الخاطرة الأولى :
هناك فرق بين إنتقاد إعتصام الشباب وأن مفاسده أكثر وأكبر من مصالحه وبين تبرير قتلهم وإباحة سفك دمهم
الذي يمنع الأمر الأول متعصب مُحترق والذي يبرر الأمر الثاني مجرم محترف
الثانية :
من المُشين والكيل بمكيالين أن نستنكر لمز الرئيس السابق بحجة الكف عن ذكر عيوب الميت ولأنه قد أفضى إلى ماقدم ثم في المقابل نهتك ستر هؤلاء الشباب وننهش لحومهم وهم في قبورهم.
الثالثة :
من المشين أيضا والتناقض أن الدماء المعصومة في تلك الفترة خضعت للمزايدات السياسية والمناكفات الحزبية فهذا الفريق سكت عن جريمة يوم الجمعة وربما برر لها وذاك الفريق سكت عن جرائم كل أيام الأسبوع التي تحدث في صعدة وربما برر لها
بينما الواجب تجاه أي دماء معصومة إدانة سفكها والبراءة ممن سفكها .
الرابعة :
لم يعد باستطاعتنا القصاص من القاتل ولا الأخذ بثار المقتول فقد أصبح المتهم هو والمقتول بين يدي الله وفي محكمته التي لايخفى عليها شيء ولا يظلم فيها أحد
واستمرار حديثنا عن هذه الدماء والدعوة للقصاص سيكون كحديث الشيعة عن دم الحسين والأخذ بثاره مع أن الغريمين قد ذهبوا إلى ربهم قبل مئات السنين
إلا إذا كنا نرى المتهم شخص آخر لازال على قيد الحياة
الخامسة :
كان هناك طرف ثالث له أجندته وكان يدفع باتجاه التصعيد والقضاء على أي مساعي للصلح والتفاهم
ولقد عَلِمنا حينها ونبهنا إلى أن السلالي الإمامي عبدالحكيم الماوري مدير أمن محافظة صعدة وقائد الأمن المركزي فيها الذي هو وزير داخلية الحوثيين اليوم قد دفع بكتائب من الحوثيين المدربين إلى العاصمة صنعاء على أنهم من الأمن العام والأمن المركزي بشبهة أن قوات الداخلية في صنعاء مخترقة من حزب الإصلاح وأن هؤلاء أكثر ولاءً لصالح والمؤتمر ممن هم في صنعاء
في الوقت نفسه السلالي القيادي في المؤتمر حمود عباد يحشد مجاميع مسلحة إلى العاصمة صنعاء بحجة الحفاظ على نظام صالح الذي لايفتر من إظهار شدة الإخلاص له والتحمس لمواجهة من في الساحات حفاظا على دولته
بالإضافة إلى معرفتنا بتلك الرغبة عند القيادات الحوثية في صعدة إذ كانوا يتحدثون مع الخواص أنهم لن يهدأ لهم قرار حتى يحارشوا بين آل الأحمر والإصلاح وعلي محسن من جهة وصالح والمؤتمر من جهة أخرى وحتى يروا المدرعات تتناطح في العاصمة حسب تعبير أحدهم
لقد كان شباب الصمود وقيادات الحوثي التي مع الثوار في الساحة يملكون التأثير على الكثير من قيادات الثورة ويدفعون باتجاه التصعيد والزحف فإذا بدأ الزحف رجعوا إلى خيامهم واختفت قياداتهم
وفي المقابل اللوبي الإمامي مع صالح وحزبه يدفع باتجاه فض الاعتصام واحتلال الساحة ومواجهة المظاهرات بالقوة
.............. ( وفيكم سماعون لهم )
وهذا يذكرني بالطرف الثالث في معركة الجمل الذي أفشل كل مساعي السلام التي قادتها أم المؤمنين عائشة ،إذ قام هذا اللوبي ووزع مليشياته إلى فريقين فريق مع علي وفريق مع طلحة والزبير
وتحت جنح الظلام حدد لهم ساعة الصفر وأمر الفريق الذي في صف علي بمهاجمة جيش طلحة والزبير ، والفريق الذي في صف طلحة والزبير بمهاجمة جيش علي ، فظن كل فريق أن الفريق الثاني غدر به وبدأ الحرب ونقض الصلح ، فكانت معركة الجمل الدامية التي نجح في إشعالها هذا اللوبي الخطير
إنني أكاد أجزم أن صالح حينها كان كيزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين بل كان ينتظر قدومه إلى الشام ليسمع منه ويتفاوض معه لكن ابن زياد في العراق بادر بقتل الحسين وقطع كل طرق الوصول إلى حل أو تفاهم بين الطرفين
وهذا الرأي هو ما أبديته في صنعاء عند أحد أبرز المعارضين لصالح بعد حديث طويل حول الواقعة فصوب الرأي وذكر أمثله عجيبة عاشها بنفسه
ولأن صالح حينها كان في موقف ضعف ومضطرب ولم يستطع أن يسترد أنفاسه بعد بل ويقدم التنازلات تلو التنازلات لما يرى من مصير حسني وزين العابدين وفورة الشارع العربي ولأن مجزرة كهذه لن تكون لصالحه أبداً مالم يفض الإعتصام ويحتل الساحات ويحسم الوضع لصالحة وهذا الذي كان يعتقد أنه غير قادر عليه في تلك الحقبة
لست هنا اعفي صالح من مسؤوليته فهو حينها كان رئيس البلاد وكان هو المعني بمحاسبة القتلة وانزال أشد العقوبات بهم وهو المعني بالحفاظ على صفه وجيشه وحزبه من اختراق اللوبي الإمامي الذي تحالف معه فيما بعد ، ولو كان حياً وهناك دولة لكان من الطبيعي أن يحاكم كمتهم رقم واحد
السادسة :
ولتوضيح خطورة الطرف الثالث وكيف تجري الأمور أذكركم بأشهر مختطف سياسي في اليمن الأستاذ محمد قحطان والذي كنا نتهم صالح باختطافه وإخفاء مكان اعتقاله
بينما في حقيقة الأمر لم يكن صالح قادراً على أن يسجن هرة ولايستطيع أن يحمي حتى نفسه من الإعتقال أو القتل
لكن استغل الحوثي تصريح قحطان الشهير لينتقم منه ويصفي حسابه معه ويلقي بالتهمة على صالح ويأكل الثوم بفمه
واليوم أين هو قحطان وفي سجن من ؟!
لماذا لم يُكشف عن مكان اعتقاله؟!
لماذا لم يسمح لعائلته بزيارته؟!
إن قحطان في صعدة في سجونهم السرية الخاصة ،
فرج الله عن قحطان من معتقله وفرج الله عن عقولنا من محبسها حتى تعرف الحوثي على حقيقته
السابعة :
حادثة حفر الخندق الشهيرة التي تمت تحت بيت علي عبدالله صالح فبينما صالح وحزبه وإعلامه يتهم حميد ومحسن والإصلاح اتضح أن الفاعل من صعدة وهرب إليها وتحت حماية عبدالملك شخصياً
الأخيرة :
الأهم اليوم أن ندرك أن هذا اللوبي عاد للعمل من جديد ليحيط بطارق وأحمد ومن معهم من جهة ويتغلغل في مفاصل الشرعية من جهة أخرى ومن ثم يعمل على شغلهما ببعضهما وانشغالهما عنه بصرعاتهما ، وقد بدأ بترتيب أوراقه بمايتناسب مع المرحلة ولازلنا وللأسف لم ندرك خطورة الأمر
أو نتعظ مما حدث
رحم أولئك الشباب وأخلف على أهلهم بخير وفرج عن أهل اليمن ماهم فيه وحسبنا الله ونعم الوكيل
ملاحظة : الصفحة مفتوحة على مصراعيها باب بدون بواب لمن أراد النقد أو الرد أو حتى الركض مرحبا بالجميع
وطاب صباحكم بكل خير