شن نشطاء يمنيون حملة سخرية واسعة ضد القيادي في ميليشيات الحوثي، رئيس ما يسمى المجلس السياسي، مهدي المشاط، الذي صرّح خلال خطاب متلفز أمام عدد من القيادات الحوثية تحت قبة مجلس النواب المحتل من قبل جماعته بصنعاء، بأنه يسكن في منزل للإيجار، وتعرض هو وأسرته أكثر من مرة للطرد من قبل المؤجر بسبب مشكلات مالية وخلافات إيجارية. وزاد: "أنا لا أملك حتى سيارة خاصة".
خطاب المشاط كان خلال فعالية لتدشين ما يسمى الخطة العامة للدولة لعام 1444هـ، ومسار إصلاح وتطوير القوانين من خلال الآلية المعتمدة لذلك، وتحدث فيه عن مزاعم إنجازات ميليشياته في مكافحة الفساد وبناء الدولة من تحت الصفر، كما زعم المشاط أنه لا يملك منزلاً أو سيارة، وأنه يعاني من الإشكالات التي يتعرض لها أي مستأجر.
تصفيق مرير
أثار الفيديو سخرية اليمنيين على مواقع التواصل، وظهر أحد المسؤولين وهو يصفق بمرارة وليس بحرارة، أما القاضي الذي بجواره فقد صفق على استحياء لأنه يعلم أنها كذبة لا يمكن بلعها ولا يليق بالقضاء أن يصفق لها، ولسان حاله يقول فعلاً لا تملكون بيوتاً ولستم مستأجرين لأنكم ببساطة نهبتم بيوت غيركم وتملكتموها وسكنتم فيها بالقوة.
وقال المشاط: "نحن لا نزال يا إخوتي نستأجر لأهلنا البيوت كأصغر مواطن، أنا أستأجر لأسرتي بيتاً وأتعرض للإشكالات التي يتعرض لها أي مستأجر، أحياناً يأتون يطالبوننا بخروج هذه الأسرة، لأنهم يريدون أن يسكّنوا أقارب، نفس القصة التي يتعرّض لها أيُّ مواطن، لا أزال في بيت إيجار ولا أملك بيتاً ولا أملك سيارة. نحن نعاني ما يعانيه المواطن، ونعيش ببساطة كما يعيش أي مواطن يمني، وأي مواطن أو مسؤول يملك أيَّ معلومات غير ما أدليت به إليكم فليتقدم بها إلى هيئة الفساد ولتصادر للدولة".
وأتى حديث المشاط بوصف رواد التواصل، للاستهزاء بعقول الناس، في وقت أصبح معظم الفلل السكنية الفخمة الكائنة في منطقة "بيت بوس" بصنعاء؛ وأراضيها تابعة للحوثيين فقد استحوذوا عليها بطمع جاحد".
وقاد رواد التواصل الاجتماعي في اليمن حملة غاضبة ضد تصريحات المشاط الأخيرة، وصارت أقواله موضوعاً للتندر والنكتة تخفيفاً لمشاعر القهر التي طحنت الملايين بسبب احتكار الغذاء والمحروقات وانقطاع الرواتب وفرض الإتاوات والجبايات بقوة السلاح، فيما رفع مؤثرون وحقوقيون هاشتاغات تحمل كلمات صارخة ومنددة..
وبدوره شن الكاتب الصحافي د. محمد جميح هجوماً لا ذعاً على المشاط. وقال إن "المشاط لا يعرف إلا النصب".
فيما ناشد صحافيون محمد عبدالسلام، المتحدث باسم ميليشيا الحوثي أن يتبرع بثمن الساعة التي يرتديها، لرئيسه المشاط بدلاً من التشرد في بيوت الإيجار"، حيث يبلغ ثمن ساعته 20 ألف دولار.
وأطلق شباب يديرون جروبات على فيسبوك حملة تضامن ساخرة مع المشاط في مواجهة ظلم المؤجر، أعلنوا فيها استعدادهم لمنحه شقة السكن الخاصة بدون إيجار.