تتجه الأنظار إلى زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التاريخية إلى المملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة، والتي تُعد أولى الجولات الخارجية لترامب في ولايته الثانية. الزيارة، التي تُغلفها مظاهر الفخامة وسط ترحيب سعودي واسع النطاق، تهدف إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والأمنية مع دول الخليج، بينما تُلقي جدلٌ سياسي حول تلقي إدارة ترامب طائرة فاخرة من قطر بظلالها على أجندتها.
الأهداف الاستراتيجية للزيارة: من النفط إلى الذكاء الاصطناعي
ركّز ترامب خلال لقائه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على توسيع التعاون الاقتصادي، حيث وقّع الجانبان اتفاقًا شراكة استراتيجية يشمل استثمارات في الطاقة، والتعدين، والدفاع. وشملت المباحثات أيضًا تعاونًا في مجال الفضاء عبر مشروع "CubeSat 2" لمراقبة الطقس الفضائي، بالإضافة إلى اتفاقيات في مجال الصحة والعدالة.
وقال ترامب: "أؤمن بأننا نحب بعضنا كثيرًا"، مُشيدًا بعلاقة الثقة مع بن سلمان، ومؤكدًا أن الاستثمارات السعودية البالغة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة قد ترتفع إلى تريليون دولار.
الاقتصاد في قلب المفاوضات: تكنولوجيا وسلاح
شهدت الرياض اليوم تجمعًا غير مسبوق لأكبر رجال الأعمال الأمريكيين، بمن فيهم إيلون ماسك (مُؤسس تسلا وسبيس إكس)، وسام ألتمان (رئيس OpenAI)، وجانيفر هوانغ (مديرة إنفيديا)، حيث شاركوا في منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي الذي جمع أكثر من 2000 ممثل من القطاعين. وهدف لجذب استثمارات في الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية، والطاقة النظيفة.
على الصعيد الدفاعي، كشفت المباحثات عن احتمال توقيع صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار تشمل أنظمة صواريخ ومعدات عسكرية، في تحوّل واضح عن سياسة بايدن التي حددت بيع الأسلحة الهجومية للسعودية. ورحب ترامب بهذا، معتبرًا إياه "فرصة ذهبية" لشركات الدفاع الأمريكية.
الدبلوماسية الإقليمية.. من أوكرانيا إلى اليمن
رغم تركيز الزيارة على الاقتصاد، لم يُغفل ترامب القضايا الجيوسياسية، حيث ألمح إلى إمكانية انضمامه لمحادثات سلام بين زيلينسكي وبوتين في إسطنبول، مما يُعقّد التوازن بين مصالح أمريكا في أوروبا والشرق الأوسط. واكد ترامب أن الأولوية هي "مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني".
ردود الأفعال: ترحيب اقتصادي وانتقاد سياسي
رحب رجال الأعمال الأمريكيون بالزيارة، حيث أشاد لاري فينك (رئيس بلاك روك) بـ"تحول السعودية إلى وجهة استثمارية".
ختاما.. إعادة تشكيل العلاقات الأمريكية-الخليجية
زيارة ترامب تُعيد تعريف العلاقة بين أمريكا ودول الخليج، حيث تحل الأولويات الاقتصادية والأمنية محل الانتقادات الحقوقية. ومع تصاعد التوترات في المنطقة، تُراهن واشنطن والرياض على شراكات تكنولوجية وعسكرية لضمان النفوذ الإقليمي.