عقب إعادة الاستقرار لأسعار النفط عالميًا، بفضل خطوات متقدمة حققها تحالف "أوبك+" منذ مايو 2020 جاء فيروس كورونا المستجد مجددا ليهدد هذا النجاح.
ونجح تحالف أوبك+ في مايو من العام الماضي، بتحسين أسعار النفط الخام من متوسط 15 دولارا لبرميل برنت، إلى 35 دولارا في الشهر الأول لاتفاق خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا في حينه، وصولا إلى متوسط 65 دولارا حاليا.
لكن تفشي فيروس كورونا غير الطبيعي في الهند، إلى جانب غلق العاصمة اليابانية طوكيو ومدن أخرى في البلاد، يهدد بعودة جهود "أوبك+" شهورا إلى الوراء، مدفوعا باحتمالية تراجع الطلب على الخام في كلا البلدين.
وفق بيانات المبادرة المشتركة لمنتجي النفط الخام "جودي"، تعتبر الهند ثالث أكبر مستورد للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي يتراوح بين 4.6 - 4.9 مليون برميل يوميا، وتعتبر كذلك ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم.
يسبق الهند في الاستيراد، الصين في المرتبة الأولى بمتوسط يومي 10 ملايين برميل يوميا والولايات المتحدة في المرتبة الثانية بمتوسط استيراد يومي 6 ملايين برميل يوميا، رغم أن واشنطن أكبر منتج للخام حول العالم.
وسجّلت الهند أكثر من 400 ألف إصابة جديدة، السبت، بعدما أحصت أكثر من 7 ملايين حالة في أبريل/نيسان، ما أدى إلى إغراق النظام الصحي في مناطق عدة.
وفي حال إعلان السلطات الهندية فرض غلق وطني شامل لمنع انهيار نظامها الصحي بسبب عدد الإصابات المرتفع لفيروس كورونا، فإن التوقعات تشير لتراجع وارداتها من النفط الخام بمقدار النصف، إلى 2.4 مليون برميل يوميا.
وفي وقت سابق اليوم، أشار المستشار الطبي للبيت الأبيض أنتوني فاوتشي، إلى أنه سيكون على الهند فرض إغلاق وطني شامل لجميع المرافق في البلاد، على مدى عدة أسابيع لاحتواء الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بالفيروس.
ويعني ذلك، أن السوق العالمية ستشهد وفرة إضافية في المعروض بمقدار 2.4 مليون برميل يوميا إضافية، دون احتساب تحسن إنتاج النفط من جانب ليبيا إلى متوسط 1.3 مليون برميل يوميا في أبريل، من 900 ألف في مارس الماضي.
أما اليابان التي أعلنت عن غلق شامل في العاصمة طوكيو وبعض المدن الكبرى الأخرى، عن غلق شامل يستمر أكثر من أسبوعين، وربما يمتد الغلق إلى قرابة شهر، وذلك قبل 3 شهور من انطلاق أولمبياد طوكيو.
وتعتبر اليابان حاليا، رابع أكبر مستورد للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 2.9 مليون برميل يوميا، وتجاوز استيرادها اليومي حاجز 3.2 مليون برميل يوميا في ديسمبر/ كانون أول 2019، أي قبيل تفشي الفيروس.
حاليا، يبلغ فائض معروض النفط الخام عالميا، قرابة 2.5 مليون برميل يوميا، نزولا من متوسط 5 ملايين برميل يوميا في أزمة هبوط أسعار النفط اعتبارا من 2015 وحتى 2018.
ويهدد الفيروس في كل من الهند واليابان بزيادة معروض النفط بمتوسط 3.5 مليون برميل نفط يوميا، ليسجل المعروض العالمي قرابة 6 ملايين برميل يوميا، أي أعلى من الفائض المسجل في السنوات القليلة الماضية.
ومطلع أبريل الجاري، اتفق التحالف الذي يضم أعضاء في منظمة "أوبك" إلى جانب منتجين مستقلين بقيادة روسيا، على تخفيف قيود الإنتاج بمقدار 350 ألف برميل يوميا في مايو، ليستقر خفض الإنتاج عند قرابة 6.65 مليون برميل يوميا، من قرابة 7 ملايين برميل منذ مطلع 2021.
وسينفذ التحالف تخفيفا آخر لخفض الإنتاج في يونيو، بمقدار 350 ألف برميل يوميا أخرى، إلى 6.3 مليون برميل. يتبع ذلك تخفيف آخر بقرابة 400 ألف برميل يوميا، إلى 5.85 مليون برميل في يوليو.