أكد الدكتور #شوقي_علام #مفتي_مصر أن الحكومة السعودية تبذل جهودا كبيرة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وقال في كلمته التي ألقاها في الدورة الثالثة والأربعين لندوة الحج السنوية الكبرى بمكة تحت عنوان: "شرف الزمان والمكان.. في طمأنينة وأمان"، إن رعاية الحرمين الشريفين وخدمة زوارهما تعد من الجهود المشكورة من الله الوهاب، وهي محل تقدير من الناس جميعا عبر القرون، وقد لمست الأمة في عقودها الأخيرة مظاهر التقدير، ومزيد الاهتمام وحسن المعاملة من خلال الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة السعودية منذ نشأتها على يد جلالة الملك عبد العزيز بن سعود بسخاء نفس مع تحمل المسؤولية الشرعيَّة والتاريخية التي أناطها الله بها وشرفها من أجلها حيث جعلها راعية للبيت الحرام والمسجد النبوي الشريف
وأضاف مفتي مصر أنه لا يخفى على أحد أن ما تبذله السعودية لتوفير خدمات ضيوف الرحمن وزوار الحرمين الشريفين خاصة الحجاج والمعتمرين وتلبية احتياجاتهم المختلفة رغم الكثرة المشهودة في الأعداد المتأهلة لأداء شعيرة الحج وتناميها هي جهود ملموسة ذات تاريخ مشرف، وهي غير مقتصرة على خدمة الحجاج أو على المشاعر فقط، بل ممتدة لتشمل مكة المكرمة والمدينة المنورة، والطرق المطروقة من الحجاج برا، وبحرا، وجوا، فضلًا عن عدة مشاريع أطلقتها الحكومة السعودية في هذا الإطار.
وأشار مفتي مصر إلى أن الحكومة السعودية عملت كذلك على تطوير جهودها وخدماتها للحرمين الشريفين وفق مقررات الشرع الشريف، واستدعى ذلك بحث كل مستجدات الحج ومشكلاته لمعالجتها وتفاديها في المواسم اللاحقة، مضيفا أنه وفي هذا الإطار أنشأت السعودية مركز أبحاث الحج، ليكون جهة استشارية فنية للجنة الحج العليا وللجهات العاملة في مجال الحج وشؤونه، وتتركز جهوده على رصد كافة المعلومات وجمع البيانات المفصلة عن مختلف شؤون الحج وأمور الحجيج وما يتعلق بهم من خدمات ومرافق.
وقال إن #السعودية تقدم كذلك الخدمات الأمنية والطبية والغذائية إلى حجاج بيت الله الحرام، حيث تأخذ مختلف الوزارات والجهات الحكومية السعودية على عاتقها مسؤولية كبيرة في تدبير مستلزمات الأعداد الضخمة من الحجاج واحتياجاتهم الأمنية والغذائية والدوائية، بجانب تنظيم سير هذه الحشود الكبيرة وتسييرها عبر المراحل الزمانية والمكانية، خاصة في ظل تعدد ثقافات الحجاج واختلاف لغاتهم وأعمارهم.
وأوضح مفتي مصر أن الحكومة السعودية تبذل كذلك جهودًا كبيرة لتحقيق الأمن الفكري للمسلمين، وضبط سير الحجاج والمعتمرين وفق الالتزام بأداء المناسك والشعائر دون استغلال موسم الحج لأغراض سياسية وطائفية، مشيرا إلى أن هذا إجراء حكيم يحفظ على المسلمين وحدتهم وصحة عبادتهم، فضلًا عن كونه قياما بمقتضيات ولاية إقامة الحج التي تتمثل في حكومة خادم الحرمين الشريفين التي ترعى شؤون الحج والحجيج
وأكد المفتي أن رفع الشعارات السياسية في الحج تجعلها منافية ومناقضة لمقصود العبادات الجماعية، مثل الحج وصلاة الجماعة والجمعة والعيدين ونحوها، لأن المقصود الشرعي لتلك العبادات أنها تجمع المسلمين تحت اسم الإسلام لا غير، فإذا أريد الاجتماع لها على معان أو شعارات أخرى غير الانتساب للدين الإسلامي والملة المحمدية كان الاجتماع باطلًا منافيًا لمقصد الإسلام فيها.
وأشاد المفتي في كلمته بما تبذله السعودية من مجهودات من أجل تحسين البنية التحتية لأماكن المناسك، مشيرا إلى حرص أولي الأمر في الأمة الإسلامية عبر القرون على تحقيق هذه المقاصد ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا ابتداءً من عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أولى المسجد الحرام عناية خاصة.
وكشف مفتي مصر أن ما يبذله ولاة الأمر في السعودية تجاه البقاع المقدسة من توسعة وعمارة وترميم في الشكل والمضمون وخدمة ضيوفها من الحجاج والمعتمرين هو بمنزلة تاريخ مشرف وحصاد ملموس يحظى بامتنان كبير وتقدير خالص من ضيوف الرحمن تجاه السعودية وقادتها حتى يؤدي الحجاج المناسك في سهولة ويسر.