بن بريك يجري محادثات محلية ودولية لإعادة إحياء الاقتصاد تحت وطأة الهجمات الحوثية
الخميس 27 نوفمبر 2025 الساعة 21:22
الميثاق نيوز، تقرير خاص


 عقد رئيس مجلس الوزراء  سالم صالح بن بريك، يوم الخميس في العاصمة المؤقتة عدن، جولة محادثات دبلوماسية واقتصادية مكثفة مع مسؤولين روس و خليجيين، دعا خلالها إلى تسريع الاستثمارات في مجالات الطاقة والبنية التحتية، وإزالة العقبات أمام القطاع الخاص، في محاولة لإنعاش اقتصاد منهك بعد عقد من الحرب، بينما تتصاعد الهجمات الحوثية التي تعصف بالموانئ والطرق البحرية.

في أول لقاء مع السفير الروسي الجديد لدى اليمن، يفغيني كودروف، أكد بن بريك على "العلاقات التاريخية" بين البلدين، ودعا موسكو إلى تعزيز وجودها الاستثماري والفني في اليمن، وخاصة في قطاع الطاقة، الذي يُشكل أولوية قصوى بعد انعقاد المؤتمر الوطني الأول للطاقة في عدن مؤخراً.

وتناول اللقاء سبل إعادة تفعيل اللجنة المشتركة اليمنية-الروسية المتوقفة، وتأمين ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، التي تتعرض لهجمات متكررة من قبل ميليشيات الحوثي.

وشدّد رئيس الوزراء على أن الإصلاحات الحكومية في مجال الشفافية والحوكمة هي "بوابة جذب الاستثمارات الأجنبية"، مشيراً إلى أن "الشراكات الدولية الموثوقة لم تعد خياراً، بل شرطاً أساسياً لإنقاذ الاقتصاد".

وعلى الصعيد المحلي، التقى بن بريك برئيس الغرفة التجارية والصناعية بعدن، أبوبكر سالم باعبيد، لمناقشة التحديات التي يواجهها القطاع الخاص، مثل الرسوم غير القانونية في الموانئ، والإجراءات الروتينية البطيئة، والتهريب المنظم.

وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة "تعمل بشكل منهجي لإزالة هذه العراقيل"، واصفاً القطاع الخاص بأنه "حجر الزاوية في التعافي الاقتصادي"، فيما أعلن عن عقد اجتماع موسع قريباً مع ممثلي القطاع لمعالجة جميع الملفات العالقة.

وفي لقاء منفصل مع سفير مجلس التعاون الخليجي، سرحان المنيخر، ناقش بن بريك دعم دول الخليج لمسار الإصلاحات الاقتصادية، خاصة في مجال الطاقة، حيث أشاد المنيخر بتحسن سعر صرف الريال اليمني مؤخراً، وانخفاض التضخم، واصفاً المؤتمر الوطني للطاقة بأنه "خطوة محورية لوضع حلول دائمة لأزمة الكهرباء".

وطالب رئيس الوزراء بتعزيز الدعم الخليجي لمشاريع البنية التحتية، محذراً من أن الهجمات الحوثية على منشآت النفط والشحن البحري "تهدد بنسف كل الجهود التنموية".

وخلال جميع اللقاءات، حرص بن بريك على التأكيد على أن الحكومة "ملتزمة بمسار السلام القائم على المرجعيات الثلاث"، داعياً إلى تحويل الشراكات الدولية إلى مشاريع ملموسة تخفف معاناة المواطنين. بدورهم، أكد السفير الروسي ومسؤولو مجلس التعاون دعمهم للشرعية اليمنية، وأعربوا عن استعدادهم لتعزيز التعاون في المجالات الحيوية.

مع غروب الشمس على شوارع عدن التي تحمل ندوب سنوات الحرب، لم تكن المصافحات الختامية لهذه الاجتماعات مجرد إشارات بروتوكولية، بل تعبيراً عن إدراك مشترك:

فبقاء اليمن يتوقف اليوم على بناء جسور التعاون داخلياً مع القطاع الخاص، وخارجياً مع الشركاء الدوليين.

متعلقات