تعز (خاص) انتهت المواجهة المثيرة بالتعادل الإيجابي بأربعة أهداف لمثلها بين فريقي شباب المسراخ والصحة، يوم الاثنين، في ختام منافسات المجموعة الثانية من بطولة بيسان الكروية في تعز، ليودّع الفريقان البطولة معًا.
وعلى ملعب الشهداء، فشل كلا الفريقين في تحقيق الفوز؛ الذي كان سيؤهل أحدهما إلى الدور ربع النهائي، حيث كان الشباب بحاجة لتحقيق فوز بتسعة أهداف نظيفة لضمان بطاقة العبور، وهو ما لم يتحقق.
بهذه النتيجة، اكتمل عقد الفرق الثمانية المتأهلة إلى الدور ربع النهائي، حيث تأهل عن المجموعات الأربع كل من: الرشيد، الصقر، شباب المعافر، شعب إب، الأهلي، وحدة التربة، الطليعة، واتحاد إب.
وشهدت المباراة، التي أدارها الحكم مصطفى المعمري، طرد حارس مرمى شباب المسراخ بعد لمسه الكرة خارج منطقة الجزاء، وحصل لاعب فريق الصحة محمد خالد على جائزة أفضل لاعب في المباراة.
يُذكر أن البطولة، التي انطلقت في 31 يوليو الماضي تحت إشراف مكتب الشباب والرياضة، شهدت مشاركة 16 ناديًا من محافظتي تعز وإب.
مهرجان الأهداف يكشف عيوبًا تكتيكية ويُقصي الفريقين
كانت المواجهة بين الفريقين بمثابة عرض كروي حافل بالأهداف الثمانية، إلا أنها في الوقت ذاته عكست نقاط ضعف استراتيجية وفنية لدى الطرفين، مما أفضى إلى خروجهما المشترك من المنافسة.
الشوط الأول: حنكة المدرب وسرعة الاختراق
بدأ المدير الفني لشباب المسراخ، أحمد المهتدي، اللقاء بانضباط دفاعي ملحوظ، مرتكزًا على استراتيجية الضغط المتقدم والانقضاض السريع في الهجمات المعاكسة.
كان هذا النهج مفهومًا لتفادي اهتزاز الشباك مبكرًا، لكن الهدف الذي استقبله فريقه في الدقيقة 13 فرض عليه تعديلاً فوريًا في خططه.
هنا تجلت بصيرة المهتدي، حيث أجرى"انتقالا تكتيكيا سريعا، محولا فريقه من الوضعية المتحفظة إلى المبادرة الهجومية.
كان اللاعب المحوري في هذا التحول هو علاء لبيب، الذي وظّف انطلاقاته الخاطفة لاختراق الخط الخلفي للصحة الذي افتقر للسرعة، ليتمكن من إعادة المباراة إلى نقطة البداية.
لم يتوقف المسراخ عند هذا الحد، بل واصل استثمار الثغرة الواضحة في "المناطق الخلفية" للصحة، مما مكّن إلياس فتح من إضافة الهدف الثاني، ليختتم الشوط الأول بتقدم مستحق.
الشوط الثاني: تفكك دفاعي وطموح يفوق الواقع
دخل المسراخ الفترة الثانية بزخم هجومي كبير، مدفوعًا بحاجته الماسة لتسجيل غلة وافرة من الأهداف. الهدفان اللذان أحرزهما يعقوب أحمد في مستهل الشوط أظهرا إصرار الفريق على تحقيق نتيجة استثنائية، لكنهما كشفا في المقابل عن تقدم غير مدروس أوجد فراغات هائلة في منظومته الدفاعية.
في المقابل، أظهر فريق الصحة نضجًا وفاعلية هجومية أكبر.
نجح لاعبوه، وتحديدًا خالد عبد الوهاب ومحمد خالد، في استثمار حالة الارتباك الدفاعي للمسراخ. هدفهم الأول أتى من مهارة شخصية استثمرت تردد حارس المرمى، بينما نتج الهدفان الأخيران عن الفوضى التنظيمية التي أعقبت إقصاء الحارس، والذي كان بمثابة الضربة القاضية لطموحات المسراخ.
وضع الفريقان..
أبان فريق شباب المسراخ عن مرونة استراتيجية لافتة في الشوط الأول، وقدرة على توظيف سرعات أجنحته، لكنه دفع ثمن الاندفاع الهجومي المفرط في الشوط الثاني، وافتقاره للصلابة الدفاعية في المنعطفات الحاسمة.
كان فريق الصحة أكثر اتزانًا وهدوءًا. على الرغم من بطء إيقاعه، فقد أجاد استغلال هفوات منافسه، خصوصًا المساحات الشاغرة خلف المدافعين وحالة النقص العددي، ليخرج بنقطة التعادل.
في المحصلة، كانت المباراة انعكاسًا صادقًا لأداء الفريقين؛ طموح هجومي من المسراخ قابله هشاشة دفاعية، وواقعية من الصحة لم ترتقِ لمستوى حسم اللقاء. التعادل كان النتيجة المنطقية لطرفين أبدعا هجوميًا، وتهاونا دفاعيا فحرما من التاهل