في ذكرى تأسيسه الـ38.. سياسيون: المؤتمر “شعبٌ في حزب”
الجمعة 21 أغسطس 2020 الساعة 19:46
وكالة خبر

تأسس حزب المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس/ آب 1982م، واعتمد الحزب في بنائه على أيديولوجية ثورة 1962 التي اتسمت بالتنوع الثوري ضد نظام الكهنوت الإمامي، ويصنَّف ضمن تيار الوحدوية القومية، واعتباره الوحدة الوطنية ركناً وأساساً للوحدة العربية والتنمية والتسامح والوسطية.

يتبنى ميثاقه الإسلام الوسطي، وقد حدد لنفسه جملة من المبادئ منها أنه “لا حرية بدون ديمقراطية، ولا ديمقراطية بدون حماية، ولا حماية بدون تطبيق سلطة القانون”.

ويشكل المؤتمر خليطاً من الأفكار والإيديولوجيات التي تستمد روحها من المجتمع اليمني وتركيبته الدينية والقومية والقبلية، بعيداً عن أي استنساخ في الفكر والرؤى والنهج كباقي الأحزاب اليمنية أو العربية أيضاً.


 
ولذلك يُصنَّف المؤتمر الشعبي العام أيضاً بأنه تنظيم وسطي، بخلاف الأحزاب الإيديولوجية الأخرى، حيث لم تكن نشأته استجابة لإيديولوجيات وأفكار وافدة من خارج الواقع اليمني، مما دفع أحزاب المعارضة وبإيعاز دولي وعالمي إلى حياكة مؤامرات ضده ومحاولة تفكيك تركيبته التي شكل تلاحمها خطراً بالنسبة لبقية الأحزاب والمكونات التي يرتبط بقاؤها وديمومتها على مدى دعمها خارجياً، وهو ما يتم وفقا لتنفيذها أجندات ومشاريع الممولين التي غالبا ما يسودها التطرف والإرهاب.

المؤتمر والميثاق

سياسيون ومراقبون أكدوا لوكالة “خبر”، أن الزعيم المؤسس الرئيس اليمني الشهيد علي عبدالله صالح -رحمه الله- سعى من خلال تأسيسه حزب المؤتمر الشعبي، إلى توفير حاضنة سياسية وسطية تضمن احتواء مختلف المكونات اليمنية في ظل مرحلة صعبة تشهد استقطابات خارجية عربية وعالمية، فنجح بتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، و”ميثاقه الوطني” الذي عمل على إعداده وصياغته نخبة من السياسيين والعلماء والقيادات العسكرية والاكاديميين ليصبح ميثاق شرف للتنظيم ومنهاجاً لبناء دولة مدنية عادلة. وتم التوقيع عليها من قبل ممثلي التنظيم من مختلف مناطق اليمن الشمالي- آنذاك.

حياة أفضل

ولعل ما عزز بين الفرد اليمني والانتماء للحزب هو “ميثاقه الوطني” الذي “استمد روافده ومضامينه من “تاريخ وتراث شعبنا وواقعه ومصالحه وطموحاته، ومن انتمائه الديني والوطني، والقومي وعقيدته الراسخة ليصبح دليلاً نظرياً يجمع بين الأصالة والمعاصرة في توزان دقيق لا يخل بضرورة التمسك بالهوية اليمنية والعربية والإسلامية”. كما انه “لا يلغي حقنا في الأخذ بالمشروع من أسباب الحضارة والمدنية، بما يكفل لنا تحقيق التقدم والرقي والتطور وصولاً إلى حياة أفضل، ومستقبل زاهر للشعب وكان لا بد لمثل هذا الميثاق من التأكيد والتوكيد على مبادئ وأهداف ثورتنا.. والاستهداء بحصيلة تجاربنا الوطنية، بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الآخرين فيأتي متكاملاً، ويكون شاملاً قدر الإمكان..”.

هكذا عرَّف الزعيم المؤسس للحزب الشهيد علي عبدالله صالح -رحمه الله- الميثاق الوطني في أحد خطابات ذكرى التأسيس.

ويضيف الزعيم صالح، “مع ذلك لم يقتصر تصوري للميثاق المنشود إذ ذاك على أن يكون دليلاً فكرياً فحسب وإنما ليكون كذلك بمثابة عقد اجتماعي بين مختلف الفئات الاجتماعية وقوى وشرائح شعبنا لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي تعزيزاً للوحدة الوطنية حتى تتضافر الطاقات والجهود من أجل بناء اليمن الجديد يمن الوحدة والمستقبل الزاهر..”.

إنجــــازات

ومنذ تأسيس حزب المؤتمر أواخر 1982م، عمل “ميثاقه” على ترميم التصدعات داخل المجتمع واخماد نيران الثارات والاغتيالات في شمال اليمن، وتهيئة مناخ الشراكة بين أبناء الوطن، ونجح بذلك.

استمر المؤتمر من منطلق أهداف ميثاقه بالمباحثات مع قيادة نظام الحكم في جنوب الوطن والعمل الدؤوب على تحقيق الوحدة اليمنية بمعية عدد من القوى الوطنية بإعتبارها المشروع الأبرز، ونجح بإعلانها رسميا في الـ22 من مايو 1990م، وبذلك سجَّل العالم بأسره عظمة هذا الإنجاز التاريخي.

واصل المؤتمر كحزب وقيادة تتربع عرش السلطة في تقديم اليمن عربيا ودوليا، واستطاع ان يحرز تقدما واسعا في وقت قياسي في العلاقات الدبلوماسية، وساعد على تهيئة مناخ الاستثمار وإنعاش الاقتصاد في ظل قانون يحمي حقوق الجميع دون استغلال.

كما عمل على دعم القطاع التعليمي وأنشأ مئات المدارس الحكومية في مختلف مديريات البلاد، زاد انتشارها عقب إعلان الوحدة اليمنية، بالتزامن مع افتتاح العديد من الجامعات الحكومية وعشرات الجامعات الخاصة.

كما أن حزب المؤتمر لم يغفل حق المرأة اليمنية في التعليم والعمل، وكانت واحدة من اولويات اهداف ميثاقه، وعمل على دعمها ومنحها حق المشاركة في الحكومة وتمثيلها لليمن محليا وخارجيا.

حزب الشعب

ويرى مراقبون ومحللون سياسيون، أن حزب المؤتمر الذي يتصدر قائمة الأحزاب اليمنية، يستمد روح البقاء والاستمرارية من وسطيته التي لا تمتلكها بقية الأحزاب، ولكونه ولد من رحم مشروع وطني شعبي غير مستنسخ استطاع أن يحقق الكثير من الإنجازات التي يصعب سردها بين هذه السطور بقدر التعريج عليها والاستدلال بها كشواهد.

وأكدوا، أن القواعد الشعبية المتينة للحزب ضمنت عدم انهياره حتى بعد خروجه من السلطة بعد أزمة 2011م، وانشقاق بعض قياداته التي غالبا ما كانت متمسكة به لغرض مكاسب. بقدر ما انضم إليه عشرات الآلاف خلال الخمس السنوات الأخيرة، وكسب تحالفات جديدة واسعة، خصوصا بعد أن تكشَّفت أوراق الكثير من الأحزاب المتواجدة على الساحة وطفحت روائح فشلها وتنفيذها أجندات خارجية.

وبحسب المحللين، يُجمع ملايين اليمنيين على أن حزب المؤتمر ليس مجرد تنظيم سياسي، بقدر ما هو شعب في حزب، ومن الصعب اجتثاث شعب، إلا أنه من السهل أن تستمر تساقط أوراق حملة المشاريع الجهوية والأجندات الخارجية.

متعلقات