل أبيب، وهو أول صاروخ معروف من اليمن يتجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتطورة منذ موجة الهجمات الحوثية التي بدأت في مارس/آذار الماضي.
ورغم اعتراض دفاعات الكيان لغالبية الصواريخ السابقة، أثارت هذه الحادثة مخاوف جديدة بشان ثغرات أمنية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تعهد بالرد بعد الهجوم الصاروخي، مؤكدًا سياسة حكومته في الرد الحازم على أي تهديدات لأمنها القومي حسب قوله.
من جانبهم، يزعم الحوثيون أن هجماتهم تأتي تضامنًا مع الفلسطينيين في ظل استمرار الصراع الإسرائيلي-العربي، مستهدفين كلاً من الأراضي المحتلة وممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر.
وتأتي غارات الاثنين ضمن سلسلة ردود إسرائيلية سابقة على هجمات حوثية بطائرات مسيرة وصواريخ خلال العام الماضي.
لكن استهداف الحديدة الميناء الحيوي للإمدادات الإنسانية إلى اليمن، أثار قلق المراقبين الدوليين خشية سقوط ضحايا مدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام محلية بضربات أمريكية منفصلة قرب العاصمة صنعاء مساء اليوم، دون وضوح ما إذا كانت جزءًا من حملة منسقة أو عمليات منفصلة تستهدف تهديدات أخرى في المنطقة.
لا يزال الوضع متقلبًا مع احتمالات مفتوحة لمزيد من التصعيد وسط تصاعد التوتر بين الفاعلين الإقليميين، بينما لم تصدر ردود فعل دبلوماسية دولية علنية على التطورات الأخيرة حتى الآن.