أدت الاحداث الاخيرة في صنعاء والمحافظات الاخرى التي تحت سيطرة الحوثية الى حالة انقسام حقيقي وتمزق عميق في بنية الانقلاب تزداد حدتها بالتدرج يعبر عنها هرما مقلوبا حيث يزداد السخط والنقمة في القواعد المؤتمرية الدنيا وتخف مظاهرها في اعلى الهرم لدى النخبة التي تحاول التكيف ويتحكم الرعب في سلوكياتها
فأغلبية النشطاء والكتاب المؤتمريين وأنصارهم والمستقلين ممن لاينتمون للسلالة والذين كان لهم نشاطا اعلاميا وحقوقيا وسياسيا معادي للشرعية والتحالف وخادما للانقلاب في الداخل والخارج تغيرت مواقفهم وأصبح لديهم قناعة ان مواجهة الحوثية وكسرها عسكريا هو الحل الأمثل ..
وبلا شك ان حزب المؤتمر وطني وجمهوري وعقيدته الميثاقية الوطنية تحصنه من كل محاولات جره الى مربعات التطييف السياسي وكان الاماميون اكثر من حاولوا اختراقه منذ وقت مبكّر كما اخترقوا غيره من الأحزاب والتنظيمات وعملوا على تجريف هوية اكبر عدد ممكن من منسوبيها وفق خطط جهنمية تستغل الصراع السياسي مع الاخوان المسلمين .
فالممارسات الحوثية الاجرامية التي تنفذ حاليا بحق المؤتمريين وغيرهم في مناطق سيطرتها ترتكز على الترهيب وتعكس حالة الرعب الحقيقية التي تعيشها المليشيا لشعورها بكراهية المجتمع لها وسخطه عليها وان حالة الرفض الشعبي لها قد بلغت الذروة وهو ما يجب استغلاله من جهة الشرعية والتحالف بالتنسيق مع قيادة المؤتمر التي يجب ان يكون لها رؤية شاملة وخطط هادفة لاستيعاب كل المتغيرات .
وبالمقابل يجب ان تتوقف فورا محاولات البعض في تشويه الرئيس السابق الشهيد صالح رحمه الله واستمرار لهجة 2011م البذيئة تجاه المؤتمر وصالح طاغية على خطاب الفرد الاصلاحي تخدم الحوثية وتجعل كثير من قواعد وكوادر المؤتمر فريسة لمخطط الاستقطاب الحوثي الذي لازال الى الان يحقق فشلا ذريعا .
ومن المعلوم الحوثية استمرت تربي منسوبيها تربية ثأرية انتقامية تنطلق من احياء مشاعر المظلومية والدم والسيف من الحسين بن علي الى حسين بدرالدين باعتبار الحقد هو أقوى وقود يدفع الاتباع للتضحية بلا تردد فكيف تريدون منا ان نقول للمؤتمريين انسوا زعيمكم الشهيد ودمه فانه لايستحق !!
وكما يجب التأكيد على ان من اهم عوامل التقارب والاصطفاف اقليميا ومحليا تخلي الجميع بصدق وحكمة عن نوازع الخلاف والاختلاف بدءا بتجاوز مسببات الانقسام الذي حصل في عام 2011م بعد ان اتضح جليا لكل العرب ان مخطط الفوضى الخلاقة هو الساري فلاربيع ولاخريف بل تمزق وتشرذم وفناء واقتتال ودمار .
ومن يتحدث اليوم عن ان المؤتمر انتهى بعد استشهاد الزعيم صالح رحمه الله فهو مخطئ ولايقرأ الواقع الذي يقول ان فرصة هذا التنظيم الوطني الكبير سانحة للنهوض من جديد والانطلاق برؤية مؤسسية ديمقراطية مستفيدا من تجربته الغنية والكتلة الوطنية التاريخية المنظوية تحت لواءه فمثلما كان الرئيس الشهيد صالح عامل قوة للمؤتمر كان عامل ضعف ايضا ، فعلى سبيل المثال أدت النزوة الشخصية وعقدة الحقد والانتقام الى شق صف هذا الحزب الجمهوري حين اتخذ قرارا أرعنا بالتقارب أو التحالف مع سرطان الامامة .
وبالحديث عن الاختراقات يجب ان نعيد ونكرر : لقد تمكنت ثعابين السلالة من اختراق كل الأحزاب والتنظيمات وليس المؤتمر فقط ولقد كان المشترك يحكمه ويوجهه وينظر له الهاشميون واعتقد ان المؤتمر الان هو الوحيد الذي تعرت فيه هذه الاختراقات وانكشفت باستشهاد صالح .
والاستحقاق الأهم ان تنجز بأقرب وقت عملية رص الصف المؤتمري فبوحدة المؤتمر ولم شتاته وقيامه بدوره في معركة الوطن والعروبة في مواجهة كهنوت الامامة ومشروع فارس في جزيرة العرب سيكون تنقى ذاتيا من كل الاختراقات السلالية فعناصر السلالة كانوا حول الزعيم وباعوه رحمه الله ولن يتمكنوا من اعادة التموضع بصفه مع الشرعية والتحالف .