«دعوات المرضى وفرحتهم بعد الشفاء كنزٌ كبير لنا»، تلك الكلمات لخص بها الطبيب محمد شعراوي تجربته داخل عزل كورونا؛ فطوال ساعات عمله في مواجهة حامية مع فيروس كورونا المستجد؛ حيث سيتعامل مع مُصابي الوباء العالمي، سيكون مسئولاً عن الحالات الأكثر خطورة.
وشرح الشعراوي تفاصيل تجربته داخل العزل منذ اختياره، بقوله إنه تلقى مكالمة هاتفية مدتها دقائق معدودة، تلقاها أخصائي الرعاية المركزة بمستشفى كفر الشيخ الجامعي، خريج كلية الطب جامعة الإسكندرية عام 2014، خلال وجوده في عمله يخبره أحد زملائه أنه وقع عليه الاختيار للانضمام لفريق العمل الذي سيتوجه للمستشفى بعد ساعات قليلة؛ فلم يتردد لحظة في الموافقة: «جالي مكالمة وأنا في الشغل بلغوني إني هروح بلطيم بعد ساعات، ولازم أجهز نفسي، مقدرتش أرفض النداء، اعتبرته وكأنه استدعاء في الجيش، أنا التحقت بالقوات المسلحة وعارف يعني إيه نداء الوطن، وافقت وبدأت أجهز نفسي علشان أتوجه مع زملائي للمستشفى».
رها في محافظات تانية وجاية مكان مش بإرادتها، كانوا حاسين بالوحدة لكن حاولنا نهديهم ونطمنهم؛ لأن دا جزء كبير من رحلة العلاج، كنا بنديهم الأمل في الشفاء وهما كانوا بيدعمونا بدعواتهم، وأصعب المواقف اللي كانت بتمر علينا كطاقم طبي، هو وفاة حالات بين إيدينا، كنا نشعر أنهم أهالينا، بنستعد كلنا لصلاة الجنازة عليهم، وأحياناً كنا نبكي، بس كان عندنا أمل كبير في الشفاء».
ويتحدث عن أفضل موقف شهده بالعزل بقوله: «لما تعافى 3 حالات، وقتها كنا فرحانين ومتسلحين بدعوات المرضى، شعور جميل إنك قدرت تنقذ أرواح، بتمنى الوباء دا ينتهي ومصر ترجع أفضل بكتير».