أظهر عقار جديد يستهدف قدرة الخلايا السرطانية على إصلاح الحمض النووي الخاص بها نتائج مشجعة في أول تجربة على المرضى.
وفي دراسة بريطانية تهدف إلى تقييم سلامة الدواء، وجد الباحثون أن السرطان يتوقف عن النمو لدى نصف المرضى الذين تلقوا عقار بيرزوسرتيب، الذي ينتمي إلى فئة جديدة من الأدوية المعروفة باسم مثبطات ATR، وتعمل مثبطات
ATR عن طريق منع وظيفة بروتين يحمل نفس الاسم، ويساعد الخلايا السرطانية على إصلاح الحمض النووي التالف الخاص بها.
وقال الباحثون إن من غير المعتاد رؤية استجابة سريرية في مراحل مبكرة من التجربة، ووجد الفريق أيضاً أن الأورام السرطانية اختفت تماماً لدى اثنين من المرضى.
وقال مؤلف الدراسة الأستاذ يوهان دي بونو، رئيس تطوير الأدوية في معهد أبحاث السرطان في لندن، ومؤسسة رويال مارسدن إن إتش إس ترست “تجربتنا السريرية الجديدة هي الأولى التي تختبر سلامة عائلة جديدة من العقارات المستهدفة للسرطان، ومن المشجع رؤية بعض الاستجابة السريرية حتى في هذه المرحلة المبكرة من التجربة”.
وفي حين يعتقد أن تلف الحمض النووي في الخلايا هو السبب الرئيسي للسرطان، فإن إيجاد طرق لمنع الخلايا السرطانية من إصلاح الحمض النووي يمكن أن يوقف انتشار المرض.
وفي المرحلة الأولى من التجربة، أعطى العلماء في معهد أبحاث السرطان في لندن عقار بيرزوسيرتيب لـ 40 مريضاً يعانون من أورام سرطانية متقدمة، إما بمفرده أو مع العلاج الكيماوي.
وكان الباحثون قادرين على تحديد الجرعات الآمنة لاستخدامها في المزيد من التجارب السريرية، واكتشفوا أن بيرزوسيرتيب وحده تسبب في آثار جانبية خفيفة. ووجد العلماء أيضاً أن بيرزوسرتيب أوقف نمو الأورام في نصف المرضى الذين حصلوا على الدواء.
وقال الباحثون إن فائدة الدواء كانت أكثر وضوحاً لدى المرضى الذين تلقوا أيضاً العلاج الكيميائي، حيث شهد 15 من أصل 21 مريضاً استقراراً لحالتهم المرضية.
ومن بين المرضى الذين تم اختبار العقار عليهم مريض يعاني من مرحلة متقدمة من سرطان الأمعاء، وشفي بشكل كامل من المرض الخبيث بعد نحو عامين من تلقي العلاج، فيما شهدت مريضة أخرى تعاني من سرطان المبيض تقلص أورامها السرطانية بعد الحصول على العقار، بحسب صحيفة ميرور البريطانية.