اليمن يكافح من أجل التعامل مع تدفق المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين
الميثاق نيوز - عدن - يستمر المهاجرون الأفارقة غير الشرعيين في التدفق على مناطق مختلفة من اليمن على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها السلطات الحكومية، والتي تواجه صعوبات في التعامل مع الهجرة الأفريقية المتزايدة.
وكانت السلطات الأمنية اليمنية قد واجهت عوائق في احتواء الأعداد الكبيرة من المهاجرين الأفارقة الذين ظلوا يتدفقون على المحافظات الجنوبية للبلاد بغض النظر عن تدابير مكافحة الهجرة غير الشرعية في البلاد.
وخلال الأشهر السابقة، قامت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) بالتعاون مع السلطات اليمنية بإعادة أكثر من 1500 مهاجر أفريقي غير شرعي إلى وطنهم عبر رحلات جوية انطلقت من مدينة عدن الساحلية الجنوبية.
ولا يزال هناك حوالي 2600 مهاجر أفريقي غير شرعي محتجزين في الاستاد الرياضي الرئيسي بالمدينة وغيرها من المستودعات المكشوفة للهواء الطلق أو في أماكن أخرى في المناطق الجنوبية المجاورة مثل لحج.
وصرح خالد صبحي، وهو ضابط أمن يمني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن مجموعات جديدة من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين ما زالت تصل إلى عدن والمدن الساحلية الأخرى في الدولة العربية الفقيرة بشكل يومي.
وقال "لقد فشلت السلطات الأمنية بقدراتها المحدودة في إيجاد حل لقضية الهجرة غير الشرعية التي تضرب اليمن خلال هذا الوضع الصعب".
ونظرًا لنقص الغذاء ومياه الشرب، قررت قوات الأمن اليمنية السماح لمئات المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين المحتجزين بالخروج من مراكز الاحتجاز للبحث عن المساعدة من المنظمات الخيرية وإطعام أنفسهم بحرية.
وقال سكان يمنيون لـ((شينخوا)) إن معظم المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين شوهدوا وهم يخرجون من مراكز احتجازهم في عدن وبدأوا في السير يائسين عبر الطريق الرئيسي المؤدي إلى محافظة الضالع الجنوبية المضطربة.
وقال أحمد أسعد، مواطن مقيم في لحج "يحاول المهاجرون التوجه إلى الضالع ثم الانتقال إلى المحافظات الشمالية الأخرى التي يسيطر عليها الحوثيون مثل إب".
ويخشى مسؤولو الحكومة اليمنية من أن الجماعات المسلحة قد تستغل المهاجرين الأفارقة وتبدأ في جذبهم لاستخدامهم في وقت لاحق لأغراض عسكرية أو عمليات إرهابية.
وقالوا إن الحل لانهاء استمرار تدفق المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين إلى اليمن الذي مزقته الحرب، يحتاج إلى تعاون من بلدان أخرى والمجتمع الدولي أيضا.
ومنذ منتصف أبريل، احتجزت السلطات في محافظات عدن وأبين ولحج المهاجرين غير الشرعيين، ومعظمهم من إثيوبيا، في مواقع احتجاز مؤقتة.
وتم احتجاز حوالي 5000 شخص في ملعبين رياضيين ومعسكر للقوات الحكومية بدون خدمات أساسية.
وفي استاد 22 مايو الرياضي بعدن، قامت المنظمة الدولية للهجرة بفحص وتسجيل 2315 مهاجرا إثيوبيا، من بينهم 150 امرأة و470 طفلاً.
وتشير احصاءات إلى أن أكثر من 36,000 مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019.
ويستخدم المئات من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يبحثون عن حياة أفضل، اليمن كنقطة عبور إلى وجهتهم النهائية، المملكة العربية السعودية أو دول الخليج الأخرى.
ويقال إن المهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الافريقي يواجهون انتهاكات من قبل المهربين وغيرهم من المجرمين، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي.
ولقي العشرات من المهاجرين غير الشرعيين من الصومال وإثيوبيا حتفهم قبالة سواحل اليمن خلال الأشهر الأخيرة.
وتدور في اليمن حرب أهلية منذ أواخر عام 2014، بين قوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين.
وتسبب الصراع اليمني طويل الأمد في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفي الوقت الحالي يحتاج حوالي 24 مليون يمني أو 80 في المائة من مجموع السكان إلى المساعدات الإنسانية والحماية، وفقاً للأمم المتحدة