مجلة دولية..كورونا يفترس اليمن..والحوثيون يحاصرون جثث الموتى
الاثنين 8 يونيو 2020 الساعة 22:45
مجلة "الإيكونوميست" البريطانية

"إما أن السلطات في اليمن لا تملك القدرة على إجراء اختبارات للمصابين المحتملين بفيروس كورونا أو أنها لا تريد ذلك". هكذا بدأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، تقريرها، والذي حذرت فيه من انتشار الوباء بشتى البلاد دون أن يلاحظه أحد.

ومما لاحظته "الإيكونوميست" أن السلطات في اليمن لا تلقي مؤتمرات صحافية يومية عن كورونا، ولا توجد خرائط أو بيانات عن الوباء المتفشي، فبالكاد تملك البلاد اختبارات لفحص الفيروس. لكن هناك إصابات مؤكدة، فالفيروس ينتشر بصمت في أفقر بلد بالعالم العربي.

تشير المجلة أنه يمكن الحصول على لمحة عن مدى انتشار كورونا من روايات الأطباء ومقتطفات مما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وتقول وكالات الإغاثة في إحدى المدن، إن حفاري القبور يعملون لساعات إضافية لمواكبة دفن الموتى، معظمهم من الرجال في منتصف العمر. وفي مدن يسيطر عليها الحوثيون يتم تهديد الأطباء الذين يتحدثون عن الوباء بالاعتقال أو ما هو أسوأ.

تقول المجلة، إنه إذا ما احتكمنا إلى الأرقام الرسمية المُعلنة، فإن اليمن آمنة أو تم إنقاذها من الوباء. وبلغت عدد الإصابات المُعلنة ما يقرب من 500 والوفيات 100 وفاة تقريبا، لكن لا أحد يصدق هذه الأرقام فقد انهار نظام الرعاية الصحي الذي دمرته سنوات الحرب، لذلك تفتقر السلطات القدرة على تتبع تفشي الوباء في أجزاء البلاد جميعها أو أن المسؤولين لا يريدون ذلك.

فاليمن لم تكن مستعدة بشكل فردي للوباء، فحتى الآن بعد شحنات الإمدادات الإضافية لديها فقط 675 سريراً للعناية المركزة و309 أجهزة تهوية، بحسب الأمم المتحدة. 

يدعي الحوثيون، الذين يسيطرون على شمال اليمن، أن الوضع أفضل بكثير في مناطق سيطرتهم. حيث أبلغوا عن أول حالة في 5 مايو، ربما بعد شهرين من وصول الفيروس إلى اليمن. وفي نهاية مايو، زعموا بشكل سخيف أن أربع إصابات في صنعاء (واحدة توفت) ولا توجد إصابات في المحافظات النائية. كانت هناك عمليات إغلاق بسيطة لكن الحوثيين رفضوا فرض إغلاق كامل. بيد أن الأطباء والصحفيين يسكتون خوفاً من انتقام مليشيات الحوثي، بحسب المجلة.

وتقول المجلة إنه برغم التهديدات والقمع الحوثي، يواصل اليمنيون على وسائل التواصل الاجتماعي نشر "قصص الموت"، عن العشرات ممن لم تتمكن بعض العائلات من دفن أقاربهم، وحوصرت جثثهم في المشارح من قبل الحوثيين. في غضون ذلك سحبت الأمم المتحدة حوالى نصف موظفيها الأجانب من صنعاء.

وعرضت وكالات الإغاثة المساعدة، حيث تقوم منظمة الصحة العالمية ومجموعات أخرى بشحن المئات من أجهزة التهوية وآلاف الاختبارات وأدوات أخرى. لكن تمويلها أصبح ضئيلاً، ففي وقت سابق من هذا العام، خفضت أمريكا 73 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لليمن، مشيرة (بدقة كافية) إلى أن الحوثيين يستفيدون منها. واضطرت بعض الوكالات إلى تقليص الخدمات. 

وخفض برنامج الغذاء العالمي حصص الإعاشة إلى النصف التي يوفرها لـ8.5 مليون شخص في مناطق سيطرة الحوثيين. لكنها توقفت عن دفع مرتبات للأطباء والممرضات، وكثير منهم لم يتلقوا رواتب حكومية لسنوات. وكان مؤتمر المانحين بقيادة السعودية في الثاني من يونيو، يهدف إلى جمع الأموال من أجل استجابة وحقق 1.4 مليار دولار، وهو أقل بكثير من هدفه البالغ 2.4 مليار دولار.

تختتم المجلة البريطانية بالقول: يكافح اليمنيون في جميع أنحاء البلاد من أجل شراء معدات واقية. فأقنعة الوجه التي يمكن التخلص منها، إذا تم استبدالها يومياً، ستأكل حوالى نصف الدخل الشهري لعائلة متوسطة من أربعة أفراد.. فلا يمكن لسكان صنعاء الحصول على المطهر اليدوي والضروريات الأخرى.

متعلقات