الكشف عن علاقه الملف النووي الايراني بالتصعيد الحوثي في جبهات مارب
السبت 13 فبراير 2021 الساعة 16:16
موقع “سوث24″+الشارع

لليوم السابع على التوالي تتواصل المواجهات العنيفة بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي، في العديد من جبهات القتال بمحافظة مأرب، وسط تقدم القوات الحكومية في الجبهة الشمالية الغربية.
وقالت مصادر عسكرية لـ “الشارع”، إن مواجهات عنيفة بين الطرفين شهدتها جبهتي الكسارة وهيلان، بمديرية صرواح، غربي المحافظة.
وأوضحت المصادر، أن المواجهات اندلعت عقب محاولات هجوم حوثية، هي الأشد على الجبهتين، غير أن القوات الحكومية تمكنت من إفشالها، وإجبار العناصر الحوثية المهاجمة على التراجع والفرار.
وأضافت المصادر، أن المواجهات أسفرت عن مصرع أكثر من 60 عنصراً حوثياً وجرح آخرين، إضافة إلى خسائر أخرى في المعدات.
وبحسب المصادر، فإن المواجهات تزامنت مع سلسلة غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي، استهدفت تجمعات وتعزيزات حوثية في الجبهتين ذاتهما، أدت إلى تدمير عربتين ودبابة و5 أطقم قتالية، ومصرع جميع من كانوا على متنها.
في غضون ذلك، دمرت مدفعية القوات الحكومية أطقماً وعربات كانت تحمل تعزيزات لمليشيا الحوثي الانقلابية في ميمنة جبهة صرواح، وقتل وجرح جميع من كانوا على متنها، وفق ما أوردته المصادر.
وأفادت المصادر، أن جبهة المخدرة، شمالي مديرية صرواح، شهدت أيضاً مواجهات عنيفة بين الطرفين، تكبدت فيها المليشيا الحوثية خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، إضافة إلى أسر 7 من عناصر المليشيا.
وذكرت المصادر، أن المواجهات رافقتها غارات جوية لمقاتلات التحالف، أدت إلى تدمير أربع قواعد صاروخية للمليشيا الحوثية كانت تستخدمها في قصف المدينة.
وفي مديرية مدغل، شمالي غرب المحافظة، قالت مصادر ميدانية أخرى، إن مواجهات عنيفة تواصلت، أمس، في المنطقة.
وأضافت المصادر، أن المواجهات تركزت في جبهات الرخيم، وفي محيط معسكر ماس، حققت خلالها القوات الحكومية تقدماً ميدانياً بعد سيطرتها على جبل العمود.
ومع تصاعد حدة القتال حول مركز محافظة مأرب، بين الميليشيا الحوثية والقوات الحكومية، تبرز عدة سيناريوهات تحدد مصير الوضع السياسي القائم، إذا ما سقطت المدينة بيد المليشيا المدعومة من إيران.
وذكر موقع “سوث24″، أن “من إجمالي 14 مديرية ممتدة في مأرب، أصبحت مراكز سبع من مديرياتها، حسب وسائل إعلام محلية، تحت سيطرة الحوثيين، ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، فإنّ المواجهات تبعد أكثر من 10 كيلومترات عن مأرب من الجهة الغربية، وقد خلّفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين”.
وعلى الرغم من المقاومة الشرسة التي تُبديها القوات المحلية لقبائل مراد المدعومة بغطاء جوي للتحالف الذي تقوده السعودية، إلا أنّ تجدد المعارك الأخيرة، بعد هدوء استمر قرابة ثلاثة أشهر، يُشير إلى توجهات إقليمية وربما دولية لصنع توازنات جديدة على الصعيد السياسي والميداني، وفقاً للموقع سابق الذكر.
وتأتي العملية العسكرية الجديدة في مأرب في وقت تتحرك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن باتجاه قلب استراتيجية الولايات المتحدة بشأن اليمن رأساً على عقب، بعدما أعلنت سحب الدعم الأمريكي للسعودية، حليفة واشنطن، بالإضافة إلى التراجع عن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.
في الوقت نفسه، تستمر جماعة الحوثي بتكثيف هجماتها الصاروخية وهجمات الطائرات المسيّرة على مواقع مدنية ومنشآت استراتيجية داخل أراضي المملكة العربية السعودية.
لقد تزامنت أقسى هذه الهجمات مع وصول المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، توم ليندركينغ إلى السعودية، والتقائه بعدد من المسؤولين السعوديين واليمنيين. استهدفت، الأربعاء الماضي، أربع طائرات مسيّرة مطار أبها الدولي. تعرّضت طائرة سعودية مدنية لإصابات كبيرة، أقرت جماعة الحوثي بمسؤوليتها عن الهجوم، وزعمت أنها هاجمت أهدافاً عسكرية.
هجوم الحوثيين على مأرب في اليمن وعلى الأراضي السعودية، جاء عقب زيارة قصيرة قام بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إلى طهران، لأول مرة. التقى خلالها مسؤولين إيرانيين، بهدف ما أعلن عنه غريفيث “التوصّل إلى حلّ سياسي للنزاع في اليمن عن طريق التفاوض”.
وبحسب “سوث 24” فإنه “لا يمكن فصل ما يحدث في اليمن، عن أزمة الملف النووي الإيراني منذ توقيع الاتفاق في يونيو 2015، الذي انسحبت منه لاحقاً إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. فقد تزامن توقيع الاتفاق آنذك مع طرد ميليشيا الحوثي من محافظات جنوب اليمن، وتطهير مدينة الأنبار في العراق من الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم الدولة، وفقاً لمراقبين”.
ويرى بدر محمد، الباحث في مركز سوث24 للأخبار والدراسات، أنّ” أمريكا وإيران يعودان من النقطة التي انتهوا منها على الصعيدين الإيراني واليمني، وربما العراقي أيضاً، وأن ذهاب الحوثيين إلى ضرب السعودية اليوم بشكل هستيري ومجنون يُفسَّر بأمرين: إمّا أنّ عملية إسقاط مأرب استعصت وأصبح الحوثيون في وضعية صعبة، خشية أن يرتد العجز عن إسقاطها نحو تهديد صنعاء، أو أنها محاولة لإضفاء البُعد الدولي على معركة مأرب”.
ويضيف الباحث في الشؤون السياسية اليمنية: “في جميع الأحوال، كل الفرضيات تُثبت أنّ إيران تستخدم الحوثيين كأداة للتعطيل والتنصل من مفاوضات الملف النووي، وكذلك لاختبار جدية الإدارة الأمريكية الجديدة وإلى أي مدى تذهب في استخدام سياسة النفس الطويل”.
لكنّ إيران لا يقتصر تصعيدها من خلال وكلائها في اليمن وحسب. فقد سارعت في تحقيق خطوات متقدّمة في تخصيب مادة اليورانيوم، وسط تحذيرات دولية من قرب امتلاكها قنبلة نووية.
قال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، إنّ “إيران بدأت بإنتاج معدن اليورانيوم لتغذية مفاعل للأبحاث النووية في طهران”، في انتهاك جديد لالتزاماتها في إطار الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني المبرم عام 2015.
في وقت سابق هذا الأسبوع، قال وزير الأمن والاستخبارات الإيراني، محمود علوي، إنه “إذا تم الدفع بطهران نحو صناعة سلاح نووي، فلن يكون ذنبها، بل ذنب من دفعها إلى ذلك”.
لا يوجد حتى اللحظة رد فعل أمريكي تجاه التصعيد الجديد لإيران ووكلائها في اليمن، على الرغم من أنّ الخارجية الأمريكية أشارت إلى إبقاء قادة الحوثيين في قائمة الإرهاب.
في هذا الوقت، لم تُظهر الولايات المتحدة خطة واضحة لحل الصراع المعقّد في اليمن، بقدر ما زادت قراراتها الأخيرة من تعقيدها. لكنها وفقاً لمبعوثها الخاص، تدفع بالجهود للتوصل لحل سياسي شامل في البلد، وتلتزم بحماية حلفائها.
على الرغم من هجمات التحالف العربي الجوية، إلا أنه لا يبدو أنّ قوات “الجيش الوطني” المتعددة الولاءات الموالية لهادي، قادرة على الدفاع عن معاقلها في الشمال، في حين تنتشر معظم قواتها في مناطق شرق جنوب اليمن النفطية، خصوصاً تلك التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان المسلمين.
قد تؤدي صفقة سقوط مأرب المرجّح بيد الحوثيين إلى صنع مقاربة إيرانية أمريكية نحو عودة محتملة للاتفاق النووي. لكنها ستفتح المجال أمام سيناريوهات عدة، وربما جولات صراع جديدة، ستنعكس بصورة رئيسية على مستقبل جنوب اليمن، الذي يسعى للاستقلال عن الشمال، ومصير حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، المعترف بها دولياً.

متعلقات