من كُشر إلى حبيش.. إبادة الحوثي للمدنيين لا تتوقف
الميثاق نيوز- لا تتوقف مليشيا الحوثي عن ارتكاب جرائم الإبادة الممنهجة ضد اليمنيين في المناطق التي تسعى لإخضاعها تحت سيطرتها بالقوة، وأصبح العديد من المحافظات اليمنية غير المحررة تعيش في عصر المليشيات بلا منازع، وهو ما أفرز العديد من الجرائم التي تشبه ما كان يشاهده اليمنيون في أفلام “الأكشن” واقعا يعيشونه بسبب العناصر الانقلابية.
وبعد أيام من إقدام الحوثي على ارتكاب جرائم إبادة ممنهجة بحق قبائل حجور في حجة، ذهبت إلى منطقة أخرى لتنفيذ جرائمها، وعاشت قرية النقاش، إحدى مديريات حبيش بمحافظة (إب) وسط اليمن، حرب حقيقية كالتي كانوا يشاهدونا في الأفلام، بعد قام مسلحين قبليين قدموا من مديرية “خولان” التابعة لمحافظة صنعاء وبقيادة”خالد وملاطف القيري” – تابعين للمليشيا الانقلابية- بالهجوم على القرية وأطلقوا النار على منازل المواطنين وروعوا الأهالي خصوصاً الأطفال والنساء والشيوخ.
وقالت مصادر محلية في المديرية، إن المسلحين أقدموا أيضا على نهب منازل الأهالي وحرق خمسة منازل بشكل كلي، ومنازل أخرى بشكل جزئي، ونهب جنابي ثمينة وذهب النساء ووثائق أراضي (بصائر وبراهين)، وعبثوا بمحتويات المنازل، بما فيها غرف النوم، في مشهد بعيد عن أعراف وقيم المجتمع اليمني.
وتحدث المصادر عن مقاومة من قبل بعض الأهالي للمسلحين وتبادل لإطلاق النار، لتتدخل بعد ذلك قوات الأمن الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية لوقف الاشتباكات الدائرة في المديرية، واحتجاز أكثر من خمسين مسلح إلى إدارة أمن محافظة إب، وإيداعهم في السجن، غير أن تدخل مشرف الحوثيين في إب المدعوا “صالح حاجب” أثمر في الإفراج عنهم بعد ساعات.
وتعود جذور هذه الحادثة إلى مقتل أحد الأشخاص الذي يدعى رشيد “ملاطف القيري” المنتمي لقبائل خولان قتل على يد آخر من بيت الأرحبي في حبيش، إثر خلاف حول ملكية أرض في المنطقة، الأربعاء الماضي، وفق ما تقول المعلومات الوردة من سكان مديرية حبيش.
ونشر ناشطون صورا لمنازل المواطنين في حبيش، فيما أطلقوا عليها “غزوة الهضبة” في حبيش، وتظهر الصور دمارا شاملا حل في منازل وممتلكات الأهالي وخسائر المواطنين تقدر بعشرات الملايين.
وطبقا للمصادر ذاتها، فإن المسلحين القبليين التابعين لمليشيا الحوثي قتلوا عددا من الأبقار والأغنام وأحرقوا بعضها في مشهد مروع يؤكد استخفاف قبائل خولان بأبناء محافظة إب والذين يتعاملون مع أبنائها كمواطنين من الدرجة العاشرة.
كما دمر المسلحون بئر القرية والأهالي يقولون بأنهم أضحوا بلا مشروع مياه ولا بئر ينقذ حياتهم من العطش في ظل تشريد المواطنين من أبناء القرية.
ولم يكتف المسلحون القبليون باختطاف مواطنين بل نهبوا منازل الأهالي وحرقوا خمسة منازل بشكل كلي، ومنازل أخرى بشكل جزئي في مشهد مروع لم يسبق للأهالي أن عاشوه أو سمعوا به.
وعلى مدار شهرين أقدمت مليشيا الحوثي على ارتكاب جريمة إبادة جماعية ممنهجة في كشر، وتشير الحصيلة الأولية لهذه الجرائم، إلى وجود7921 حالة انتهاك ضد المدنيين، بينها 205 حالات قتل، منهم 20 طفلاً و30 امرأة.
وتنوعت جرائم القتل بين الإعدام المباشر والإعدامات الجماعية والقصف بالأسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ الباليستية على المنازل بمن فيها من النساء والأطفال، بالإضافة إلى استخدامهم دروعاً بشرية.
كذلك، قامت المليشيات بتفخيخ وتفجير وإحراق 150 منزلاً، منها 75 منزلاً دُمِّرت بالكامل بعد نهب محتويات معظم تلك المنازل، وكذا إحراق وتفجير أكثر من 35 شاحنة تستخدم لنقل المياه.
وبلغ عدد الجرحى 480 جريحاً، منهم 60 امرأة، و30 طفلاً في حين بلغ عدد المختطفين والمخفيين قسرياً 170 بعضهم اختطفوا وجراحهم تنزف دون تقديم الخدمات الإسعافية لهم.
واشتملت حالات التهجير القسري في حجور على 1650 حالة في حين بلغ عدد الأسر النازحة أكثر من 5 آلاف أسرة في الوقت الذي سيطرت فيه الميليشيات الحوثية 186 مزرعة، وقامت بإتلاف 45 مزرعة أخرى.