قمة موسكو.. العليمي وبوتين يعززان التحالف الاستراتيجي ويرسمان خريطة الطريق لمستقبل مشترك بين اليمن وروسيا
الاربعاء 28 مايو 2025 الساعة 18:00
الميثاق نيوز - خاص


في لقاء تاريخي يحمل دلالات تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية، عقد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الأربعاء، جلسة مباحثات ثنائية مع فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تركز النقاش على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين اليمن وروسيا، وتنسيق المواقف إزاء القضايا الإقليمية والدولية، في ظل الذكرى الـ97 لتأسيس العلاقات التاريخية بين البلدين.

العلاقات التاريخية: 97 عاماً من الصداقة والتعاون
بدأ اللقاء بتأكيد الجانبين على متانة الروابط التي تجمع البلدين منذ قرن من الزمن، حيث وصفها الرئيس العليمي بأنها "شراكة قائمة على الاحترام المتبادل والتوازن"، مذكراً بالدعم الروسي النوعي الذي ساهم في بناء مؤسسات الدولة اليمنية عبر مختلف المجالات، من التعليم إلى الدفاع والصحة.

من جانبه، أكد الرئيس بوتين أن روسيا "لن تتخلى عن صديقتها اليمن"، معرباً عن ثقته في أن هذه العلاقة ستستمر في النمو لتخدم مصالح الشعبين وتُعزز استقرار المنطقة.

واعتبر أن الذكرى الـ97 ليست مجرد مناسبة رمزية، بل "فرصة لاستعادة الروح التعاونية التي أسست لهذه الشراكة".

الوضع اليمني: دعوة روسية للسلام وتحذير من تعنت الحوثيين
قدم الرئيس العليمي خلال المباحثات عرضاً دقيقاً للواقع اليمني، مُشدداً على أن السلام في البلاد يواجه "تعطلاً ممنهجاً" بسبب رفض مليشيات الحوثي الإرهابية الانخراط في المفاوضات، رغم المبادرات الدولية القائمة على المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216.

وأكد أن الحكومة اليمنية "منفتحة على أي حلول سلمية تحافظ على سيادة الدولة"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"الضغط على المليشيات للالتزام بالمسؤولية الجماعية".

ولفت إلى الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه روسيا في دعم الشرعية اليمنية، بما يسهم في إنهاء معاناة الشعب اليمني.

الدعم الروسي: مواقف ثابتة في المحافل الدولية
أشاد الرئيس العليمي بموقف روسيا "الواضح والداعم للشرعية الدستورية" في اليمن، مشدداً على أن هذا الموقف "يُعزز مصداقية الدبلوماسية الروسية كطرف محايد وفاعل في تسوية النزاعات".

ودعا إلى استمرار التنسيق بين البلدين لمواجهة التهديدات التي تستهدف الممرات المائية الدولية، مثل هجمات الحوثيين على السفن التجارية.

بدوره، أكد بوتين أن روسيا "ستستمر في استخدام نفوذها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لدعم الحل السياسي في اليمن"، معتبراً أن استقرار اليمن "ضروري لمنع تمدد الفوضى إلى دول الجوار".

التحديات الاقتصادية: تدخلات الحوثي ودعم التحالف
سلط الرئيس العليمي الضوء على الأزمة الإنسانية التي تفاقمت بسبب الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، مشيراً إلى أن هذه الأعمال "تُعرقل جهود الإعمار وتُعمق المعاناة اليومية للمواطنين".

وشكر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على "مساعداتهما السخية"، التي وصفها بأنها "حلقة أساسية في معالجة الأزمات الإنسانية".

كما دعا إلى "وحدة المجتمع الدولي" في مواجهة التهديدات الإرهابية والقرصنة، مشدداً على أهمية التعاون الأمني بين اليمن وروسيا في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية.

القضية الفلسطينية: توافق في الرؤى
في الملف الإقليمي، أشاد الرئيس العليمي بموقف روسيا الداعم لـ"حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة"، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام. واعتبر أن "العدالة في القضية الفلسطينية هي حجر الزاوية لاستقرار الشرق الأوسط بأكمله".


حضر المباحثات وفد حكومي رفيع المستوى يضم الدكتور شائع الزنداني، وزير الخارجية، ومستشاري الرئيس للدفاع والأمن والتنمية والشؤون الثقافية، إلى جانب سفير اليمن لدى موسكو أحمد الوحيشي. هذا التنوع يعكس حرص القيادة اليمنية على بناء شراكة شاملة مع روسيا، تشمل دعم المؤسسات الأمنية، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وتطوير برامج التعليم العالي.


تُعتبر مباحثات العليمي وبوتين خطوة محورية في تعزيز العلاقات اليمنية-الروسية، حيث تلتقي المصالح المشتركة على تجنيب المنطقة مخاطر التصعيد، وبناء شراكة استراتيجية تُرسي دعائم السلام والاستقرار. ومع تصاعد التحديات الإقليمية، تبقى هذه القمة نموذجاً للدبلوماسية التي تجمع بين الاحترام التاريخي وتصميم المستقبل.

متعلقات