بالنسبة للوضع الإنساني والاقتصادي فقد صنفت أمريكا النظام السوداني كنظام إرهابي، واستمرت التحويلات المالية، من وإلى السودان طيلة سنوات، كما لم تحدث أزمة إنسانية.
وبالنسبة للتسوية السياسية فقد جلست أمريكا مؤخرا على طاولة مفاوضات واحدة مع حركة طالبان التي لاتزال مدرجة ضمن قوائم واشنطن للإرهاب. كما نُظمت جولات حوار عديدة بين الحركة والحكومة المركزية في كابل.
بغض النظر عن موقفك من القرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين كإرهابيين، رفضاً أو تأييداً، لا داعي للمخاوف الزائدة ولا لتوسيع حالة الهلع لدى المواطن المغلوب.
قيام الحوثيين بفرض ضرائب على منظمات العمل الإنساني في اليمن (ما دفع معظمها للمغادرة) هو برأيي أسوأ، في تأثيره على المواطن العادي، من القرار الأمريكي.
مئات ملايين الدولارات كانت هذه المنظمات تدخلها الى اليمن، سنوياً، ما خلق حدا أدنى من الحركة المالية وتدفق العملة الصعبة، الأمر الذي أسهم في إفادة الوضع الاقتصادي في البلاد لحدٍ ما طوال سنوات الحرب.
قضى الحوثيون على ذلك بضربة واحدة انطلاقاً من شرههم الزائد في التربح والاستحواذ على كل شيء.
وعلى فكرة؛ كانت هذه المنظمات نفسها ستفيدهم في الضغط على واشنطن كي تعدل عن قرارها بحقهم.
لكنها جماعة تُفضل المال على السياسة. وتسيطر عليها خفة العقل الأمني أكثر من العقل السياسي الناضج والمدرك للعواقب.