الاسم غريب .. منين سفاحة ومنين آيس كريم؟؟!!
الإجابة عند الملاك الذي يبدو برىء واللي موجود في الصور تحت .. #إيستيباليز_كارانزا.
( كارانزا ) فتاة أسبانية الجنسية مكسيكية النشأة ولدت في 6 سبتمبر 1978 وأنهت مراحلها التعليمية بصورة جيدة جداً ،حاولت تدور على وظيفة مرموقة تناسب قدراتها اللي كانت أكبر من إنها تفضل موجودة في ( المكسيك ) وعلى طول حزمت حقائبها وانتقلت إلى ( ألمانيا ) عشان تبدأ حياة جديدة تناسب أحلامها.
في ( ألمانيا ) اصطدمت ( إيستيباليز ) بواقع الحياة المرير وتحول حلمها من إثبات ذاتها إلى إنها أصبحت بائعة ( آيس كريم ) في أحد المحلات هناك ودة القرار اللي غير مسار حياتها 180 درجة وتسبب في دخولها التاريخ ولكن من الباب الشيطاني.
هناك وهي عندها 22 سنة اتعرفت على زميل ليها في المحل اسمه ( هولجر هولز ) والبالغ من العمر 36 سنة وعاشت معاه قصة حب وردية انتهت بالزواج إلا إن الأوضاع ساءت بعد حوالي سنة من الزواج وبدأت العلاقة بينهم تكون باردة لحد ما جه يوم وأخبرها ( هولجر ) إنه مَل منها وكان موقف صادم جداً على ( إيستيباليز ) اللي شعرت إن قدرها هو الصدمات واحدة تلو الأخرى لكن المرة دي كانت صدمتها أكبر بضياع أهم أحلامها .. حلم الأمومة.
فكرة الأمومة كانت مستحوذة جداً على تفكير ( إيستيباليز ) وكانت بتشوف فيها إنها طوق النجاح ليها اللي ممكن يعوضها عن كل اللي مرت بيه في حياتها.
ساءت الأوضاع أكتر وأكتر بين الزوجين وفي الفترة دي انتقلوا من ( ألمانيا ) إلى العاصمة النمساوية ( فيينا ) وهناك تم الاتفاق على الطلاق واللي تم بالفعل إلا أن ( هولجر ) رفض إنه يغادر المسكن وبدأ كل واحد منهم يشوف حياته لوحده وهما مع بعض في نفس المنزل وقدرت ( إيستياليز ) إنها تشتري محل لبيع ( الآيس كريم ) واتعرفت على شخص تاني ولما عرف ( هولجر ) وحصلت مشادة احتد فيها ( هولجر ) وقالها إنه أكيد مفيش راجل تاني هيقبلها ،ودي تقريباً كانت أخر كلمة قالها ( هولجر ).
بهدوء توجهت ( إيستيباليز ) في اتجاه درج .. فتحته .. كان فيه مسدس خاص بـ ( هولجر ) .. خرجت المسدس وفي لحظات أصبح ( هولجر ) الضحية الأولى بطلقتين في رأسه ،كان الكلام ده في عام 2008.
بعد ما قتلت ( هولجر ) فضلت تفكر في طريقة تخفي بيها الجثة ،في البداية وضعته في تلاجة الآيس كريم ولكن الفكرة فشلت لما لقت إن الريحة ظاهرة بقوة وممكن تتكشف فقررت إنها تعمل حاجة أبشع من القتل.
منشار كهربائي .. وبيه قطعت الجثة لقطع وضعتها داخل قوالب أسمنتية مصبوبة ووضعت القوالب داخل إحدى التلاجات ،ولما حاولوا الجيران يستفسروا عن مصدر صوت المنشار الكهربائي اللي سبب ليهم إزعاج قالتلهم إنها اشترت ماكينة جديدة للآيس كريم كانت هي مصدر الصوت اللي سمعوه.
انتهى الفصل الأول من حياة ( إيستيباليز ) في ( فيينا ) وهي نفسها طوته بسرعة رهيبة عشان تدور على حلمها الأهم .. الأمومة!!!
اتعرفت بعد كده على شخص اسمه ( مانفريد هنتربرجر ) - اللي في الصور تحت مرتدي نضارة سوده - أكبر منها بـ 20 سنة واللي كان بيعمل بائع لمعدات الآيس كريم ودخلت في علاقة معاه وبعد فترة اكتشتفت خيانته ليها بس كملت معاه عادي ،كان هدفها واضح قدامها ومش فارق معاها أي حاجة تانية لحد ما في يوم من أيام نوفمبر عام 2010 غلط ( مانفريد ) أخر غلطة في عمره واعترف لـ ( إيستيباليز ) بخيانته ليها وإنه مبقاش متقبل الاستمرار معاها .. وبأربع طلقات في رأسه بدأ ( مانفريد ) رحلة الاستعداد علشان يحصل معاه زي ما حصل مع ( هولجر ) وتتواجد جثته مقطعة داخل قوالب أسمنتية هيكون مكانها تلاجة الآيس كريم وبكده أصبح الضحية التانية.
انتقلت ( إيستيباليز ) للفصل التالت والأهم في البحث عن حلمها وسرعان ما ارتبطت بشاب يدعى (رولاند ) كان في نفس عمرها تقريباً .. حياة مثالية قائمة على الحب والتفاهم .. حياة هي كانت شايفاها متكاملة وناقصها بس حاجة واحدة .. إنها تكون أم ،ولكن ..
وقت ما كان بيقوم مجموعة من العمال بعمل صيانة للتلاجات عثروا على بقايا لأجساد بشرية ،تم إبلاغ الشرطة واللي بالفعل قبضت على ( إيستيباليز ) وبمواجهتها قدمت اعتراف كامل بالجريمتين علشان بعد كده نروح للفصل الأهم - من وجهة نظري - في الموضوع.
"عدالة السماء نزلت على استاد باليرمو" .. المقولة الشهيرة للمعلق الكروي الراحل (محمود بكر) لحظة احتساب ضربة الجزاء في مباراة مصر وهولندا في كاس عالم 1990 بإيطاليا ،في قصتنا بتهبط عدالة السماء على النمسا .. بعد ما عاشت ( إيستيباليز ) طول عمرها بتحلم بالأمومة تكتشف بعد شهرين من إلقاء القبض عليها إن حلمها اتحقق .. أم مع إيقاف التنفيذ ،وكأن القدر بيعاقبها بأشد عقاب .. سبحان الله.
وفي عام 2012 تم الحكم عليها بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل وأوصى التقرير النفسي بوضعها في المصحة العقلية التابعة للسجن ،وقدرت تألف كتاب بيحمل عنوان (My Two Lives) علشان أرباحه تروح لابنها اللي بعد ولادتها ليه انتقل للمعيشة مع والده (رولاند) ،وكمان بتقوم بدراسة ( إدارة الأعمال ) خلال فترة تواجدها بالسجن حالياً.
في مقابلة تمت مع ( إيستيباليز ) في 2014 عبرت فيها عن ندمها وإنها سلبت ولدين من أمهاتهم - كانت تقصد زوجها وحبيبها اللي قتلتهم - وإنها داقت من نفس الكاس بعد حرمانها من ابنها.
في يناير 2017 تم اعتبار ( إيستيباليز ) خطرة للغاية وبالسبب دة تم نقلها من سجنها في ( شواتزرو ) إلى مركز خاص في سجن للرجال في ( أستن ) في النمسا ،والمركز دة بيحتوى على 91 رجل سجين بالإضافة إنه هينتقل ليه 13 سجينة.
لسه ( إيستيباليز كارانزا ) في سجنها وحلمها حُر بعيد عنها .. التسرع والغضب عماها وضيع منها أخر حاجة كانت مستنياها .. أكيد لو كانت تعرف إن ده هيحصل كانت فكرت بدل المرة مليون مرة .. بس هي مكنتش تعرف إن كل شىء بأوان.