لا يزال غضب اليمنيين يجتاح صحيفة "واشنطن بوست"، لنشرها مقال القيادي الحوثي "محمد الحوثي"، مستذكرين ما ارتكبه من جرائم، في حين حاضر في مقالته عن السلام.
وتعليقاً على تلك المقالة، تحدث، عبدالباسط القاعدي، شقيق أحد الصحافيين المختطفين من قبل جماعة الحوثي "للعربية.نت" معتبراً "أن مقال المجرم والقاتل محمد علي الحوثي في صحيفة الواشنطن بوست، سقوط مهني مريع، أثار الكثير من علامات الاستفهام في الأوساط اليمنية".
وأضاف: "محمد الحوثي يكتب عن الشرف الذي مرغه بالتراب، ويتحدث عن الحريات الصحافية، بينما سجلت جماعته جرائم حرب وانتهاكات شتى بحق الصحافة اليمنية".
كما أسف "لإفراد مساحة في صحيفة أميركية، لشخص معاقب دولياً ومتهم بارتكاب جرائم حرب، فقط لمحاولة إلحاق الأذى بالسعودية والتحالف".
إلى ذلك، كشف القاعدي أن أخاه صلاح لا يزال مختطفاً منذ 3 سنوات، بتهمة مزاولة الصحافة، مضيفاً أن "أي صحافي متهم بنظر جماعة الحوثي حتى إعلان ولائه، لذا عمدت منذ اللحظة الأولى لاجتياح صنعاء على إفراغها من الصحافة، فكان التلفزيون اليمني الرسمي أول هدف للميليشيات التي استهدف مقاتلوها مقر التلفزيون بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، عدا الطائرات، لأنهم لم يكونوا قد استولوا عليها بعد وكان بداخله نحو 300 عامل".
تدمير المقار الإعلامية.. خطف وإخفاء قسري
واستطرد قائلاً: "قامت جماعة الحوثي باقتحام مقار كل القنوات الفضائية والإذاعات الخاصة، والصحف، واستولت على تجهيزاتها وجيرتها لخدمة مشروعها الطائفي في التحريض، وأغلقت كل مكاتب القنوات العربية والأجنبية، وحولت مناطق سيطرتها إلى بيئة طاردة للصحافة، وبالفعل غادر الصحافيون مناطق سيطرة الحوثي إلى المناطق المحررة وإلى العواصم العربية التي احتضنتهم، أما من بقي منهم فكان مصيره الخطف والإخفاء القسري".
وقال القاعدي: "لا يزال الصحافي صلاح القاعدي مختطفاً منذ 28 أغسطس/آب 2015 وتعرض لأبشع أنواع التعذيب والإخفاء القسري لأشهر، ومنعت عنه الزيارات لفترات طويلة، وهو متواجد حالياً بسجن الأمن السياسي، بالإضافة إلى 16 صحافياً آخرين في معتقلات ميليشيات الحوثي".
وأبان أن الصحافيين المختطفين يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، ويمنع عنهم الحصول على أبسط حقوقهم من الغذاء والدواء والملبس.
"لا يمكن الثقة بالحوثيين"
من جهته، قال وضاح المنصوري، شقيق صحافي آخر مخطوف من قبل الحوثيين، لـ"العربية.نت": "بعد عام تقريباً على اختطاف شقيقي الصحافي توفيق المنصوري وزملائه الثمانية من فندق بصنعاء في منتصف عام 2015م، التقيت بأحد قيادات الميليشيات الحوثية واسمه أبو حسين، وينتمي إلى محافظة عمران، عرفني عليه صديقي للتوسط بالإفراج عن أخي مقابل مبلغ مالي، وعند حديثي معه كرر أن الإعلاميين لا يمكن الثقة بهم في أي وقت ومهنتهم أسوأ مهنة".
وقال: "عندما وصلنا إلى لب الموضوع وهو الإفراج عن توفيق، راح أبو حسين يتباهى بلقاءاته المتعددة "بالمسؤول عن هذه القضية وهو رئيس اللجنة الثورية، محمد علي الحوثي".
وأضاف: "لكي يزيد من ثقتنا بكلامه، قال إنه قد حل كثيراً من هذه القضايا التي يعجز أصحابها عن حلها عند المسؤولين الصغار، ولكن معرفته الشخصية بـ "أبو أحمد" ساعد في حل العديد من الأمور".
كما كشف الوسيط، بحسب المتحدث، أن "القضايا ذات الأهمية الكبيرة -وقضية الصحافيين تدخل ضمنها - تتأخر بعض الوقت لأنه "أبوأحمد" لا يفتي فيها، بل يناقشها مع السيد في إشارة إلى - محمد الحوثي- وإن كان مزاجه "سابر" (غاضب) من الإعلاميين هذه الأيام، فستحل القضية".
وختم المنصوري حديثه، قائلاً: "هذه السنة الرابعة وشقيقي الصحافي توفيق المنصوري وزملاؤه التسعة في سجون الميليشيات الحوثية، يذوقون أصناف التعذيب الجسدي والإرهاب النفسي على يد العصابات الحوثية، التي تتلقى أوامرها من محمد علي الحوثي وعبدالملك الحوثي، ولم يلتفت لهم أحد من المنظمات الدولية أو المعنيين بحرية التعبير وحقوق الإنسان".
يذكر أن صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية كانت نشرت مقالاً لمحمد علي الحوثي قبل أيام يحاضر فيه عن السلام، ناقلة بذلك، وجهة نظر "العدو الأول للصحافة والصحافيين" في اليمن، والمسؤول المباشر عن اختطافهم وتعذيبهم في صنعاء، وتعز، وذمار، وإب، والمحافظات الأخرى، والذي بأوامره - بحسب العديد من اليمنيين المعنيين بمأساة اختطاف الصحافيين - قضت الميليشيات على حرية الصحافة في البلاد، منكلة بأي صحافي معارض لا يقدم لها الولاء.