المؤتمر الشعبي العام.. تنظيم من الشعب الى الشعب
الثلاثاء 24 أغسطس 2021 الساعة 18:05
عن نيوزيمن بتصرف

بينما كان الرئيس صالح مُصِراً على تنحيه عن الرئاسة وهو حاضر في اجتماع استثنائي للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، وقف الكثير وسط الصالة يلوّحون للرئيس ويرجونه عدم التنحي. 

أخذ الكثير المايكروفون، البعض منهم الآن من جماعات (فبراير 2011)، يسردون للرئيس صالح كيف ستكون اليمن بعده في حال إن لم يعدل عن قراره.

قال أحدهم، وهو واقف بثقة ملوحا للحاضرين في الصالة، إن كثيرا من المشايخ أو المسؤولين سيتحولون إلى كوارث وسيسعى البعض منهم لإعلان دولة بمفرده. 

كانت العبارة مفاجئة للجميع ومستغربة، لكنها عادت للذهن بارزة بعد ذلك بسنوات حينما تقافزت من المؤتمر قيادات كثيرة لتنضم إلى الفبرايريين وتسهم في تخريب اليمن لاحقا بمعية جماعة الدين السياسي. 

جسّد المؤتمر الشعبي العام سابقة سياسية فريدة من نوعها في الوطن العربي كحزب شعبي بعيد عن الأيديولوجيا المتطرفة والنظريات المستوردة، فقد انخرطت فيه كل الأطياف بهدف بناء اليمن على اسس متينة قائمة على "الميثاق الوطني" الذي صاغه الكثير من القامات الوطنية المخلصة.

لذلك فإن المؤتمر الشعبي العام لم يكن تنظيما دخيلا أو فكرا مستوردا بقدر ما هو تجربة وفكر يمني محض، أتى به اليمنيون لليمنيين، على عكس كثير من الأحزاب السياسية المستوردة التي اتت بافكارها وايديولوجياتها ونظرياتها من خارج حدود اليمن وجغرافيتها.

لذلك سجل المؤتمر الشعبي العام خلال عقود من حكمه نهج الوسطية والاعتدال والتعامل مع المواطنين كافة دون تمييز حزبي أو سياسي وهذه إحدى أكبر ميزات المؤتمر الشعبي العام كتنظيم جماهيري من الشعب وإلى الشعب. 

طوال فترة حكم المؤتمر الشعبي العام كان بمقدور أي مواطن من حزب آخر التوجه صوب أي قيادي أو مسؤول مؤتمري للتوسط له أو تقديم التوصية له في منفعة ما دون تردد، لأنه سيلقى ما يريده ببساطة على غير بقية الأحزاب اليمنية، التي تدقق بالخلفية السياسية، والبطاقة والانتماء وقَسَم الولاء والبراء. وهذا ما يؤكد بساطة وهوية التنظيم اليمنية المحضة. 

شكل المؤتمر الشعبي العام تجربة تاريخية رائدة في اليمن بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح وإلى جانبه كوكبة من المفكرين والسياسيين الرواد كالدكتور أحمد الأصبحي والدكتور عبدالكريم الارياني اللذين قدما زبدة فكريهما لإنجاح هذه المؤسسة السياسية الرائدة وإلى جانبهما الكثير من المخلصين والمخلصات الذين أسسوا تنظيم المؤتمر. 

رغم أن الكثير من السياسيين والمهتمين كانوا ينظرون لحزب المؤتمر أنه مجرد تكتل لهواة المصالح من حيث أن رئيسه هو رئيس للبلاد وأنه سيتلاشى بعدم وجوده، لكن ذلك لم يحصل أبدا بقدر ما تعرض لشرخ منذ فبراير 2011 ونحسب أن من حاول الإيغال في هذا الشرخ أو الخروج من الحزب هو غثاء كان ينبغي خروجه، وقد أسهم قادة فبراير في شرخ وتقسيم اليمن وتفتيتها ككل فيما بعد بصفة أو بأخرى. 

بمجرد تنازل الرئيس صالح لنائبه هادي بالرئاسة حينها وفقاً للاتفاقية الخليجية المزمنة كانت الانتكاسة وتحقق ما قاله أحدهم حينها في إحدى الدورات الاستثنائية للجنة الدائمة عن تفتت اليمن وأن كل مسؤول أو شيخ سيجعل من نفسه دولة.... فيما اختصم حلفاء الأمس ليفجروا كل اليمن.... وقد اتفقوا في الساحة سابقاً ضد المؤتمر وصالح واليمن والشعب.النموذج الرديئ والسيئ ..... الذي باتت تقدمه بعض الأحزاب المعارضة بالأمس والحاكمة إسلاميا اليوم جعل الناس يترحمون على صالح ويتألمون للمؤتمر، ويلعنون الثورات والتثوير أينما حلت وظلت. 

في الذكرى ال39 لتأسيس الحزب اليمني الرائد نتمنى عودة كل المؤتمريين إلى كلمة سواء ليعود ألق التنظيم الذي تأسس من الشعب لأجل الشعب لا لأجل الشيخ أو السيد أو المرشد. 

كل أغسطس وأنتم بخير..

متعلقات