اعتبر نقاد مصريون أن مسلسل “نسر الصعيد” الذي يقوم ببطولته محمد رمضان، “نسخة طبق الأصل” من مسلسل “الأسطورة” الذي قدمه منذ عامين وحقق نجاحاً منقطع النظير في مصر والعالم العربي.
ورأى بعض النقاد أن إخفاق محمد رمضان في الفترة الأخيرة في السينما بفيلمي “جواب اعتقال” و”الكنز” جعله يشعر بأنه لا مجال للتجريب، وخوفًا من تراجع نجوميته قرر أن يعيد تدوير مسلسل “الأسطورة” الذي قدمه منذ عامين، ولكن تحت اسم جديد هو “نسر الصعيد”.
السمات والتفاصيل المتشابهة بين المسلسلين في السطور الآتية:
التأليف
مسلسل “الأسطورة” من تأليف محمد عبد المعطي وهو المؤلف نفسه الذي كتب “نسر الصعيد”، لذا تجد الزوايا ونقاط التحول في الشخصيات والأحداث متطابقة إلى حد كبير، كما أن بعض الجمل الحوارية جاءت متشابهة والمواقف أيضًا.
ويكفي أن تجد محمد رمضان يظهر بشخصيتين في “الأسطورة” ويكرر الأمر نفسه في “نسر الصعيد”، فقدم في الأولى دور الشقيق الأكبر رفاعي الدسوقي، وشخصية الشقيق الأصغر ناصر الدسوقي، وفي نسر الصعيد قدم الأب صالح القناوي والابن زين القناوي.
شخصيات العمل
من يتأمل مسلسل “نسر الصعيد” سوف يكتشف تشابه شخصياته مع أبطال “الأسطورة”، وأن الاختلاف فقط في الأسماء وأداء الممثلين.
وفاء عامر تلعب دور زوجة الأب التي تنصح وترشد زين القناوي، وهو الدور نفسه الذي قدمته الفنانة روجينا زوجه الشقيق الأكبر في مسلسل “الأسطورة”.
عائشة بن أحمد في “نسر الصعيد” تؤدي دور (ليلى) ابنة عم زين القناوي التي تحبه وتتمنى الزواج منه، والدور نفسه جسدته الفنانة مي عمر في شخصية “شهد” ابنة خالته التي تحبه إلى حد الهيام وهو لا يشعر بها.
الفنانة التونسية درة في مسلسل “نسر الصعيد” هي الفتاة التي تنتمي لعائلة أرستقراطية ويحبها زين القناوي وعندما يريد الزواج منها تعترض أسرتها، والأمر نفسه تكرر في “الأسطورة” وجسدت الدور الفنانة ياسمين صبري.
في مسلسل “الأسطورة” كان العداء بين ناصر الدسوقي ومحمد النمر الذي جسد دوره الفنان القدير فايق عزب، وكان الفنان محمد عبدالحافظ يجسد دور الابن عصام النمر، والأمر نفسه موجود في “نسر الصعيد” إذ يقدم سيد رجب دور هتلر، رجل الأعمال الذي يمارس أنشطة غير مشروعة ونجله “مسعد” الذي يجسده الفنان محمد عز.
وتتكرر المواجهات بين الابن مسعد هتلر وزين القناوي، على نفس منهج وطريقة ناصر الدسوقي وعصام النمر في مسلسل “الأسطورة”.
التشابه في تطور الأحداث
في “الأسطورة” مات الأخ الكبير رفاعي الدسوقي مقتولاً، وفي “نسر الصعيد” مات الأب صالح القناوي مقتولاً أيضًا.
فى “الأسطورة” تمنى البطل أن يكون وكيل نيابة وفي “نسر الصعيد” تمنى أن يكون ضابط شرطة ورغم الاختلاف في الوظيفتين لكن الهدف هو السلطة.
ولم يقتصر التشابه في العملين على الأحداث والحوار فقط، ولكن في تفاصيل المشاهد أيضًا، فكانت فردوس عبدالحميد الأم في مسلسل “الأسطورة” تتحدث كثيرًا مع صورة الأب الذي غيبه الموت، وتكرر الأمر مع وفاء عامر في “نسر الصعيد” بالحلقة الخامسة، حيث راحت تقف أمام صورة زوجها صالح القناوي وتتحدث معه.
وامتد التشابه والتقليد إلى الاستعانة بالأغاني الشعبية في مسلسل “الأسطورة”، وتم تقديم أغنية “لو جبنا سيرة الجدعنة”، وعلى نفس اللحن غنى الليثي أغنية بعنوان “اللي شايل حمل الجبال” في مسلسل “نسر الصعيد”.
الإخراج
تولى مهمة إخراج “الأسطورة” محمد سامي، وقام بإخراج “نسر الصعيد” ياسر سامي، وينتمي الاسمان إلى مدرسة الإخراج ذاتها، كما يوجد تشابه أيضًا في الموسيقى التصويرية بين العملين.
وفي سياق التشابه بين العملين، تحدث الناقد خالد محمود لـ “إرم نيوز” قائلاً: “بكل أسف يوجد إفلاس في الكتابة، وعندما يشعر الفنان بأنه قدم عملاً مبهرًا وحقق نجاحاً، يعيد إنتاجه بالاستعانة بممثلين ومخرج جديد، وينسى أن الجمهور واع ولديه ذاكرة قوية وليس من السهل خداعه”.
وأضاف: “بالفعل توجد نقاط طبق الأصل بين مسلسلي (الأسطورة) و(نسر الصعيد) ويكفي أن نقف أمام اسم المؤلف لنكتشف أن التشابه جائز ومحتمل”.
وتابع محمود: “بكل أسف إعادة تدوير أو استنساخ الأعمال الناجحة لا يصب في صالح المشاهد وإنما في صالح شركات الإنتاج التي لا تخجل من خداع المشاهد باستثمار نجاح قديم مضى”.