بعد قصة حب جمعتهما ساحة التظاهرات وسط بغداد ،وقبلة رسمها العاشقان تحدت العنف وصدحت في الآفاق .. تلألأ فستان زفاف الطبيبة المسعفة، مريم أحمد، بحبات كريستال شكّلها المطر الذي أضاف لعرسها ، أجواءً ساحرةً في ساحة التحرير التي تحتضنهما منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على وقع الأغاني الوطنية.
واحتفل العروسان، مريم احمد ، واحمد الهاشمي ، قبل ساعاتٍ، بزفافهما في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، حيث طبعا قبلة بينهما تتحدى العنف، وثقت بلوحة كبيرة بين رسمات الفن المعبرة عن الثورة الشعبية القائمة وصولاً إلى أقصى نقطةٍ في جنوب العراق.
وشارك المتظاهرون من ساحة التحرير، وجسر محمد القاسم الذي يسيطرون عليه منذ مطلع الأسبوع الماضي، العروسين، مريم وهي طبيبة مسعفة شاركت في إسعاف الجرحى، والمصابين بالاختناق في أكثر الأيام عنفاً، ودمويةً منذ انطلاق المظاهرات في بغداد، مطلع أكتوبر الماضي، ، وزوجها المتظاهر أحمد، في زفافهما الذي تحديا به الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع.
واستخدم العروسان الكمامات الخضراء، تنديداً بقنابل الغاز التي عادت قوات مكافحة الشغب استخدامها، مجدداً، مع الرصاص الحي، لتفريق المتظاهرين من جسر الطريق السريع "محمد القاسم" الذي يربط مناطق شمال وجنوبي العاصمة بغداد .
واختارا العلم العراقي المزركش بالخيوط الذهبية، لتدفئة جسديهما في حفل زفافهما وسط المتظاهرين الذين لم يبخلوا في التقاط الصور التذكارية، والتهاني التي امتدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "الفيسبوك"، مرفقة بصورة تجمعهما سابقاً وهما يطبعان قبلة حب وسط العنف، والموت من أعلى مبنى المطعم التركي "جبل أحد"، قبالة قنابل الغاز، والرصاص المنطلق من قوات مكافحة الشعب الملازمة لبوابة المنطقة الخضراء ومساحتها من منتصف الجسر الجمهوري، وسط العاصمة وفق سيدي.
وشهدت ساحة التحرير، والاعتصامات في محافظات الوسط، والجنوب، زفاف العديد من المتظاهرين، الذين يهدفون منها إلى تمسكهم باحتجاجاتهم، وبقائهم حتى تلبية المطالب، والتغلب على العنف الذي أزهق أرواح المئات منهم، وأصاب عشرات الآلاف.