كلمة نارية للرئيس العليمي في قمة الدوحة
الاثنين 15 سبتمبر 2025 الساعة 17:40
الميثاق نيوز، متابعة خاصة

ألقى فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، كلمة أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة، دعا فيها إلى "مقاربة شاملة ومترابطة" للتعامل مع التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه الأمة العربية والإسلامية،  مشيرا الى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على الأراضي القطرية “يؤكد أن الأمن العربي والإسلامي كل لا يتجزأ”.

وفي خطابه أمام قادة الدول العربية والإسلامية، قال العليمي إن “استمرار الإبادة الجماعية في غزة دون محاسبة، وغياب الردع ضد الاعتداءات الإسرائيلية، هو ما مهّد لتجرؤ الاحتلال على مهاجمة دولة قطر”، مضيفاً أن “السياسات التوسعية الإسرائيلية لا يمكن كبحها إلا بتدابير جماعية ذات أثر ملموس وتراكمي”.

وأشار الرئيس العليمي إلى أن اليمن “لا يزال يعاني من استهداف إسرائيلي لمقدراته المدنية رداً على هجمات الحوثيين العابرة للحدود”، واصفاً ما يحدث في بلاده بأنه “تحول إلى ساحة حرب بالوكالة”، داعياً إلى “دعم الدولة الوطنية وردع الجهات التي تقوّضها”.

وحدد فخامة الرئيس ثلاثة محاور أساسية للعمل العربي والإسلامي المشترك تتمثل في " التمسك بالحل العادل للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، ودعم مؤسسات الدول الوطنية  سياسياً واقتصادياً وأمنياً ومكافحة الجماعات الإرهابية، وردع “الدول المارقة” ذات المشاريع التوسعية  وفي مقدمتها إسرائيل  وتعزيز التكامل الإقليمي.

كما أثنى على دور التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في دعم اليمن، وشكر قطر ومصر والولايات المتحدة على جهود الوساطة لإعادة إعمار غزة، مرحّباً بالقرار الأممي الداعم لحل الدولتين، ومؤكداً ضرورة “ترجمته إلى إجراءات دائمة وغير قابلة للتراجع”.

وأضاف: “ضمان سيادة الدول المستقرة يتطلب تحركاً جماعياً لمساعدة الدول الهشة مثل اليمن”، مشيراً إلى تقديره لقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي بدراسة إنشاء صندوق لإعمار اليمن.

واختتم كلمته بالدعاء “بالتوفيق لهذه القمة الاستثنائية لما فيه وحدة الأمة وعزة شعوبها في مواجهة التهديدات كافة”.

 

فيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة،،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
اصحاب المعالي، والسعادة،،
تقف امتنا العربية والإسلامية امام لحظة فارقة، عقب ما تعرضت له دولة قطر الشقيقة من عدوان إسرائيلي مدان، تجاوز كافة الخطوط الحمراء، وانتهك جميع القوانين، والأعراف الدولية.
ان هذا الاعتداء الغادر يؤكد للجميع أن الامن العربي والإسلامي كلٌ لا يتجزأ، وان نجاح مبادرات السلام مشروط بالقدرة على تعديل موازين القوى.

وان سياسات التوسع الإسرائيلية، واوهام الهيمنة الإقليمية، لا يمكن كبحها اليوم الا من خلال تدابير جماعية ذات اثر ملموس، وتراكمي.

أصحاب الجلالة و الفخامة والسمو،،
ان استمرار الإبادة الجماعية في غزة دون أي محاسبة، ومواصلة الاعتداءات على دول المنطقة، دون رادع، كل ذلك قاد بالمحصلة الى تجرؤ الاحتلال الإسرائيلي على مهاجمة دولة قطر.

وفي بلادي، يواصل كيان الاحتلال تدمير مقدرات الشعب اليمني، واستهداف الأصول المدنية ردا على الهجمات العبثية العابرة للحدود، التي تشنها المليشيات الحوثية الإرهابية، والتي أدت الى عسكرة البحر الأحمر، وتحويل اليمن الى ساحة حرب بالوكالة عن داعميها.

ان ما نواجهه اليوم من تحديات جيوسياسية، يثبت بان الدول التوسعية في المنطقة، والجماعات الإرهابية المسلحة، وجهان لعملة واحدة.

كلاهما يوفر الذرائع لتمدد الاخر، وكلاهما يسعيان الى تقويض الدولة الوطنية، وتأجيج الصراع الاقليمي.
لذا فإننا اليوم مطالبون بتبني مقاربة اشمل للعمل العربي والإسلامي المشترك.. مقاربة تقوم على ثلاثة محاور متكاملة:
أولا الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية استنادا الى قرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية للسلام.
وثانيا دعم مؤسسات دولنا الوطنية سياسيا، واقتصاديا، وامنيا، والعمل الجماعي لمكافحة الجماعات الإرهابية المسلحة.

وثالثا ردع الدول المارقة ذات المشاريع التوسعية في المنطقة، وفي مقدمتها إسرائيل، وتعزيز التكامل العربي، والإسلامي المشترك.

أصحاب الجلالة و الفخامة والسمو،،
ان ضمان السيادة الوطنية للدول المستقرة، وتسريع الخطى نحو دولة فلسطينية مستقلة؛ يقتضي بالضرورة تحركا جماعيا لمساعدة الدول الهشة.

وفي هذا السياق، فإننا نجدد الشكر لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات المتحدة، الذي كان مثالاً للتضامن العربي في ردع التهديدات الأجنبية.

كما نشيد ببيان مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي ساند إجراءات الإصلاح الاقتصادي، والمؤسسي، و اكد دعمه لأمن بلدنا ووحدته واستقراره، ونثمّن أيضا قرار المجلس الاقتصادي، والاجتماعي العربي ببحث إنشاء صندوق لإعمار اليمن.

أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو،،
برغم ما تواجهه القضية الفلسطينية من تهديدات وجودية، فقد نجحت الدبلوماسية العربية بقيادة المملكة العربية السعودية في انجاز تحول سياسي مهم نحو الاعتراف العالمي بدولة فلسطين.

وعلى هذا الصعيد تجدد الجمهورية اليمنية، ترحيبها بالقرار التاريخي للجمعية العامة للأمم المتحدة الداعم لحل الدولتين وما بذله الاشقاء والأصدقاء بقيادة المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، ونتطلع الى ان يترجم هذا القرار الى إجراءات مزمنة لا رجعة فيها في المستقبل القريب.

كما تجدد الجمهورية اليمنية دعمها الكامل لجهود الوساطة القطرية المصرية الاميركية، والمبادرة العربية لإعادة اعمار غزة، والتي تضمن معالجة اثار الدمار، وفي الوقت نفسه افشال سيناريو التهجير.

وأخيرا كل التوفيق لهذه القمة الاستثنائية في ضيافة دولة قطر الشقيقة، لما فيه وحدة امتنا، وعزة شعوبنا، ومنعتها في مواجهة التهديدات والتحديات كافة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

متعلقات