شدد تطبيق واتساب، الذي تملكه شركة فيسبوك، قيوده مجددا على خاصية إعادة توجيه الرسائل التي يتيحها لمستخدميه، ليقيدهم بإعادة توجيه رسالة واحدة فقط في كل محادثة، وذلك بعد قفزة في رسائل تحوي نصائح طبية وهمية منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد.
فالجائحة، التي حصدت حتى الآن أرواح ما يربو على 70 ألف شخص حول العالم، صاحبتها ظاهرة أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية اسم “وباء المعلومات” المضللة، ما دفع الحكومات وغيرها من السلطات لأن تطالب شركات التواصل الاجتماعي باتخاذ مزيد من الإجراءات لمواجهة المشكلة.
وفي تدوينة نشرتها أمس الثلاثاء، قالت واتساب، التي يستخدم تطبيقها أكثر من ملياري شخص حول العالم، إنها نفذت التغيير الجديد بعد أن رصدت “زيادة كبيرة” في أعداد الرسائل التي يعاد توجيهها منذ بداية كورونا: “نعتقد أن من المهم لإبطاء انتشار هذه الرسائل أن نحافظ على واتساب كمكان للمحادثات الخاصة”.
كما أوضح متحدث باسم الشركة أن القيد الجديد سيظل سارياً إلى أجل غير مسمى.
فرض قيود تدريجياً
ومنذ عام 2018، يفرض التطبيق بشكل تدريجي قيوداً على خاصية إعادة توجيه الرسائل التي يقدمها، بعد أن أثارت شائعات على منصتها في الهند موجة من الشجار الجماعي وأدت إلى وقوع وفيات.
والعام الماضي، كان بإمكان المستخدمين أن يعيدوا توجيه الرسالة إلى خمسة أفراد أو مجموعات في المرة الواحدة، بعد أن كانت مقيدة في السابق بإعادة الإرسال 20 مرة. وكان يضع أيضاً أي رسالة تتجاوز إعادة توجيهها حد الخمس مرات ضمن رسائل مصنفة.
إلى ذلك استجابت فيسبوك وتويتر للتعامل مع طوفان المعلومات الطبية غير الدقيقة التي يجري نشرها في الآونة الأخيرة، لتمنع المنصتان مستخدميهما من نشر أي معلومات مضللة حول الفيروس، بما في ذلك منشورات نفي التوجيهات التي يقدمها الخبراء وتشجع على اللجوء إلى علاجات مزيفة.
إلا أن تخفيف المحتوى مباشرة أمر غير ممكن في واتساب. إذ يحمي التشفير من طرف إلى طرف المحادثات، ما يمنع الجميع بما فيهم التطبيق نفسه من الاطلاع على المحتوى المتبادل بين المستخدمين.
وبالتالي سيسمح ذلك لمجموعات تضم المئات بأن يتشاركوا النصوص والصور ومقاطع الفيديو دون أي طريقة يمكن من خلالها تتبع مصدر تلك الرسائل أو الوصول إليها بشكل كامل.
كما ذكرت واتساب في مدونته أن القيود التي جرى فرضها في السابق على الرسائل التي يعاد توجيهها أدت إلى انخفاض في انتشار تلك الرسائل المزيفة بنسبة 25%.
ويشجع التطبيق المستخدمين على التوجه إلى منظمات تدقق الحقائق لإبلاغها عن المحتوى المشبوه، كما منح منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الوطنية حسابات آلية على الخدمة تمكنها من نشر معلومات موثوقة حول الفيروس الجديد.