خطر جديد يهدد سكان العاصمة صنعاء
الاثنين 6 أغسطس 2018 الساعة 02:00
خبر للأنباء

لاتزال الكلاب المسعورة تجوب شوارع وأحياء العاصمة صنعاء وضواحيها وعدداً من المناطق الأخرى بشكل ملفت، وخاصة في ساعات الليل، مهددة حياة السكان والمارة.

وبلغ عدد الكلاب المنتشرة بأمانة العاصمة وضواحيها نحو 70 ألف كلب معظمها ناقلة للأمراض وتشكل خطرا على المواطنين بحسب دراسة بيئية أولية لمشروع النظافة وبرنامج داء الكلب التابع لوزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وقال المهندس جمال جحيش -مدير مشروع النظافة بأمانة العاصمة المختطفة من قبل المليشيا في تصريح صحفي لوسائل إعلام محلية- إن خمس فرق ميدانية لمكافحة الكلاب الضالة والمسعورة تمكنت -مطلع أبريل الفائت- من إبادة 11 ألف كلب مسعور في أحياء وشوارع مديريات الأمانة.

وشكا أحد سكان العاصمة، في اتصال هاتفي بمحرر وكالة خبر، من تعرض طفله لعضة كلب أثناء مروره في حارة السنينة.

وحمل المواطن، المدعو حمود عباد أمين العاصمة الموالي للحوثيين مسؤولية انتشار الكلاب وتوسع مخاطرها والتقاعس في عملية مكافحتها.

وأفادت مصادر طبية مسؤولة وكالة خبر، أن مستشفى الثورة ومركز "داء الكلب" في المستشفى الجمهوري بصنعاء وعدد من المستشفيات الحكومية والخاصة تستقبل عشرات الضحايا أغلبهم أطفال ونساء يتعرضون يوميا لعضات الكلاب من أحياء ومناطق مختلفة ابرزها المناطق ذات الكثافة السكانية بأمانة العاصمة وضواحيها.

وذكر مصدر في مركز البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب التابع لوزارة الصحة والسكان المختطفة من قبل المليشيا، أنه تم تسجيل نحو 10 آلاف و170 شخصاً تعرضوا لعضات كلاب ضالة، توفي منهم قرابة الستين حالة، حتى نهاية مارس الماضي.

ولفت المصدر أن تلك الإحصائية والأرقام لا تعكس حجم المشكلة الحقيقي نظرا لاقتصارها على الحالات والبلاغات، فيما لا تصل الكثير من الحالات إلى البرنامج ووحدات المكافحة في المحافظات جراء الحرب.

وفي السياق، عبر الاتحاد العام لأطفال اليمن، عن قلقه الشديد، جراء ارتفاع أعداد ضحايا الكلاب الضالة التي وصفها ب"الصادمة"، داعيا كافة القطاعات والدوائر الرسمية المختصة، إلى سرعة تنفيذ حملات مكثفة للقضاء على هذه الكلاب في الشوارع والأحياء والمدن السكنية بعموم محافظات الجمهورية.

وحذر الاتحاد - في بيان صحفي حصلت "خبر" للأنباء على نسخة منه: "من مغبة انتشار الكلاب في كثير من الأحياء السكنية، والتي أودت بحياة عشرات الضحايا (70% منهم أطفال ونساء)، وأصابت آلافا آخرين خلال الفترة الأخيرة".

وناشد البيان كافة المسؤولين، "باتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص هذه الأزمة، ودعا إلى تكاتف الجهود للقضاء على هذه الكلاب في أقرب فرصة ممكنة لتفادي الكارثة، محذرا المواطنين من كلاب الشوارع التي تُهاجم الإنسان، وخصوصاً أثناء تواجد بعض الأطفال في شوارع المدينة".

وشدد الاتحاد على أهمية إيجاد معالجات وحلول عاجلة للقضاء النهائي على هذه المشكلة بأسرع وقت، تجنبا لاحتمال فقدان السيطرة على انتشاره، في حال بقاء الوضع على ما هو عليه في الوقت الراهن.

وقال البيان: إن الأمر مقلق، حيث إن داء الكلب هو داء يسبب الموت، وفي حالة الإصابة به، فمن الصعب البقاء على قيد الحياة، مشددا على أن مخاوف فقدان السيطرة على انتشار الداء أصبحت حقيقية وجدّية، وأنه عندما يستمر عدد ضحايا داء الكلب بالازدياد، فسيكون ذلك بمثابة فقدان للسيطرة.

وجدد اتحاد أطفال اليمن التأكيد على أهمية تبني منظمات المجتمع المدني مشروع حملة للتوعية ضد داء الكلب، وكذا إعداد فلاشات توعوية في مختلف وسائل الإعلام لكيفية الوقاية منه، مشيرا -في الوقت ذاته- إلى ضرورة أن تضطلع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى بدورها في دعم وزارة الصحة باللقاحات والأمصال المطلوبة للتخلص من هذا الداء.

وناشد أطباء يمنيون عبر وكالة خبر، وزارة الصحة والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني بتطعيم الكلاب المنتشرة وتوفير الجرع المتمثلة في المصل واللقاح الخاص بمرض داء الكلب بشكل مجاني، حيث ان الصيدليات تبيع اللقاح بمبلغ يتجاوز 6500 ريال للجرعة الواحدة وقد لايستطيع المواطن شراءه بهذا المبلغ المرتفع خاصة في مثل هذه الظروف المعيشية الصعبة واستمرار مصادرة المليشيات الحوثية لرواتب الموظفين منذ أكثر من عامين.

وحذر أطباء مختصون بداء الكلب من التقليل والتهاون من مخاطر عضات الكلاب. وقالوا، اذا لم يتم اخذ اللقاحات للمريض المصاب وقد ظهرت الأعراض الأولية لداء الكلب وتشمل الحمى والصداع والارهاق فإن المرض سيتطور وقد يؤدي إلى الوفاة.

وترجع أسباب انتشار ظاهرة داء الكلب إلى غياب الدولة وتوقف الدعم اللازم لبرنامج مكافحة داء الكلب وتنفيذ الأنشطة والحملات للتخلص من الكلاب الضالة، كذلك انتشار القمامة والمخلفات والتي تعتبر مصدراً رئيسيا لتكاثر الكلاب المتشردة، بالإضافة إلى غياب أمانة العاصمة ممثلة بمشروع النظافة ومكاتبها ووزارتي الزراعة والصحة الخاضعتين لسيطرة الحوثيين اللتين لا تقومان بواجباتهما وتتحملان مسؤولية تزايد ضحايا داء الكلب وعدم الحرص على الحفاظ على أرواح المواطنين وخاصة فئتي الأطفال والنساء اللتين تعتبران أكبر فئتين في نسبة التعرض للإصابة بداء الكلب.

وتفيد تقارير عالمية متخصصة في مكافحة "داء الكلب"، أن هذا الفيروس يودي بحياة 55 ألف شخص سنويا، بما يعادل حالة وفاة كل 10 دقائق.

متعلقات