حثت ست دول عربية مجلس الأمن الدولي على بذل "أقصى الجهود" لإقناع المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن بالسماح للأمم المتحدة بتفقد ناقلة راسية في البحر الأحمر وعلى متنها أكثر من مليون برميل من النفط. وذلك لمنع حدوث "أضرار بيئية واسعة النطاق، وكارثة إنسانية، إضافة لتعطيل التجارة البحرية".
وحذرت ـ في رسالة إلى المجلس تم تداولها الجمعة- من أنه في حالة حدوث انفجار أو تسرب "فإن احتمال تسرب 181 مليون لتر من النفط في البحر الأحمر سيكون أسوأ أربع مرات من الكارثة النفطية لشركة إكسون فالديز إكسون التي وقعت في ألاسكا عام 1989".
ومنذ مارس 2015، أي عندما سقطت المنطقة تحت سيطرة الحوثيين، لم يتم استخدام الناقلة "صافر"، التي بقيت راسية هناك في عرض البحر، حيث كانت تعمل كمحطة صغيرة لتخزين وتفريغ النفط من حقول النفط الداخلية في اليمن. وهناك مخاوف جدية من تدهور حال جسـم الناقلة بشكل ملحوظ.
وترسو الناقلة شمال ميناء الحديدة الرئيسي في اليمن التي يدخل عبرها حوالي 70٪ من الواردات التجارية والإنسانية للبلاد.
وقال سفراء كل من جيبوتي ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية والسودان واليمن، لدى الأمم المتحدة، في رسالتهم إن أي انفجار أو تسرب من السفينة "صافر" ستسبب بغلق ميناء الحديدة لعدة أشهر.
وأكدوا أن الأمر سيوقف الواردات الحيوية "وقد يرفع أسعار الوقود بنسبة 800 في المائة ويضاعف أسعار السلع والمواد الغذائية، مما سيؤدي إلى المزيد من التحديات الاقتصادية لشعب اليمن".
وقالت الدول الست، إن التسرب أو الانفجار سيؤثر أيضا على 1.7 مليون شخص يعملون في صناعة صيد الأسماك وعائلاتهم.
ونقلت وكالة "اسوشيتد برس"، عن خبراء قولهم، إنه في حالة نشوب حريق كبير، ستؤثر الغازات السامة على 3 ملايين شخص في الحديدة، ويمكن حدوث تسمم لطبقات المياه الجوفية، كذلك سيتم تغطية حوالي 40 في المائة من الأراضي الزراعية المزروعة في اليمن بالغيوم السوداء، مما سيؤدي إلى القضاء على الحبوب والفواكه والخضروات.
وقال السفراء إن محاولات متعددة للحصول على تقييم من الأمم المتحدة لحالة السفينة صافر باءت بالفشل، حيث كان آخرها في سبتمبر الماضي.
وتعد عملية السيطرة على النفط الموجود داخل السفينة، وعائدات بيعه، إحدى القضايا الشائكة المتعلقة بحل المصير الأوسع للناقلة.
والشهر الماضي، دعا مجلس الأمن الأمم المتحدة إلى تمكين الوصول إلى منطقة تواجد السفينة "صافر" دون تأخير، قائلاً إن الناقلة باتت تهدد بـ"مخاطر بيئية".