توعّدت السعودية متمردي اليمن بتدمير قدراتهم الصاروخية بعدما اعترضت صاروخين في سماء الرياض ومدينة حدودية قبيل منتصف الليل، في هجوم وقع في وقت تركّز المملكة جهودها على مكافحة فيروس كورونا المستجد.
وبعد نحو 15 ساعة من الضربة، تبنى المتمردون مهاجمة المملكة، متوعدين بدورهم السعودية بـ"عمليات موجعة". وقالوا في بيان نشرته قناة "المسيرة" المتحدثة باسمهم "نفذنا أكبر عملية عسكرية نوعية في بداية العام السادس استهدفت عمق العدو السعودي"، في إشارة إلى دخول عمليات السعودية في اليمن عامها السادس في الـ 26 مارس-آذار.
وأضاف البيان "تم قصف أهداف حساسة في الرياض بصواريخ ذوالفقار وعدد من طائرات صماد 3" المسيّرة، مهدّدين "النظام السعودي بعمليات موجعة ومؤلمة إذا استمر في عدوانه وحصاره".
وهذا أول هجوم من نوعه تتعرّض له السعودية منذ أن أعلن المتمردون تعليق ضرباتهم ضد المملكة قبل نحو ستة أشهر بعدما تبنوا هجوما غير مسبوق على منشآت لشركة أرامكو النفطية في سبتمبر-أيلول الماضي.
وقال العقيد الركن طيار تركي المالكي المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن دعما للحكومة منذ 2015 إن "قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت ودمرت عند الساعة الـ 23.23 بالتوقيت السعودي من مساء السبت الـ 28 مارس-آذار صاروخين بالستيين أطلقتهما المليشيا الحوثية الإرهابية من صنعاء وصعدة باتجاه الأعيان المدنية والمدنيين بالمملكة".
وأضاف حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الحكومية إن "الصاروخين البالستيين تم إطلاقهما باتجاه مدينة الرياض ومدينة جيزان، ولا توجد خسائر بالأرواح".
واعتبر المالكي ان الهجوم الصاروخي "تصعيد" من قبل المتمردين، متعهدا بالعمل على "تدمير" القدرات الصاروخية البالستية للحوثيين. وقال إن "هذا الاعتداء الهمجي لا يستهدف المملكة العربية السعودية ومواطنيها والمقيمين على أراضيها بل يستهدف وحدة العالم وتضامنه خاصة في هذه الظروف الصعبة والعصيبة والتي يتوحد فيها العالم أجمع لمحاربة تفشي الوباء العالمي كورونا".
وسمع دوي ثلاثة انفجارات في وقت كانت شوارع الرياض ومدن المملكة الأخرى خالية من السكان في ظل حظر تجوال تفرضه السلطات لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد الذي تسبب بوفاة أربعة أشخاص في السعودية وإصابة أكثر من ألف.
إلا أن شظايا الصاروخ في سماء الرياض تساقطت على حي سكني، بحسب الدفاع المدني، ما أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح طفيفة.
وقال موفد الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الأحد "اعبر عن استنكاري وخيبة أملي حيال هذه الأعمال فيما يطالب الشعب اليمني بالسلام أكثر من أي وقت مضى".
جاء الهجوم في وقت أبدت أطراف النزاع دعمها لدعوة أطلقتها الامم المتحدة للتوصل إلى هدنة تسمح بالتركيز على محاربة الفيروس. كما انه وقع بعد يومين من الذكرى الخامسة لبدء عمليات التحالف في اليمن دعما للحكومة وفي مواجهة المتمردين.
ويشهد اليمن نزاعا مسلّحا على السلطة منذ 2014 حين سيطر المتمردون الحوثيون على صنعاء وانطلقوا نحو مناطق أخرى، قبل أن يتصاعد مع تدخل السعودية على رأس التحالف دعما للحكومة لوقف زحف الحوثيين المدعومين من إيران.
وقتل في البلد الفقير منذ بدء عمليات التحالف آلاف المدنيين، فيما انهار قطاعه الصحي، وسط معاناة من نقص حاد في الأدوية، ومن انتشار أمراض كالكوليرا الذي تسبّب بوفاة المئات، في وقت يعيش ملايين السكان على حافة المجاعة. ويعيش أكثر من 3.3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض بفعل شح المياه النظيفة.
ولم تُسجّل في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أي إصابة بعد بكوفيد-19 وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لكن هناك خشية كبرى من أن يتسبّب الوباء حال بلوغه أفقر دول شبه الجزيرة العربية بكارثة بشرية.
والاثنين، وجّه الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش دعوة الى "وقف فوري لاطلاق النار في جميع انحاء العالم بهدف حماية من "يواجهون خطر التعرض لخسائر مدمرة بسبب كوفيد-19".
وقالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف والمتمردون انّهم يؤيدون الدعوة بعد أسابيع من المعارك المحتدمة في أعقاب فترة من الهدوء، قبل أن يدعو ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن مارتن غريفيث الأطراف المتحاربة الخميس لاجتماع عاجل للاتفاق على هدنة.
والأحد، دانت الحكومة المعترف بها العملية التي نفّذها المتمردون والتي وقعت في مرحلة من التصعيد العسكري في شمال اليمن. وكتب وزير الاعلام معمر الأرباني في حسابه بتويتر "نستنكر وندين بشدة الاستهداف الارهابي الفاشل الذي نفذه مرتزقة ايران والذي يؤكد استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية للمليشيا الحوثية واصرارها العمل كأداة ايرانية تخريبية".