خفايا الوساطة العمانية ودور ايران.. وقف الهجمات والخسائر باهظة
الاربعاء 7 مايو 2025 الساعة 16:26
الميثاق نيوز - خاص

 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء 6 مايو 2025م،  وقف الضربات الجوية الأمريكية ضد ميليشيا الحوثيين الانقلابية المدعومة ايرانيا في اليمن، في خطوة مفاجئة جاءت بعد وساطة عُمانية، بينما حذرت الميليشيا من استمرار الهجمات على السفن الإسرائيلية حتى رفع الحصار عن قطاع غزة.

وقال ترامب خلال لقاء مع رئيس وزراء كندا في البيت الأبيض: "الحوثيون لم يعودوا يرغبون في القتال، وسنحترم ذلك بوقف القصف. لقد استسلموا، لكننا نأخذ بكلمتهم بعدم استهداف السفن".

وأضاف أن الاتفاق ينص على توقف الحوثيين عن استهداف السفن الأمريكية والمنشآت المرتبطة بها في البحر الأحمر، فيما أكد وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي أن الهدنة تهدف إلى ضمان حرية الملاحة في باب المندب.

لكن التفاصيل الخلفية كشفت عن تعقيدات. ففي تصريحات لوسائل إعلام أجنبية، شدد القيادي الحوثي محمد البخيتي على أن العمليات ضد "الأساطيل الإسرائيلية" ستستمر، معتبرًا أنها رد على "العدوان على غزة". لكنه غض الطرف عن حقيقة مقتل 600 قيادي من جماعته جراء القصف الذي امتد 51 يوما.

كما زعم المسؤول الحوثي مهدي المشاط برد "مدوي يفوق تحمل إسرائيل وأمريكا" على القصف الإسرائيلي الأخير لمطار صنعاء.

تكاليف بشرية ومادية باهظة
كشفت إحاطات سرية للكونغرس أن الحملة العسكرية الأمريكية التي بدأت منتصف مارس/آذار 2025 كلفت أكثر من مليار دولار، مع تحذيرات من تأثيرها على الاستعداد العسكري لمواجهة محتملة مع الصين.

وذكر مسؤولون أمريكيون أن الضربات دمرت أكثر من 1000 هدف حوثي، بينها مستودعات أسلحة وصواريخ جاهزة للإطلاق، بينما تحدث البنتاغون سابقًا عن تدمير 800 هدف.

وواجهت الحملة سلسلة انتقادات، من بينها كشف مسؤولين عن تضمين صحفي بالخطأ في محادثات تخطيطية عبر تطبيق "سيغنال"، ما أدى إلى إقالة مستشار الأمن القومي السابق.

كما شملت الخسائر المدنية في ضربة جوية نهاية مارس/آذار، وفقدان مقاتلة بقيمة 67.4 مليون دولار خلال مناورة ضد صاروخ حوثي.

ارتباك أمريكي وردود فعل إقليمية
أكد ثلاثة مسؤولين دفاعيين لصحيفة "التايمز" أن البنتاغون لم يكن على علم مسبق بإعلان ترامب، مشيرين إلى عدم تلقيهم توجيهات رسمية بوقف العمليات.

ورغم ذلك، نفى ترامب وجود "صفقة" مع الحوثيين، مشددًا على أن القرار ساري فورًا.

على الصعيد الإقليمي، أفاد مسؤولون إيرانيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم بأن طهران استخدمت نفوذها لدفع الحوثيين للقبول بالهدنة ضمن مفاوضات أوسع حول البرنامج النووي، بينما رفضت إسرائيل التعليق رسميًا رغم تقارير عن قصفها مطار صنعاء والذي لبغت الخسائر الاولية (500 مليون دولار) رداً على صاروخ استهدف مطار بن غوريون واوقع حفرة جوار اسواره.

شكوك حول استدامة الهدنة
حذّر خبراء في الشؤون البحرية من أن وعود الحوثيين قد لا تكون كافية لعودة السفن التجارية إلى البحر الأحمر، مشيرين إلى احتمال عودة الهجمات. وعلق غريغوري جونسن، الخبير الأممي السابق، أن "الاتفاق لن يوقف الهجمات على السفن الإسرائيلية"، متسائلًا: "هل ستعيد أمريكا الضربات إذا استأنف الحوثيون الهجمات؟ وهل تثق شركات الشحن بوعود الجماعة؟".

من جانبه، رأى المحلل الإيراني الإصلاحي أحمد زيدآبادي أن الهدنة "أخبار جيدة للإصلاحيين وسيئة للمتشددين"، في حين أعاد الحوثيون تأكيد قوتهم عبر هاشتاغ "اليمن تهزم أمريكا" الذي تصدر منصات التواصل.

خلفية النزاع
بدأت هجمات الحوثيين في أكتوبر/تشرين الأول 2023 تضامنًا مع حماس، مما دفع واشنطن لشن ضربات جوية مكثفة منذ مارس/آذار 2024. وبينما تنفي إيران التحكم بالجماعة، يشير مراقبون إلى أن الهدنة الحالية قد تكون مجرد هدوء مؤقت في صراع أوسع يمتد عبر الحدود الإقليمية.

متعلقات