النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام يؤكد أن الدولة الاتحادية ضرورة وطنية قصوى وخيار لا رجعة فيه
الأحد 27 يناير 2019 الساعة 17:44
خاص

أكد الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء السابق النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام أن الدولة الاتحادية ضرورة وطنية قصوى وخيار لا رجعة فيه.

وذكر بن دغر في مقال له أنه قبل يومين مرت الذكرى السادسة لاختتام مؤتمر الحوار الوطني، مؤكداً أنه كان يوماً بهيجاً حيث حُسمت أمور كثيرة أهمها وصول القوى الوطنية إلى صيغة مقبولة لدى الجميع لشكل ومضمون الدولة. 

وأكد أن الاتفاق كان حدثاً تاريخياً في حياتنا، وارتقاءً نوعياً في تفكيرنا السياسي الجمعي. مصحوباً بمساعدة أخوية وأممية. 

وقال "حُسم موضوع شكل الدولة الاتحادية، بإرادة وطنية ودعم عربي ودولي، وتلونت خارطة اليمن المفترضة بستة أقاليم، هي آزال وتهامة والجند وعدن وسبأ وحضرموت". 

ولفت إلى أنه تم أخذ الاعتبار في تحديد الأقاليم من حيث الجغرافيا التي يصعب القفز عليها، وحجم السكان في كل إقليم واقتصادياته. وكمثال على ذلك كونت الجغرافيا إقليم حضرموت المختلف على تسميته من أربع محافظات، وكان للسكان والاقتصاد المكثف التأثير الأكبر في تكوين إقليم الجند من محافظتين فقط.
 
وأشار بن دغر إلى أن الحوثيين هم أول من أعلن صراحة رفضهم للدولة الاتحادية من ستة أقاليم، لكن ممثليهم في اللجنة الدستورية وافقوا على مشروع الدستور الجديد الذي حظي بإجماع اللجنة الدستورية التي عقدت معظم اجتماعاتها بين صنعاء وأبو ظبي. وقادوا من موقفهم هذا معارضة مشروع الدستور الجديد، الذي ألصقوا به تهماً عديدة، لم تقنع الأغلبية من أبناء اليمن، لكنها وجدت عند البعض من يدعمها مع اختلاف الأسباب.

ونوه إلى أن الخطورة في هذه المعارضة، هو حصول بعض أطرافها على دعم إقليمي، كحصول الحوثيين على الدعم الإيراني وحزب الله اللبناني، ومن ثم في تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم لإسقاط الجمهورية، كما أن الخطورة الأخرى تبرز على مشروع الدولة الاتحادية في التحركات المناطقية التي تتجاوز الاصلاح والتغيير إلى التدمير والتشطير وما بعدهما.


وأضاف أن ما يحدث اليوم في اليمن لا يتفق ومصلحة اليمنيين، ولا ينسجم مع إرادة الأمة، لقد قلب الانقلاب الحوثي على الشرعية المسار السلمي الطبيعي لأزمة اليمن رأساً على عقب. السلالية المتعصبة والتكتيكات الخاطئة للبعض وضعتا اليمن على حافة الانهيار، ساعد على ذلك ارتفاع منسوب التعصب المناطقي الباحث عن هوية، والمآلات ستكون مدمرة أولها: إسقاط الجمهورية في صنعاء والوحدة في عدن، وآخرها الذهاب باليمن الى التشظي والتقسيم والتقزيم.

واختتم مقاله بالتأكيد على أن تقسيم اليمن لن يخدم في النهاية سوى أعداء اليمن، وأعداء الأمة المحيطين بها من كل صوب، والمتربصين بأمنها، وأن التصدي لهكذا مشاريع مرهون بقدرة الشعب اليمني على الدفاع عن وحدة أراضيه، والانتصار لنظامه السياسي الاتحادي المتفق عليه، وهويته اليمنية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، وجعل الدولة الاتحادية ضرورة وطنية قصوى وخياراً لا رجعة فيه.

متعلقات