بعد تسجيل السويد عددا ضخما من الإصابات بفيروس كورونا المستجد وصل إلى 40803 حالات إصابة و4542 حالة وفاة من مجموع السكان البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، كان على السويد إعادة النظر في قرارها المثير للجدل الذي خالفت به العالم.
ففي الوقت الذي فرضت فيه الدنمارك والنرويج وفنلندا تدابير إغلاق فورية وسجلت معدلات وفاة أقل بكثير، اتبعت السويد نهج التدرج في اتخاذ الخطوات المواجهة لكورونا مخالفة بذلك الدول التي بدأت في العودة إلى حياتها الطبيعية الآن.
يؤكد «أندرس تيجنيل» طبيب الأوبئة السويدي الذي وضع استراتيجية مواجهة فيروس كورونا في البلاد وفقًا للبي بي سي: "كان ينبغي بذل المزيد من الجهد في وقت مبكر.. لو كنا نعرف ما نعرفه الآن عن الفيروس لما خالفنا الدول الأخرى".
فقد سجلت السويد أعلى معدل وفيات مقارنة بالدول المحيطة بها، يقول تيجنيل: "علمنا خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية أن هذا المرض انتشر بقوة من داخل دور رعاية المسنين التي عجزت عن السيطرة على المرض، كما أن لديه قدرة عالية جدا على البدء في الانتشار من جديد".
كانت السويد قد اتخذت عددًا من الإجراءات الصارمة في البداية تضمنت (منع الزيارات إلى دور رعاية المسنين - التباعد الاجتماعي التطوعي - وحظر تجمع أكثر من 50 شخصا).
لكن ظلت حدود السويد مقتوحة على الرغم من حظر السفر غير الضروري بموجب الإرشادات الوطنية، لكنها سمحت فقط برحلات تصل إلى ساعتين لرؤية الأقارب أو الأصدقاء المقربين طالما أنها لا تنطوي على زيارة متاجر محلية أو الاختلاط بآخرين.
ووفقًا لوسائل إعلام سويدية تعرض تيجنيل وأسرته لتهديدات كثيرة عبر رسائل البريد، وقد صرحت «أنيكا ليندي» عالمة الأوبئة الحكومية السابقة أن السويد "أخطأت في تدابير الاستجابة التدريجية في السيطرة على الوباء".