أكدت إيران، اليوم السبت، أن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف منشآتها النووية وقياداتها العسكرية يمثل "جريمة حرب" تستهدف زعزعة استقرار المنطقة، بينما أعلنت قواتها المسلحة جاهزيتها لتنفيذ "رد قاسٍ" على الكيان الصهيوني.
في المقابل، حذر مسؤولون إسرائيليون من "ساعات صعبة" مع توقع وصول مئات الطائرات المُسيّرة الإيرانية إلى الأجواء خلال ساعات.
الخسائر البشرية والبنية التحتية
أفاد التلفزيون الإيراني بسقوط أكثر من 78 شهيدًا وإصابة 329 شخصًا، بينهم 35 طفلًا وامرأة، في ضربات استهدفت مناطق متعددة، بما فيها نوبنياد شمال طهران وقصر شيرين الحدودية.
كما أعلن مقتل اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ورئيس جامعة آزاد الإسلامية الدكتور محمد مهدي طهرانجي، إلى جانب ستة علماء نوويين.
وشملت الأهداف قاعدة نطنز النووية، حيث أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم تسجيل زيادة في الإشعاع، فيما أكدت إيران أن المنشآت تحت الأرض لم تتضرر.
ردود الفعل الإيرانية: تصعيد عسكري وتعيين قيادات جديدة
في بيان عسكري ثانٍ، أكدت إيران أن "الثأر سيكون بلا حدود" ضد الكيان الصهيوني وداعميه، ورفعت علم الانتقام الأحمر في مسجد جمكران بقم المقدسة.
وعيّن المرشد الإيراني، علي خامنئي، اللواء عبد الرحيم موسوي رئيسًا جديدًا للأركان العامة، والعميد محمد باكبور قائدًا للحرس الثوري، بعد مصرع عدد من القادة البارزين.
ودعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الشعب إلى "الوحدة وعدم الالتفات للشائعات"، مؤكدين أن الرد "سيكون مدروسًا وصارمًا".
التهديدات المتبادلة والتطورات الميدانية
أفادت وسائل إعلام إيرانية بإطلاق المرحلة الثالثة من عملية "الوعد الصادق"، بما يشمل 800 مُسيّرة وصاروخ كروز باتجاه إسرائيل، بينما أعلنت الدفاعات الجوية الأردنية اعتراض بعضها.
وتصاعدت الصواريخ الباليستية الإيرانية بعيدة المدى، مع تأكيدات من نائب قائد الحرس الثوري علي فدوي أن "الخطة جارية لرد يجعل العدو يندم".
من جهتها، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن الضربات الإيرانية قد تصل خلال ساعة أو ساعتين، بينما أغلقت مطارات "بن غوريون" وتل أبيب وسط حالة طوارئ.
الانعكاسات الدولية والدبلوماسية
نددت دول عربية وإسلامية بالعدوان، بما فيها باكستان ولبنان وتركيا، التي طالبت المجتمع الدولي بـ"وقف البلطجة الإسرائيلية".
ودعت إيران مجلس الأمن لاجتماع طارئ، مشددة على حقها المشروع في الدفاع عن النفس.
في المقابل، برر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجوم بـ"ضرورة إنهاء برنامج إيران النووي"، بينما نفت الخارجية الأمريكية أي معرفة مسبقة بالعملية.
وارتفع سعر خام برنت إلى 74 دولارًا للبرميل بسبب التوترات.
الاتهامات المتبادلة والمخاطر النووية
اتهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم الحياد، وطالبت بتقييم الأضرار في نطنز، بينما أكدت أنها ستواصل تطوير الصناعة النووية رغم الضغوط.
من جهته، حذر نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جاباروف من أن "تصرفات إسرائيل غير قابلة للتبرير"، فيما نددت الصين بـ"العواقب الوخيمة".
وحذّرت تقارير أمريكية من أن القدرات النووية الإيرانية "لم تتأثر بسبب مواقعها تحت الأرض"، بينما اتهمت طهران واشنطن بأنها "الراعي الرئيسي للعدوان".
التصعيد يهدد الاستقرار الإقليمي
مع دخول الأزمة مرحلة حاسمة، دخلت الطائرات المُسيّرة الإيرانية الأجواء الأردنية وسوريا، ما دفع فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لدعم إسرائيل في التصدي لها.
وفي المقابل، أعلنت جماعات المقاومة في لبنان واليمن تضامنها مع إيران، وحذّرت من أن العدوان "يزيد تماسك الشعوب المقاومة". بينما تستمر المظاهرات في طهران ومحافظات أخرى، حذر مسؤولون إيرانيون من أن "المنطقة على حافة كارثة" في حال استمرار التصعيد.