بيان صادر عن المؤتمر الشعبي العام بمناسبة الذكرى الـ 57 لثورة سبتمبر العظيمة، والـ 56 لثورة أكتوبر المجيدة
شكلت ثورة 26 سبتمبر 1962 أهم منعطف في تاريخ اليمن المعاصر ومثلت أهدافها الخالدة انطلاقة مجيدة للشعب اليمني نحو العزة والحرية والكرامة والعدل والمساواة والديمقراطية والتنمية والاستقلال والسيادة الوطنية ورفض الوصاية والهيمنة الأجنبية، ومهدت لانطلاق شرارة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.
لقد كان قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ضرورة وطنية وحضارية للقضاء على الحكم الاستبدادي الكهنوتي السلالي الذي حكم اليمن لقرون وإعلان قيام النظام الجمهوري، واستعادة هوية ووحدة وحضارة اليمن الأرض والإنسان وتاريخه المجيد.
ثورة تجلت فيها إرادة وتضحيات ووحدة أبناء الشعب اليمني شمالا وجنوبا في مواجهة الظلم والظلام الأمامي الكهنوتي والدفاع عن الجمهورية معلنين بتضحيات أولئك الشجعان ودماء قوافل الشهداء من العلماء والأدباء والتجار والسياسيين والعسكريين ميلاد أمة جديدة وعهد جديد ، وفاتحة مسار وضاء للتخلص من نير وجبروت الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن.
فأبناء ردفان والضالع والصبيحة وأبين والعوالق ويافع وحضرموت والمهرة المناضلون الشرفاء اللذين هبوا للدفاع عن الثورة اليمنية 26 سبتمبر وكانوا في مقدمة صفوفها ومن صانعي نصرها، عادوا بإرادة الشجعان وعزيمة الأحرار ليدحروا المستعمر الغاصب من جنوب اليمن ويتوجوا انتصارات الشعب اليمني بثورة 14 أكتوبر المجيدة لتتلاحم وتتكامل الثورتين ضد الإمامة والاستعمار مؤكدةً واحدية الثورة اليمنية ولتكسبها زخماً وبعداً وطنياً واحداً باتجاه الانتصار للحرية، وإحياء الذات اليمنية، والاستقلال والجمهورية والوحدة والتي توجت أهدافها العظيمة في الثاني والعشرين من مايو 1990 .
لقد نجحت ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر بترسيخ النظام الجمهوري الديمقراطي ونيل الاستقلال الناجز، وبناء دعائم الوحدة وتحقيق تطلعات وآمال شعب اليمن جنوبه وشماله نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة والعيش بحرية وكرامة وإنسانية والتي مرت فيها بمنعطفات تاريخية صعبة وبالغة التعقيد، تمكن فيها الشعب اليمني الحضاري
العريق بوعيه ويقظته وفي صدارته أبناؤه أبطال القوات المسلحة والأمن من الانتصار لأهدافها ومبادئها ومجابهة كافة التحديات التي واجهت مسيرتها .
تحل علينا ذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين اليوم والشعب اليمني يواجه تحديات جسيمة من قوى وبقايا العهود الإمامية الكهنوتية ومن عناصر التفرقة والتجزئة والتشرذم، فقد تعرضت بلادنا في 21 سبتمبر 2014 لنكبة تاريخية تمثلت في اختطاف الدولة من عصابات ميليشية مسلحة في محاولة للقضاء على الجمهورية ومكتسباتها العظيمة، وارتهان اليمن لمشروع ولاية الفقيه الإيراني وتسخير مصالح اليمن الوطنية لخدمة مصالح المشروع الفارسي التوسعي وتحويل اليمن الى نقطة انطلاق لذلك المشروع، وجر اليمن إلى صراعات دموية، واستنزاف موارده أرضا وإنسانا، وإعاقة تنميته، والتفريط بسيادته الوطنية وتفتيت وحدته وإعاقة الانبثاق الجديد للجمهورية في تأسيس اليمن الاتحادي، ولكننا على ثقة تامة بأن الشعب اليمني اليوم بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أقدر من أي وقت مضى على مواجهة كل تلك التحديات والصعوبات وانجاز مهامه الوطنية التي يتطلبها حاضر اليمن وتطلعات أبنائه المستقبلية بالمزيد من اللحمة والاصطفاف الوطني والعربي لمواجهة مشاريع السلالة والتشظي وطمس الهوية اليمنية، والتصدي لداء الاستعلاء العنصري وإدعاء التفوق والتميز العرقي والوفاء لكل الدماء الطاهرة وبذل الجهود لاستعادة الأمن والاستقرار والتنمية لبلوغ الغايات المنشودة المحققة للتقدم والرقي والازدهار.
وبهذه المناسبة الوطنية العظيمة يترحم المؤتمر الشعبي العام على أرواح الشهداء اللذين سطروا بدمائهم الزكية أروع صور البطولات والتضحيات في سبيل الثورة والجمهورية، ويحيي كل المقاومين الأحرار في كل الجبهات اللذين واجهوا ويواجهون كهنوتيات الطغيان العنصري ومشاريع التشظي والظلم بكافة أشكالها وأنواعها.
ويؤكد مجددا موقفه الثابت والمعلن الرافض للانقلاب على الشرعية الدستورية ومبادئ الثورة والجمهورية ومكتسباتها، واصطفافه مع كافة القوى والمكونات السياسية مع الشرعية الدستورية ودعمه للتحالف العربي الداعم لها، إدراكاً منه أن الشرعية الدستورية المعترف بها إقليميا ودوليا المعادل الموضوعي في مواجهة الانقلاب وإن التحالف العربي الداعم لها هو الوسيلة الضرورية في مواجهة مشروع ولاية الفقيه التوسعي القائم على فكرة تصدير الثورة الخمينية.
ويجدد دعوته لقواعده وأنصاره في الداخل والخارج للالتفاف حول الشرعية الدستورية برئاسة عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام والعمل مع كافة القوى الوطنية لاستعادة الدولة، وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216 .
ويتقدم بهذه المناسبة بالشكر للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على كل الدعم الذي تقدمه للشعب اليمني في كل المجالات من أجل استعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار وعودة اليمن الى محيطه العربي .
تحيا الجمهورية، المجد والخلود للشهداء، والتحية للمقاومين في الجبهات، والحرية للأسرى، والشفاء للجرحى والمصابين
صادر عن المؤتمر الشعبي العام
تاريخ ٢٦ سبتمبر ٢٠١٩