تحتضن العاصمة السعودية الرياض هذه الأيام فعاليات استثنائية تعكس الروابط الثقافية العميقة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية، وذلك ضمن مبادرة "انسجام عالمي" التي تنظمها وزارة الإعلام السعودية بالتعاون مع الهيئة العامة للترفيه.
تأتي هذه المبادرة ضمن جهود المملكة لتعزيز التواصل الثقافي وتبادل الفنون بين الدول الشقيقة والصديقة، حيث يتجلى التراث اليمني الأصيل في قلب الرياض ليُحيي ذكرى عريقة وتاريخًا ممتدًا بين الشعبين.
لقد شهدت الليلة الأولى من المهرجان اليمني أجواءً غامرة من الفرح والحماسة، حيث أطل الفن اليمني بمختلف ألوانه على الجمهور من خلال فقرات فنية متنوعة تعكس الإرث الثقافي الغني الذي تتميز به اليمن. لم تكن هذه الأمسية مجرد عرض ثقافي عابر، بل كانت رمزًا للعلاقة العميقة التي تربط بين الشعبين على مدار عقود طويلة، علاقةٌ تتجاوز الحدود الجغرافية لتصل إلى قلوب الشعبين اللذين يتشاركان التاريخ واللغة والثقافة.
إنّ هذه المبادرة تُبرز الدور الفاعل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في تعزيز السلام والمحبة والتعاون بين الدول، وتقديم نموذج يُحتذى به في التعاون الثقافي والفني. فهي تسعى من خلال احتضان الفعاليات الثقافية الدولية والمحلية إلى إظهار الوجه الحقيقي للمملكة كحاضنة للفن والثقافة العالمية، ملتزمة بتعزيز الانفتاح ودعم التنوع. وهذه المبادرة ليست سوى واحدة من سلسلة مبادرات تتبناها المملكة في السنوات الأخيرة، ضمن رؤية السعودية 2030، التي تركز على بناء جسور التواصل وتبادل الخبرات وتعزيز القيم الثقافية والحضارية بين الشعوب.
كما أنّ هذه الفعالية تعدّ فرصة لليمنيين المقيمين في المملكة للتواصل مع تراثهم وبلدهم من خلال أجواء تراثية تتسم بالحفاوة والتقدير، مما يسهم في تعزيز الألفة والشعور بالانتماء بين أبناء الشعبين.
هذا الاحتضان الثقافي ليس مجرد فعالية فنية، بل هو بمثابة تأكيد على التزام المملكة الدائم بدعم اليمن وشعبه، وإظهار التضامن من خلال قنوات إبداعية تجمع بين الترفيه والتقدير المتبادل، وتؤكد على متانة العلاقة التي تجمع البلدين.
تظل المملكة رائدة في نشر ثقافة السلام والمحبة وتعزيز الروابط بين الشعوب، مؤمنةً بأن الثقافة والفن هما أعمق وسيلة للتعبير عن التضامن والمحبة.
بقلم. محمد مصطفى الشرعبي