كثفت مليشيا الحوثي العيديد من الأنشطة الطائفية لتنفيذ مخططاتها الهادفة إلى تغيير هوية المناطق الخاضعة لسيطرتها ذات الكثافة السكانية، ما يؤكد فداحة التهاون مع الخطر الذي تمثله المليشيا والثمن الباهظ التي تدفعه اليمن كل يوم في ظل تراخي وصمت المجتمع الدولي.
وكشف موظفون في وزارة الأوقاف والإرشاد في صنعاء اعتداء متنفذين حوثيين على أكثر من 20 مسجداً في صنعاء بينها مسجد الفردوس ومجمعه الخيري الذي تعرض للسطو المسلح ونهب أراضيه.
وقال الموظفون انهم لم نستطعوا الدفاع عن المساجد ومنها مسجد الفردوس الذي يعد ثاني أكبر مسجد في اليمن ويقع في حي سعوان، إذ استولى الحوثيون على أراضيه وصرحه الواسع الذي كان يتسع لآلاف اليمنيين من الرجال والنساء خصوصاً في شهر رمضان.
وأضافوا أن حوثيين يواصلون تشييد المباني فيها لصالحهم، حتى المختبر الخيري والفرن التابع للمسجد استولت عليه المليشيا.
وأفاد الموظفون بأن جميع مدارس تحفيظ القرآن الكريم في المساجد للأطفال والنساء أوقفت تماماً ومنعت المليشيا التعليم في المساجد أو إقامة المحاضرات الدينية، كما حولت الكثير من المباني المخصصة كسكن للإمام والمؤذن سكنا لقيادات حوثية كبيرة، بما فيها سكن مسجد الفردوس.
وجاء السطو على مساجد صنعاء بعد نجاح المليشيا في الاستيلاء على مسجد الصالح ومكتبته، إضافة إلى تحويل عدد من المساجد في مديريتي أرحب وبني حشيش وهمدان إلى مقرات لمليشياتها.
ويعكس المخطط الحوثي فداحة التهاون مع الخطر الذي تمثله المليشيا والثمن الباهظ التي تدفعه اليمن كل يوم في ظل تراخي وصمت المجتمع الدولي عن استغلالها للسلام كفرصة لتكريس مشروعها الانقلابي الطائفي المدعوم إيرانيا.
ويعتقد خبراء، أن تصاعد الأنشطة الطائفية الحوثية ومخططات تغيير التركيبة السكانية في شمال اليمن ذات الكثافة السكانية الأكبر تخفي وراءها دلالات متعددة، وتظهر حجم تعسر مهمة جمع المقاتلين من أبناء القبائل وعدم جدوى الضغوط والترهيب، فلجأت للحرب الناعمة لتغيير عقيدة قبائل طوق صنعاء وصناعة أجيال أكثر تبعية وانقيادا لأجندتها.
فيما تستهدف من توسيع نشاط التعليم الديني في محافظات إب والحديدة ومناطق تعز غير المحررة إيجاد حضور مذهبي وطائفي لها في مناطق لا تملك فيها حاضنة شعبية كي تصبح لاحقا امتدادا لمشروعها في كل الجغرافيا اليمنية بمفاهيم دينية من مخرجات مؤسس الحوثية والمراجع الطائفية في إيران والعراق وجنوب لبنان.
ويجمع الكثير من اليمنيين أن المخططات الحوثية الطائفية لتغيير التركيبة السكانية تشكل خطرا بالغا على فرص السلام وأنه لم يعد من خيار أمامهم إلا تقديم نموذج دولة في المناطق المحررة والاتجاه لاستعادة مناطق شمال اليمن عسكريا قبل استفحال الكارثة.