الخلايا الخاملة والنائمة وحتى الخلايا التي تدعي أنها صاحية ليست بعيدة عن متناول أعين وأيدي وأجهزة رجال الأمن والاستخبارات العسكرية التابعة اجمالا للقوات المشتركة في الساحل الغربي أو التابعة لشعبة استخبارات المقاومة الوطنية والذين يترصدون محاولات اختراق المليشيات الحوثية التابعة لإيران أو غيرها .
وهذه القوة الأمنية الضاربة بإعلانها بين فترة وأخرى القبض على عناصر إجرامية في شكل خلايا تخريبية تتبع مليشيات طهران في العاصمة المختطفة صنعاء تشعر المواطنين بالاعتزاز بها والاطمئنان بأن أيادي إيران الخفية يتم قطعها أولا بأول وان الساحل في أمان من هذه الشراذم المريضة والمأجورة لزعزعة الاستقرار في المناطق التي تم دحر الحوثي منها .
وفي احدث ضربة أمنية قاسمة لبقايا المليشيات الحوثية في المناطق المحررة ما ذكره الإعلام العسكري للقوات المشتركة، مساء الجمعة 27 أغسطس 2021، ان عملية تفكيك خلية تجسس تابعة للمليشيات الحوثية المدعومة ايرانيا وقعت في مديرية موزع بالساحل الغربي.
وكشف الإعلام العسكري معلومات أولية عن الخلية، مؤكدا أن شعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية العاملة في إطار القوات المشتركة تمكنت من ضبط وتفكيك الخلية بعد أشهر قليلة من زرعها للعمل من قبل المليشيات الحوثية التابعة لإيران، بعد عملية رصد وتحري دقيقة.
وأوضح أنه تم ضبط ثلاثة من أخطر أفراد الخلية جميعهم من أبناء مديرية موزع بمحافظة تعز هم (شمس الدين محمد مقبل الحميري، ومحمد عوض درويش، وعزالدين عبده علي راعي) بعد ان تم تجنيدهم من قبل قيادي حوثي من أبناء المديرية يدعى (عماد عبد السلام الحميري) ويعمل في مناطق سيطرة المليشيات.
وتقوم الخلية المضبوطة بممارسة أعمال عدائية ضد القوات المشتركة وأبناء الساحل عموما وكلف العملاء هذه الخلية الإرهابية بمهمتين لها في الساحل الغربي، الأولى رصد تحركات القوات المشتركة وقياداتها والشخصيات الاجتماعية في المحورين الجنوبي والشمالي للساحل الغربي بمحافظتي تعز والحديدة، والثانية شراء أسلحة وذخائر من تجار في الساحل الغربي ونقلها إلى مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.
ويعد ضبط وتفكيك الخلية إنجاز أمني نوعي جديد لشعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية والتي سبق أن فككت سلسلة خلايا في الساحل الغربي تابعة لمليشيات الحوثي أهمها خلية المخا، وخلية تهريب الأسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وخلية زرع العبوات الناسفة، الأمر الذي يشكل ضربة قاسية للمليشيات.
وكان في منتصف أغسطس من العام الماضي قد تم إلقاء القبض على خلية مشابهة ومسؤوليها واثنين من أعضائها في الساحل أثبتت وقائع مثيرة في تسلسل تشكيلها وتجنيدها والمهام المناطة بأعضائها وحلقة الوصل بين المسؤول الأول وأحد قيادات الميليشيات الحوثية.
وأكدت اعترافات مسؤول الخلية المدعو حلمي إبراهيم (47 عاما) من مواليد المخا أن انخراطه في صفوف ميليشيات الحوثي كانت بدايته إبان سيطرتها على مدينة المخا حيث عمل لديها في نقاطها الأمنية بمعرفة من المشرف الحوثي المدعو أبو محمد همدان.
وتحدث مسؤول الخلية في اعترافاته عن فراره مع آخرين من ميليشيات الحوثي بعد تحرير مدينة المخا، حيث استقر مع عائلته لأكثر من عام بمنزل في ضواحي صنعاء، قبل أن تنيط به ميليشيات الحوثي مهام تشكيل خلية تجسس في المخا.
ووفقا لاعترافات مسؤول الخلية التي نشرها الإعلام العسكري للقوات المشتركة، وقتها فقد عمل على تجنيد أعضاء ممن تربطه بهم صداقات قديمة من أبناء المخا، أبرزهم المدعو فريد إسماعيل إبراهيم طنة، والمدعو سلطان فقير علي حلبي، إلى جانب الفارين من وجه العدالة المدعو مازن سعيد قريش، والمدعو حسام حلمي إبراهيم، والمدعو همام مكي.
وكشف مسؤول الخلية في اعترافاته، أنه قام خلال فترة العمل وحتى إلقاء القبض عليه بجمع معلومات عبر أعضاء الخلية تتعلق بتعزيزات وتحركات وتموضع القوات المشتركة، ونقلها مباشرة أو عبر عضو الخلية الفار من وجه العدالة المدعو مازن قريش إلى المسؤول الحوثي المدعو أبو عريك.
كما كشفت اعترافات عضو الخلية المدعو فريد طنه (22 عاما) من أبناء المخا حي الجعدي، وكان يعمل في ميناء المخا كعامل نظافة لدى القوات المشتركة، عن مراحل تجنيده من قبل مسؤول الخلية المدعو حلمي إبراهيم عبر نجله وعضو الخلية المدعو حسام حلمي (فارٌ من وجه العدالة) والذي كانت تربطه مع طنة صداقة طفولة.
واضافت الاعترافات أن القيادات الحوثية أناطت بمسؤول الخلية المدعو حلمي إبراهيم مهام توسيع عمله في تشكيل خلايا انطلاقا من داخل مدينة المخا التي عاد إليها لهذا الغرض قبل أن يفتضح أمره ويتم القبض عليه ويلحقه عضوان من أفراد الخلية .
يذكر أن تشكيلات القوات المشتركة العاملة في الحديدة والساحل الغربي، حققت نجاحات أمنيّة واستخباراتية خلال العام الماضي استهدفت خلالها خلايا وعصابات للحوثيين، أحدثها حملة أمنية استخباراتية انطلقت اواخر ديسمبر، الماضي للقبض على خلايا نائمة تابعة للميليشيات الحوثية ، في المناطق المحررة من الحديدة والساحل الغربي.
وألقت الوحدات الأمنية والعسكرية القبض على نحو 8 خلايا تتبع للحوثيين، على مدى 5 أشهر، أبرزها كانت خلية تهريب أسلحة إيرانية، ترتبط مباشرة بالحرس الثوري الإيراني وتتولى نقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى شواطئ اليمن، تم الإعلان عن الإيقاع بها منتصف سبتمبر الماضي .